حصاد السنة

رحلت عانسًا من دون رئيس!
إعداد: جورج علم

مربكة.. متطلّبة...


تبرّجت. وارتدت «الساتان» الأبيض، قبل أن تحوم حولها فراشات الرحيل، وتسجّى في نعش الذكريات، لتدخل مقبرة التاريخ.
كانت منجبة في كنف الإرهاب، إلاّ أن الذرّية لم تقتصر على هذا الأخطبوط المتعدد الأطراف، بل شملت: عرسال، الجنود الأسرى، النفايات، مسلسل سجن رومية، النازحين، تسليح الجيش، الاستحقاق الرئاسي، الحوار الوطني، إعلان النوايا، اليوميات اللبنانية في لاهاي، والكثير الكثير من أهل النسب الذين تحلّقوا في مراسم الوداع الجلل... كان الموكب مهيبًا تقدّمه إكليلان ورديّان، الأول من أهالي العسكريين العائدين من جرود عرسال، كبادرة «وفاء، وامتنان». والثاني احتفاءً بما بات يعرف بـ«التسوية الرئاسية»، قبل أن ترحّل إلى العام المقبل...
 لم تكن سنة 2015 أسيرة السلبيات القابضة على الحياة من عنقها، بل كانت في جوانب منها زاهية، فوّاحة بعبق الفن، والإبداع، حملت إلينا من البعيد الممثلة العالميّة سلمى الحايك (24 نيسان)، ومعها تحفة من الفن الخامس عن «النبي» جبران، الفيلسوف الذي رفع مداميك في برج الحضارة الإنسانيّة، وأطلق تحديثًا للعلاقات ما بين المجموعات البشريّة، عمادها المحبة والحوار والانفتاح، والتسامح، وفهم الآخر بمعزل عن الفوارق الثقافيّة والاجتماعيّة.
وفدت إلينا كسفيرة للبنان الآخر، لبنان الاغتراب، الذي بنى شواهق وناطحات سحاب، فوق كلّ أرض، وتحت كلّ سماء. أفواج أفواج من الروّاد في جميع الميادين السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، بنوا أمبراطوريات، وقصورًا للعلم والمعرفة، ونشروا ثقافة الانفتاح بمفاهيمها الحضارية الراقيّة، كبديل عن ثقافة التوحش التي تغزو مجتمعاتنا وشاشاتنا ومنازلنا ومفاهيمنا ومعتقداتنا.

 

عرسال.. في البال
قدرها، أنها اتشحت بالسواد منذ ولادتها حزنًا على وفاة رئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي، منتصف ليل رأس السنة. وفي ظهيرة ذلك النهار، خرجت طائرة عراقيّة عن مسارها في مطار بيروت، إثر تمزّق في عجلاتها، وانتهى الحادث من دون إصابات، فيما عاد إمام وخطيب مسجد «أبو الأنوار» في مدينة طرابلس الشيخ وسام المصري من جرود عرسال، ومعه شروط ثلاثة: تأمين اللاجئين السوريين من «اعتداءات حزب الله»، وإقامة منطقة منزوعة من السلاح، تمتد من وادي حميد، مرورًا بجرود الطفيل، ووصولًا إلى عرسال، وإنشاء مستشفى متطوّر من أجل علاج المصابين، ومستودع أدوية. وجوبهت هذه الشروط يومها بسؤال رسمي حول مصير الوساطة التي كان يقوم بها نائب رئيس بلدية عرسال!.
أما الجيش اللبناني فقد ردّ على هذه الشروط في اليوم التالي باستهداف الإرهابييّن في الجرد، وكانت النتيجة 5 قتلى، و9 جرحى في صفوفهم.
إلاّ أن الأنظار انتقلت سريعًا إلى طرابلس، عندما أقدم كلّ من بلال المرعيان، وطه الخيّال من منطقة المنكوبين على تفجير نفسيهما (السابعة والدقيقة 30 من مساء السبت 10 كانون الثاني) في مقهى «أبو عمران» في جبل محسن، وكانت الحصيلة 9 قتلى و37 جريحًا، تبنّت «جبهة النصرة» جريمة التفجير، لكن العين الساهرة، والقبضة الفولاذيّة ردّتا سريعًا (الثلاثاء 13 كانون الثاني) بإلقاء القبض على 3 انتحارييّن، واحد في طرابلس، واثنان في عرسال. كما تمكّنت من ضبط سيارة «كيا» (الخميس 22 كانون الثاني) مفخخة بـ25 كيلوغرامًا من المتفجرات بالقرب من حاجز للجيش في عرسال.
ضاق الإرهابيّون ذرعًا، فحشدوا قوات استثنائية في الجرد العرسالي (الجمعة 23 كانون الثاني)، تصدى لها الجيش ببسالة، وخاض معارك ضارية امتدت حتى رأس بعلبك ضد تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة»، وأوقع في صفوفهم إصابات بليغة زادت عن 37 قتيلًا، فيما استشهد الملازم أول أحمد محمود طبيخ، و7 عسكرييّن.
قدّر مجلس الوزراء جسامة الوضع، والتحديات الجديّة التي يشكّلها الإرهاب، فأقرّ (الخميس 29 كانون الثاني) برفع عديد قوى الأمن الداخلي إلى 35 ألف عنصر. إلا أن «السرطان المتوحّش» لا يواجه بالقمع الأمني فحسب، وهناك قنوات أخرى، بينها المسار الدبلوماسي حيث استقبلت بيروت (السبت 31 كانون الثاني) وفدًا يضمّ المفوّض الأوروبي للسياسة الأوروبيّة للجوار ومفاوضات التوسّع يوهانس هان، والمفوّض الأوروبي للمساعدات الإنسانيّة، وإدارة الأزمات، خريستوس ستيليانيدس للبحث في سبل محاربة الإرهاب، وتأمين الدعم للنازحين.

 

إنجازات أمنيّة
عايش اللبنانيون خلال 2015 أوقاتًا متقلّبة ما بين الاستقرار، والهواجس الأمنية المتأثرة بالمناخ العام في الجوار السوري، والشرق الأوسط، وقدّروا عاليًا الإنجازات التي حققتها الأجهزة الأمنيّة في تفكيك شبكات الإرهاب، وملاحقة فلول الإرهابيين، والفارّين من وجه العدالة، وضبط العديد من الخلايا النائمة، ضمن سلسلة من «التدابير الاستباقيّة»، فلا يمرّ يوم إلاّ وهناك تفكيك لعبوة ناسفة، أو اقتحام لمكان مشبوه، أو قبض على إرهابي متورّط، حتى أن قائد الجيش العماد جان قهوجي حذّر من تحويل بعض مخيمات النزوح إلى ملاجىء لإيواء الإرهابيّين، أو لتفعيل نشاطاتهم التخريبيّة.
وعلى الرغم من الحرص الشديد، والإنجازات الباهرة التي حققتها «العين الساهرة» فإنّ خرقين قد حصلا، الأول وقع في حي السبيل في بلدة عرسال (الخميس 5 تشرين الثاني) واستهدف «تجمّع علماء القلمون» وكانت الحصيلة 9 قتلى، وأكثر من 16 جريحًا. والثاني (مساء الخميس 12 تشرين الثاني) واستهدف برج البراجنة في ساعات الازدحام، وأودى بحياة 49 ضحيّة، فضلًا عن أكثر من 239 جريحًا.

 

تسليح الجيش
في زحمة التحديات الوافدة من المحيط الملتهب، والمواجهات المفتوحة مع الإرهاب، قررت الإدارة الاميركيّة (الأحد 8 شباط) تزويد الجيش اللبناني 72 مدفعًا، وعربات هامر، وجرى احتفال رسمي في مرفأ بيروت تمثّلت فيه قيادة الجيش، وحضر السفير الأميركي دايفيد هيل الذي ألقى كلمة من وحي المناسبة.
واستخدم الجيش بعضًا من هذه الأسلحة (الخميس 26 شباط) حيث تمكّن من أن يسيطر على مرتفعات جديدة في رأس بعلبك، بينها صدر الجرش، وحرف الجرش، بعد معارك عنيفة ضدّ الإرهابيين. أهميّة الإنجاز، دفعت وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، إلى مرافقة قائد الجيش العماد جان قهوجي في جولة تفقّدية على المواقع العسكريّة، مثنيًا ومشيدًا ببطولات الضبّاط، والرتباء، والأفراد. وتمكّنت مخابرات الجيش ( السبت 7 آذار) من إلقاء القبض على أحد أخطر الإرهابييّن، السوري حسن غورلي، الملقّب بحارث الأنصاري الذي شارك في الاعتداء على عناصر الجيش في عرسال.
ومع اتساع رقعة العمليات، وجسامة المسؤوليات التي يضطلع بها الجيش، وسائر القوى الأمنيّة، تحرّكت فرنسا لتفعيل الهبة السعوديّة في إطار خطة، متكاملة العناصر، تهدف إلى مدّ الجيش بأسلحة فرنسيّة متطورة، إلاّ أن الالتباس والغموض قد رافقا معظم المواعيد الافتراضية التي حددت في السابق... إلى أن كان يوم السبت (18 نيسان) حيث وصل إلى بيروت وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، وأجرى جولة واسعة من المحادثات مع كبار المسؤولين والفعاليات، قبل أن يتم استقبال الدفعة الأولى من السلاح، والتي شملت عددًا محدودًا من صواريخ «ميلان». الوزير الفرنسي، قال من خارج نصّ كلمته المكتوبة... «يمكنكم الاعتماد علينا»... ولكن كيف؟، ومتى تصل الدفعات الأخرى؟!... الجواب، ربما، في العام 2016؟!...

 

الاستحقاق الرئاسي
كما الصفحة الأمنيّة، كذلك الصفحة السياسيّة، لم تكن وافرة الإشراق، إذ حمل الاستحقاق الرئاسي مفكرته، ودوّن يوم الأربعاء 7 كانون الثاني الجولة الرقم 17 في مجلس النواب.. وكانت النتيجة، لا نصاب.. ولا رئيس..
تحسست فرنسا مسؤوليتها المعنوية، ومدّت وسيطها الدبلوماسي المحترف جان فرنسوا جيرو بجرعة معنويات، فتوجّه إلى المملكة العربيّة السعوديّة (الأربعاء 14 كانون الثاني) لعلّ وعسى، والتقى في الرياض بالرئيس سعد الحريري قبل أن يتوجه إلى الفاتيكان يومي 19 و20 كانون الثاني لتحريك ملف الاستحقاق، ولكن.. «يا داره دوري فينا».. وقفل عائدًا إلى بيروت (الثلاثاء 3 شباط) ليلتقي كبار المسؤولين. ومن بيروت إلى الفاتيكان مجددًا (الإثنين 9 شباط) حيث التقى في عاصمة الكثلكة البطريرك بشارة الراعي الذي كان في زيارة عمل.
عاود مجلس النواب محاولاته لانتخاب الرئيس (الأربعاء 18 شباط) في جولة جديدة حملت الرقم 19، إلاّ أن النصاب الدستوري لم يتأمن، فيما كان مجلس الأمن الدولي يضيق ذرعًا من المماطلة في انتخاب الرئيس. وقد أصدر بيانًا رئاسيًّا (الخميس 19 آذار) يحضّ اللبنانيين على «التقيّد بالدستور، وإعلاء المصالح الوطنيّة بغية انتخاب رئيس للجمهوريّة».
وحتى لا يبقى الفرنسي جيرو وحده في ميدان المبادرات، أوفدت الإدارة الأميركيّة (الأحد 5 نيسان) نائب وزير الخارجية توني بلينكن إلى بيروت في مهمّة متعددة الأغراض: الانتخابات الرئاسيّة، النازحون، الإرهاب، الوضع في عرسال... فأجرى مروحة واسعة من المحادثات واللقاءات مع المسؤولين والقيادات والفعاليات استمرت أيامًا، وبقيت في إطار التشاور وتبادل وجهات النظر.
33 دعوة وجّهها رئيس المجلس النيابي نبيه بريّ، و33 محاولة جرت في ساحة النجمة، كان آخرها الأربعاء 16 كانون الأول، لتأمين النصاب، وإنجاز الاستحقاق، لكنّ الذين يمسكون بزمام الأمور سواء في الداخل، أو الخارج لم يعطوا إشارة المرور ربما لحسابات هي أبعد من كل المتداول، وتتصل بملفات أخرى مفتوحة على مستوى دول المنطقة، قد يتأثر بها لبنان.
بالطبع لم تتوقف عجلة المحاولات، والاجتماعات، واللقاءات، على مدى العام لاقتناص الفرصة السانحة، وقد لاحت بارقة جديّة في الأفق خلال شهر تشرين الثاني، تحت عنوان «التسوية الرئاسيّة»، لكن – وحتى كتابة هذه الأسطر – كانت هذه التسوية على النار، ويخشى أن تتحوّل إلى «طبخة بحص!»...

 

ملك إسبانيا
حضر الاستحقاق الرئاسي كطبق شهي على المأدبة الرسميّة التي أقامها رئيس الحكومة تمام سلام في جناح الضيافة الخاص بالسرايا الحكومي احتفاء بـصديق لبنان الكبير ملك إسبانيا، الملك فيليب السادس. وصل جلالته إلى بيروت (الثلاثاء 7 نيسان)، وأمضى ليلة في ضيافة الكتيبة الإسبانية في الناقورة، وعزّى أفرادها باستشهاد العريف فرانسيسكو خافيير سواريا الذي استشهد في القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، وكانت له مراسم تكريم في السرايا الحكومي تليق بمقامه، وبمستوى العلاقة التاريخيّة ما بين البلدين.

 

النفايات
من نكد الأيام ما يدمي... ومن «وطن النجوم أنا هنا» للشاعر إيليا أبو ماضي، إلى «وطن النفايات أنا هنا.... حدّق، أتذكر من أنا؟» حيث دبّ الخلاف في مجلس الوزراء ( الخميس 8 كانون الثاني) حول ملف النفايات، وأقدم الرئيس تمام سلام على تعليق جلسات مجلس الوزراء، فيما العاصفة الثلجيّة كانت تنثر رداءها الأبيض لتغطي العورات والكيديات، موقعة عددًا من القتلى خصوصًا في صفوف النازحين.
عاود مجلس الوزراء اجتماعاته (الخميس 12 شباط) لكنّ المناخ بدأ عاصفًا، وحصل اشتباك كلامي ما بين الوزراء حول أموال البلديات التي يفترض أن تمكّن الأخيرة من الاضطلاع بمسؤولياتها في معالجة النفايات.
ويطلّ شهر تموز 2015 بشمسه الحارقة، ومن دون مظلّة فوق رأس أي من المسؤولين، فتنفجر أزمة النفايات على نطاق واسع. انتهى مفعول العقد مع شركة «سوكلين» من دون أن يكون مجلس الوزراء قد أمّن البديل، وراحت أكوام النفايات تتكدس في الشوارع والساحات على نطاق مخيف، فيما كرة المعالجات تتقاذفها الكيديات والمصالح والسمسرات والتنفيعات، إلى حد أن رئيس الحكومة تمّام سلام قد خرج عن صمته، وتحدّث لأول مرّة عن «نفايات سياسيّة» أدّت إلى تراكم النفايات المنزليّة.
منذ مطلع تموز و«حركة من دون بركة»، اجتماعات، واتصالات، وتشكيل لجان، وهمس، ودرس، وبحث عن مطامر تارة في منطقة «سرار» عكار، وطورًا في البقاع، ثم على إحدى سفوح السلسلة الشرقيّة، ثم شركات، ومناقصات، وفضّ عروض، وخلافات حول حصّة كل طرف من «الكوتا النفعيّة»، فيما النفايات تتكدّس، والأمراض تنتشر، والجراثيم تتكاثر، والمعالجات «مكانك راوح»، وفي مطلع صباح كلّ يوم اقتراح، وعند الظهر رأي، وعند المساء طرح معاكس...
وأمام تفاقم هذا الوباء «السياسي»، البيئي، الصحي، إندفع الحراك المدني على نحو غير مسبوق، هيئات وتنظيمات شبابيّة: من «طلعت ريحتكم»، إلى «بدنا نحاسب»، إلى «حلّوا عنّا»... إلى؟!... والنتيجة كانت أن الجميع قد «فلّ» إلى منزله، أو مربعه السياسي، أو الطائفي، أو المذهبي، فيما بقيت النفايات، ومعها الطبقة السياسيّة، وآخر ما أتحفت المواطن به من أفكار مبدعة، واقتراحات حلول جاذبة «ترحيلها» بكلفة تراوح ما بين 250 و300 دولار للطن الواحد... مع وقف التنفيذ بانتظار تفاهم على توزيع حصص العائدات!...

 

سجن رومية
لأنّ الأمن لا يمكن أن يكون بالتراضي، خصوصًا عندما يتحوّل السجين إلى سجّان، والسجن إلى فندق بخمسة نجوم، أعطى وزير الداخلية نهاد المشنوق (الإثنين 12 كانون الثاني) إشارة البدء لعملية دهم نفّذت بإشرافه وأسفرت عن نقل المساجين من المبنى «ب»، وتوزيعهم على زنزانات أخرى. وقد فوجئت القوة المولجة بمواجهة شرسة من الداخل، الأمر الذي تطلّب تدخّل فرقة الفهود لإتمام العملية.
حمل يوم السبت 20 حزيران مفاجأة غير موفّقة لا في توقيتها، ولا حتى في رمزيتها، عندما اعتمدت إحدى الشاشات، وتحت شعار «السبق الصحفي» عرض شريط «فيديو» يصوّر تعرّض المعتقلين الإسلامييّن للضرب. أثار هذا الشريط ضجّة سياسيّة، ومواجهات كلاميّة، خصوصا بين وزراء معنييّن، ومن لون سياسي واحد، الأمر الذي دفع بدولة إقليميّة إلى التدخل لوضع الأمور في نصابها.
وقبل ان يطوى هذا الملف، شهد المبنى «أ» من سجن رومية «انتفاضة» لموقوفين في قضايا إتجار بالمخدرات، والغالبية منهم من منطقة البقاع، فالجميع يومها أيّد وزير الداخليّة بضرورة الحسم.

 

النازحون
كانت الـ2015 منجبة... والعدّاد البشري لا يتوقف عن الدوران في تسجيل الأرقام، مليون نازح، مليون و200 ألف، مليون ونصف، وفق التقديرات الرسميّة، الأمر الذي دفع بمجلس الوزراء إلى تكليف مدير عام الأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم بإيجاد «المخرج ضمن الممكن»، فتوجّه إلى دمشق (الأربعاء 14 كانون الثاني)، فيما عمّمت وزارة الخارجيّة والمغتربين ضرورة حصول السوريّين على تأشيرة.
ولأنّ الاستضافة مكلفة، والضيف مقيم لزمن طويل غير محدد بسنوات وتواريخ، فلا بدّ من المال لتغطية جزء من النفقات الطائلة. وسعيًا لهذا الغرض، توجه رئيس الحكومة تمام سلام (الثلاثاء 31 آذار ) على رأس وفد إلى الكويت للمشاركة في مؤتمر الدول المانحة لعلّ وعسى، إلاّ أن الوقائع لم تكن بمستوى الآمال والطموحات... حتى الأرقام التي رصدت لم يصل منها سوى النذر القليل.
مع تفاقم موجة النزوح باتجاه أوروبا، والتي بدت في مرحلة من المراحل أشبه باجتياح منفلت، على الرغم من هول المآسي التي تسبّبها قوارب الموت، تحرّك الاتحاد الأوروبي على مختلف مستوياته ومؤسساته الفاعلة لبحث السبل الكفيلة بالحدّ من هذه «التسونامي» البشريّة المندفعة بقوة من سوريا، ودول الجوار. وتبيّن أنّ من مجموع القرارات المتخذة، واحدًا يقضي بـ«تثبيت»، و«توطين» النازحين في الدول المضيفة مقابل مغريات ماليّة، ووصل إلى بيروت لهذه الغاية (الخميس 14 أيار) وزير خارجيّة ألمانيا فرانك – فالتر شتاينماير، وتبعه رئيس وزراء بريطانيا دايفيد كاميرون (الإثنين 14 أيلول)، وهو أول رئيس وزراء بريطاني يزور بيروت منذ أمد طويل، وكان من المفترض أن يلحق به الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعيد انتهاء أعمال الجمعيّة العامة للأمم المتحدة (نهاية أيلول)، لكنّه لم يفعل بعدما تبلّغ مدى حنق اللبنانيين وغضبهم من هذه المحاولات الأوروبيّة، الهادفة إلى تحميل لبنان أعباء إقامة النازحين، وبأعـداد خياليّة تكاد توازي عديد الشعب اللبناني؟!.
حاول رئيس الحكومة تمام سلام أن يجد مخرجًا يتوافق ومصلحة لبنان العليا فترأس (الثلاثاء 19 ايار) اجتماعًا لسفراء دول مجموعة دعم لبنان، وشرح لهم الأوضاع الصعبة، والتحديات المصيريّة، وناشدهم العمل على إيجاد المخارج المؤاتية لأزمة النزوح، وكان التجاوب، لكن على قاعدة «كلام.. بكلام؟!».

 

المحكمة الدوليّة
استأنفت المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان نشاطها على نحو مختلف عمّا انتهجته سابقًا، إذ قررت الاستماع إلى إفادات شخصيات بارزة كانت مقرّبة من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلا أن العدالة لم تعتل قوسها لغاية الساعة كي تلفظ الحكم، وتكشف الحقيقة.
 

أقراط متنوعة
كانت الـ 2015 مدللة، صحيح أن «الأسود الشيك» كان لباسها المفضل، لكنّها كانت حريصة على التنوّع وفق مقتضيات المناسبات، والدليل أن السيوف رفعت تحيّة لرئيس مجلس الوزراء تمّام سلام وهو يدخل إلى مبنى وزارة الدفاع في اليرزة (الخميس 11حزيران) متفقدًا قائد الجيش العماد قهوجي، وهيئة الأركان، ومثنيًا على «الدور الوطني المشرّف الذي تضطلع به المؤسسة العسكرية في محاربة الإرهاب، والذود عن الوطن».
 

ومن الأقراط:
- الثلاثاء 30 حزيران يصل إلى بيروت نائب مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هولشتاين، ليحرّك مع المسؤولين ملف نفط لبنان في المياه الإقليميّة.
- الثلاثاء 11 آب وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف في بيروت، ومروحة واسعة من المحادثات مع الفعاليات الرسميّة والسياسيّة.
- الإثنين 7 أيلول، عاصفة رمليّة تضرب لبنان، والحصيلة قتيلان، و350 حالة اختناق، وتعطيل المدارس....
...وانقضت الـ 2015 و«العواصف الغباريّة» لا تزال تضرب لبنان من مختلف الصنوف والألوان!...