طفولة

السرقة عند الأطفال
إعداد: ماري الأشقر
اختصاصية في علم النفس

حالة عابرة قبل الخامسة أما بعدها فلا بد من العلاج


يأخذ الأطفال الصغار الأشياء، لسبب بسيط جدًا، وهو أنهم يريدون أن يلعبوا بها. فإذا أخذ طفلك لعبة شقيقه، أو رفيقه أو أخذ محفظتك، فليس من الضروري أن تفسّري ذلك على أنه سرقة، فالطفل لا يدرك فكرة الملكية الخاصة قبل الخامسة من عمره. قد يأخذ طفلك الصغير سيارة شقيقه مثلاً، فلا تجعلي من ذلك قضية كبرى فسوف يدرك تدريجًا مفهوم الملكية.
أمّا بالنسبة إلى الأطفال الكبار نسبيًا، والذين يعرفون الحدود بين الملكية الخاصة وملكية الآخرين، فإنّ أخذ اشياء الآخرين في البيت مؤشر إلى أن ثمة خطأ ما في الموضوع، وقد يتطور الأمر إلى السرقة خارج المنزل، وهي بداية الجنوح الذي يحصل أحيانًا بين الأحداث، وغالبًا ما يترافق مع أنواع أخرى من السلوك المخالف للقانون والمجتمع.


الأسباب
لماذا يسرق الطفل؟ هناك عدة أسباب: أولًا، إنّ حب التملك يدفع الطفل أحيانًا إلى أخذ أشياء الآخرين، وقد يتطوّر الأمر ليصبح عادة حتى بعد تخطّيه الخامسة.
ثانيًا، اضطراب الثقة بين الطفل والأهل بسبب سوء المعاملة أو القسوة والحرمان. والمقصود هنا الحرمان بوجهيه العاطفي والمادي. فالحرمان العاطفي قد يدفع الطفل إلى السرقة لشعوره بالحاجة إلى كل شيء، لذلك يستولي على أشياء غيره ليعوّض ما ينقصه من عطف وحنان، أو ليجذب الأنظار إليه. أما الحرمان المادي فيشعر به الطفل عندما يرى أن ليس لديه ما لدى غيره.
ثالثًا، غياب التوجيه من قبل الأهل، وبالتالي عدم توضيح القواعد التي تحدد ما هو جيد وما هو سيّىء، ما هو مقبول، وما هو مرفوض. وأيضًا غياب المثال والقدوة الحسنة.
رابعًا، الطمع، وهو نتيجة الدلال الزائد والمغالاة في إغداق الهدايا، ما يجعل الطفل يشعر أنه يجب أن يحصل على كل شيء، وأن القليل الذي يملكه سواه يجب أن يكون جزءًا من الكثير الذي يملكــه هو.

 

..والعلاج
علاج السرقة ليس بالأمر السهل، إذ يجب على الوالدين إيضاح ما يسمح به المجتمع وما لا يسمح على نحو لا يدع مجالاً لأي شك، لا بالقول فقط بل بالفعل. ويجب أن يدرك الأهل وأولادهم أن أي استيلاء على ممتلكات الغير مهما كانت تافهة هو في جوهره سرقة. ولا تكفي التربية بل يجب توفير فرص الحصول على ما يشتهيه الولد على نحو مشروع. فالحرمان سبب رئيس من أسباب السرقة، وخصوصًا ذلك الذي لا يجد الولد تفسيرًا معقولاً له. أما إذا تفاقم الأمر، فلا بد من الاستعانة بالطب النفسي.