يدًا بيد

لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش في حفلها السابع
إعداد: ندين البلعة خيرالله

نذكر شهداءنا ولا ننسى أبطالنا الأسرى


«ليس لقاءً تقليديًا سنويًا فحسب، بل هو فعل محبة ووفاء لشهدائنا الأبرار»... إنّه الحفل السنوي للجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني كما تصفه رئيسة اللجنة السيّدة جوانا قهوجي مدلج. هذا الحفل الذي يعود ريعه ككل سنة لعائلات الشهداء، أقيم في نسخته السابعة في نادي الضباط - جونية، في حضور قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى جانب أعضاء اللجنة وعدد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية والثقافية والفنية.


الافتتاح
افتتح الحفل الإعلامي وليد عبّود قائلاً: «هكذا هم شهداؤنا، شهداء الجيش، كأنهم يستشهدون ولا يستشهدون، كأنهم يُميتون الموت ولا يموتون... فهم كل يوم يكافحون ويناضلون من عل، وهم كل يوم وعلى حدّ سيوفهم، يخلقون من جديد، لأنهم وبأجسادهم يرسمون حدود الوطن...».
ويسأل عبّود: «هم ماتوا للبنان النقي، فكيف حوّلناه لبنان النفايات؟ هم يحاربون الإرهاب هنا وهناك وهنالك، فلماذا نمارس كل أنواع الإرهاب ضد بعضنا بعضًا؟», ويضيف: «من عهد الأمير فخر الدين المعني، المؤسس الأول، إلى عهد الأمير اللواء فؤاد شهاب المؤسس الثاني، وصولاً إلى العماد جان قهوجي، كان جيشنا أمينًا على وزنتَين: وزنة الذود عن الوطن من أعداء الخارج، ووزنة الدفاع عن المواطن من يوضاسيي الداخل، لذلك فإنّ الجيش في لبنان هو جيشنا، نحن الشعب، لا جيش الحكام أو السلطة أو المتنفّذين... فإنّ جيشنا يكافح ويقاوم ويناضل ويقاتل ويستشهد عناصره وضباطه باسم الشعب اللبناني، باسم الحاضر والمستقبل وباسم الآتي من التطلعات والأحلام. فهلاّ انتفضنا كشعب قبل أن تأكل النار ما تبقّى، بل قبل أن تُنحر تطلّعاتنا، وقبل أن تُغتال أحلامنا، وقبل أن يستشهد الشهيد ليس مرّتين فحسب، بل مئات المرات؟».
وختم بكلمات من القلب:
«لبنان أرضك بعد الله أعبدها
ما همني رضي الإيمان أم غضبا
لبناننا أبد يا أرض فاعتبري
تفنين أنت ويبقى الأرز منتصبا...».

 

نذكر ولا ننسى...
بعدها ألقت رئيسة اللجنة السيّدة جوانا مدلج كلمة جاء فيها:
«ليس لقاؤنا تقليدًا سنويًا فحسب، بل إنه فعل محبة ووفاء لشهدائنا الأبرار. إنه تأكيد لالتفافنا حول المؤسسة العسكرية، مدرسة الشرف والبطولة والشهادة. ليس لقاؤنا اليوم تقليدًا سنويًا فحسب، بل إنه تثبيت لوحدتنا وتضامننا، إنه تحية إلى كل جندي وضابط في الجيش اللبناني يدافع عنّا جميعًا ويواجه المخاطر على كل شبر من أرضنا وحدودنا.
ليس لقاؤنا اليوم تقليدًا سنويًا فحسب، بل إنه إعلان التمسّك بالحياة، بكل تحدّياتها وصعوباتها وبالرغم من مرارة الفُقد فيها، إنه التمسّك بالأمل والغد الأفضل في وجه كل محاولات تيئيسنا».
وتتابع قائلةً: «نحن هنا اليوم، نتذكر شهداءنا باعتزاز وفخر، فهم أبطال افتدوا بلادهم وأهلهم. نتذكرهم ونشتاق إليهم ونفتقدهم، لكنني أؤمن أنهم السراج الذي بِهَديِه نسير. فحين يدخل الجندي أو الضابط إلى المؤسسة العسكرية يعرف أنه مشروع شهيد، يجابه الخطر، يتعمّد بالنار، يدافع عن كل ما يؤمن به، ويقدّم حياته ليبقى لبنان. لذا فشهداؤنا هم من جسّدوا القول فعلاً في حب لبنان والموت من أجله. هم من سطّروا بدمائهم ملاحم البطولة في وجه الإرهاب وفي وجه كل متربص بسلام لبنان وأمنه.
ليس كثيرًا إن رفعنا الصوت وقلنا لهم أنتم فخرنا، أنتم مثالنا الأعلى، أنتم ضمانة غدنا، ونحن، وجميع اللبنانيين، معكم على العهد».
وتضيف: «إن نذكر شهداءنا فإننا لا ننسى أبطالنا الأسرى، وعلى قدر فرحنا بخروج بعض منهم إلى الحرية، على قدر ما نتمنى ونعمل ونصلي لتحرير كل أسرانا... قلوبنا معهم ومع أهلهم.
أمّا جنود الجيش اللبناني وضباطه، فماذا عساي أقول لهم، وكل الكلام يصغر أمام ما يتحملونه؟ فهم لا يتحدّون الخطر والموت في كل يوم فقط، ولا يقفون في مواجهة العدو الإسرائيلي فقط. هم لا يصدّون كل محاولات الإرهابيين لزعزعة استقرار البلد فقط، بل عليهم فوق كل ذلك أن يتحمّلوا صغائر بعض السياسات والتدخلات في مؤسسة عنوانها الشرف، التضحية والوفاء.
فتحية لكم، تحية لنبلكم وترفّعكم وبطولاتكم على كل الجبهات».
وشكرت في الختام «كل من يجعلون في كل سنة احتفالنا ممكنًا عبر دعمهم أو عملهم أو مساهماتهم. فقد آلينا على أنفسنا في لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني أن نساهم، ولو بالقليل، في التخفيف من معاناة عائلات الشهداء وأبنائهم، فجمعيّتنا تدعم حوالى 500 ولد من أبناء الشّهداء. اخترنا أن نكون جزءًا حيًا من هيئات المجتمع المدني، نتشارك معه في كل ما يُسهم في جعل عالمنا أكثر إنسانية وتعاطفًا.
فشكرًا مجددًا لكل من يشاركنا ويدعمنا. شكرًا لقيادة الجيش، وشكرًا لأصحاب الأيادي والقلوب البيضاء».

 

ننحني أمام هؤلاء الأبطال
الممثلة تقلا شمعون خصّت اللجنة وهذا الحفل بكلمة عفوية من القلب قالت فيها إن اغتيال الحضارة يتم من خلال هدم الأسرة بإبعاد الأم عن العائلة وعن أداء دورها، ومن خلال هدم صورة المعلّم وإسقاط الرموز الفكرية والفلسفية والسياسية والوطنية، وضرب هيبة مؤسسة الجيش دورها الفاعل. وفي حين تشدّد على أن خدمة العلم هي التي تخرّج شبابًا «رجال وأبطال» يتربّون على حب الأرض والوطن ويتحلّون بالشجاعة للدفاع عن سيادته، تسأل: «هل يصبّ إلغاء خدمة العلم في لبنان في خانة مخطّط لاغتيال حضارتنا؟»، مؤكّدةً أنه لولا المؤسسة العسكرية لما بقي لبنان.
شمعون دعت المسؤولين إلى العمل على بناء البشر، وبناء المواطن اللبناني المتمسّك بالعائلة وبالثقافة والعلم، والحريص على هيبة واحترام القادة الزمنيين والروحيين، وصون هيبة الجيش، حتى لا نعود نخاف على حضارتنا من حرب الإلغاء...
ثم توجّهت إلى أطفال شهداء الجيش اللبناني قائلةً: «أوعا تحزنوا أو تبكوا، بالعكس لازم تفرحوا لأنو بيّاتكم شهداء أبطال ماتوا ليبقى لبنان ولتبقى حضارتو عم بتشعّ بكل أقاصي الأرض، رووا بدمّن تراب الوطن لتبقى أرزتو خضرا شامخة عالية وليبقى المواطن اللبناني مؤمن بأرضو وبأرزتو وبحضارتو. ونحن اليوم مننحني أمام هؤلاء الأبطال».

 

لجنة لدعم الجيش
بدوره أكّد الممثل جورج شلهوب أن الجيش اللبناني يعاني كما شعبه، وهو بحاجة إلى دعم وتسليح في هذا الزمن الرديء المليء بالحروب والإرهاب. ودعا إلى إقامة لجنة، ليس فقط لعائلات الشهداء، بل للجيش. فكل شاب حين ينتسب إلى المؤسسة العسكرية يصبح مشروع شهيد، لذا فإن دعم الجيش واجب أساسي لأن المؤسسة العسكرية أثبتت في كل الأزمات التي نمرّ بها أنها وحدها بقيت من دون شائبة أمام فشل الباقين في تأمين ما يلزم للشعب اللبناني.

 

«بِندُر صوتي...»
تخلّل الحفل فقرة فنيـة أحياها فارس الأغنية العربية الفنان عاصي الحلاني الذي توجّه بكلمة مؤثّرة، شدّد فيها على أنه مستعدّ لتقديم صوته وكل ما يلزم حين يتعلّق الأمر بعائلات شهداء الجيش اللبناني، وغنّى باقة من أجمل أغانيه.
كما شاركت في إحياء هذا الحفل الفنانة الشابة هبة منذر وعازف الكمان والناي الفنان ميشال المرّ.