تكريم

مبادرات تكرّم أمهات الشهداء وزوجاتهم ونساء رائدات
إعداد: نينا عقل - ندين البلعة خيرالله

عيد الأم كان مناسبة كرّمت خلالها أمهات العسكريين وزوجاتهم، وكذلك أمهات أخريات رائدات في المجتمع. وفي هذا الإطار كانت لفتة من مؤسسة العاقوري، وأخرى من الجمعية الخيرية للإصلاح، وثالثة من لجنة تكريم روّاد الشرق.

 

مؤسّسة العاقوري
حلّ عيد الأمهات هذا العام حاملاً معه مزيدًا من الدموع على شهداء لحقوا بالقافلة المستمرّة في تسطير البطولات. وكانت لأمهات هؤلاء الشهداء وزوجاتهنَّ لفتة وفاء وتقدير من مؤسّسة المقدّم المغوار الشهيد صبحي العاقوري التي نظّمت غداءً للمناسبة في مجمّع جونية العسكري. مثّل العماد قائد الجيش في الحفل العميد الركن الطيار دي غول سعد، كما حضره رئيس شعبة الخدمات والعمليات في قوى الأمن الداخلي العميد ميلاد خوري، والفنان طوني كيوان، إلى جانب فاعليات مدنية وإعلامية وأمنية والأمهات المكرّمات.

 

الإلفة والوجع
استهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة ترحيب بالحضور في هذا الحفل الذي «يهدف إلى جمع الألفة والوجع لتولد نقاط فرح تنبت ربيعًا مزهرًا...» ووُجِّهَت تحية لأمهات الشهداء وزوجاتهم اللواتي لا أحد يعرف ما في قلوبهنَّ والكلام يبقى قليلاً بالنسبة الى وجعهنّ.

 

شجرة الشهادة
كلمة قائد الجيش ألقاها العميد الركن دي غول سعد، وجاء فيها:
كلّما مرّت الأيام والسنون، زادت شعلة الشهداء توقّدًا، وازدادت شجرة الشهادة اخضرارًا وشموخًا، فكيف لنا أن ننسى أبطالنا الميامين الذين بذلوا التضحيات القصوى لنحيا ونستمرّ، ويبقى لنا وطن نفتخر به تحت وجه الشمس، أليست مآثرهم الساكنة في عقولنا ووجداننا، هي بمنزلة النبض، الذي يحرك فينا مشاعر الاندفاع والحماسة، ويحفزنا على تحصين الحاضر والتطلّع إلى المستقبل بعين الثقة والأمل؟ ثم كيف لنا أن ننسى من يقف خلف هؤلاء الشهداء المباركين، أعني قاهري الألم والمعاناة، من أمهات وآباء، زوجات وأبناء، أخوة وأخوات، فهؤلاء من شجرة الشهادة، هم الجذور والفروع، والتربة والماء الصالحان، والبيئة النقيّة التي تنشّق منها الشهداء، نسائم الوطنية والوفاء والإخلاص.
فتحية لكم من القلب إلى القلب، وتحية خاصة للأمهات في عيدهنَّ، عيد ربيع الحياة، المحمَّل بالزهر والعطر، ومواسم الخير والعطاء...

 

للأمهات كلمتهنَّ
كلمة أمهات الشهداء وزوجاتهم ألقتها زوجة الرائد الشهيد نايف صليبا السيّدة سونا صليبا التي قالت: الوجع كبير على أعزاء فقدناهم كانوا الحضن الدافئ والجناح الواقي، لكن في الوقت نفسه فخرنا يكاد لا يوصف تجاه ما بذله هؤلاء الأبطال. فتعالوا نشمخ برؤوسنا عاليًا لأننا من العائلات والبيـوت التي ترعرعوا فيها وانطلقوا منها إلى ساحات الشرف والتضحية والوفاء.

 

أعطت مرّتَين
السيّدة ليا العاقوري رئيسة المؤسّسة ألقت أيضًا كلمةً قالت فيها: هنيئًا لكنَّ أيتها السيدات الفاضلات، أمهات وزوجات، على كل هذا البذل والعطاء في سبيل الوطن.
العيد عيدكنَّ ولنا فيه وقفة إجلالٍ واحترام أمامكنَّ، ولنا فيه أيضًا موعد مع الفرح، ومع زهور الربيع تتفتّح ويفوح منها عطر الشهادة عبقًا أبديًا في فضاء الكون. فكل عيد وأنتنَّ بخير ولبنان الحبيب بألف خير.

 

تكريم
خــلال الحفــل كرّمَــت المؤسّــســة السيّــدة مــاري المعلــوف الأسعــد زوجــة المقــدّم الشهيــد ملحــم الأسعــد الــذي ارتفــع على مذبــح الشهــادة في 6 أيلــول 1983. كما كرّمت أمًّا خســرَت زوجهــا وابنها على مذبح الوطن وهي زوجة الشهيد زكي الرحباوي ووالدة الشهيد ميشال الرحباوي السيّدة سوزان الرحباوي، وقدّمت للمكرّمتَين درعَين تقديريَّين.
بعدها سلّم العميد الركن سعد كتابَي شكر لداعمي المؤسّسة السيّدَين علي اسماعيل وخليل متى، وآخر لرئيسة مؤسّسة العاقوري.
تخلّل الحفل أيضًــا وقفــة فنيــة وطنيــة مع الفنان طوني كيوان الذي عبّــر عــن فخــره بالمشاركــة في هذا الغــداء العزيــز وتواجــده مــع الأمهــات في عيدهــنَّ.

 

الجمعية اللبنانية للإصلاح والتأهيل

برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلًا بالعميد الركن وليد السيّد، أقامت الجمعية اللبنانية الخيرية للإصلاح والتاهيل، احتفالًا تكريميًا لأمهات وزوجات شهداء الجيش التابعين لمنطقة الشمال، وذلك في قاعة المهندسين في طرابلس.
حضر الاحتفال السيدة ندى ميقاتي ممثلة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، رئيسة الجمعية السيدة فاطمة بدرا، ممثلون عن قادة الأجهزة الأمنية، المحامي العام الاستئنافي في الشمال القاضي أماني حمدان، المهندس مرسي المصري ممثلًا نقيب المهندسين ماريوس بعيني وشخصيات والمحتفى بهنّ.
بعد النشيد الوطني اللبناني وعرض صور لشهداء الجيش والوقوف دقيقة صمت إجلالًا لأرواحهم الطاهرة، ألقى ممثل قائد الجيش كلمة قال فيها:
ليس غريبًا على جمعيتكم الكريمة أن تنبري إلى تكريم أمهات وزوجات العسكرين الشهداء، وهي التي طالما أثبتت رسوخ ارتباطها بالجيش، وإيمانها بدوره الطليعي في حماية وحدة الوطن وسيادته واستقلاله، كما ليس غريبًا عليها ذلك، وهي تنتمي إلى شمالنا الحبيب، قلعة الوطنية ومنبع رجال الجيش الأبطال.
وتابع: يحتفل العالم اليوم بعيد الأمهات، اعترافًا بدور الأم التي تشكّل نصف المجتمع، وتقديرًا لتضحياتها وعطاءاتها التي لا تعرف حدودًا، سواء في تكوين الأسرة أو في احتضان أفرادها ورعايتهم وتنشئتهم على القيم الإنسانية والأخلاقية السامية، ليكونوا صورة عنها وقدوة للمجتمع الصالح، القادر على تحصين نفسه بنفسه، وضمانًا لتطوّره، وحمايته من رياح المحن والأزمات. تلك هي حــال كــلّ أم علــى وجــه البسيطــة، فكيــف إذا كانــت والــدة شهيــد، كمــا هـو حــال العديــد منكــنّ اليوم.
فأم الشهيد قد أضافت إلى مجدها المتوج بغار الأمومة والعطاء، مجد الشهادة العظيم، كيف لا، وهي تقدم فلذة كبدها على مذبح الوطن، صابرة قانعة، أنه في سبيل هذا الوطن ترخص المهج وتهون التضحيات، وأن دماء الشهداء، هي بمنزلة وقود للحياة، وزيت لمشعل الأجيال السائرة على درب الشرف والتضحية والوفاء.

 

إحياء مشاعر الأمل والطمأنينة
بدورها، ألقت ممثلة أمهات وزوجات العسكريين الشهداء كلمة شكرت فيها الجمعية على مبادرتها، وحيّت الجيش اللبناني بقيادة العماد قهوجي، وقالت: بين عيد الأمّ وإطلالة الربيع لقاء دائم، فكأنّ الاثنين تواعدا على إطلاق مواســم الخيــر والفــرح والجمـال، وإحيــاء مشاعــر الأمــل والطمأنينــة في النفــوس التــي أتعبهــا شتــاء الحيــاة.
أمّا نحن أمهات الشهداء وزوجاتهم وجميع أفراد عائلاتهم، فلا نحتفل بالعيد إلا وأطياف هؤلاء الأبطال ترفرف من حولنا، تشدّ من عزيمتنا وتبلسم جروحنا، وتزرع في قلوبنا أغراس الإيمان بلبنان.
وأضافت: نحن على ثقة أنهم يشخصون إلينا من الأعالي، فرحين مطمئنين، وهم يرون جيشهم يتابع رسالتهم المقدسة، وقيادته ساهرة على شؤون عائلاتهم، كما يرون الأبناء يقتفون درب الآباء، درب الشرف والتضحية والوفاء.
تخلّل اللقاء أيضًا كلمات لنقابة المهندسين ولرئيسة الجمعية فاطمة بدرا ورئيسة تجمّع سيدات الأعمال ليلى سلهب، وأناشيد لأم الشهيد وأبطال الجيش، إلى هدايا رمزية.

 

لجنة تكريم روّاد الشرق
أحيت لجنة تكريم روّاد الشرق مهرجان «تكريم الأم» السنوي في قصر الأونيسكو، برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي وبلديّة بيروت، وقد تمّ خلاله تكريم سيدات رائدات في المجتمع يشغلن مناصب متقدّمة في المؤسّسات إلى جانب مسؤولياتهنّ العائليّة، ومن بينهن العقيد الإداري منيرفا خليل من الجيش اللبناني.
حضر الاحتفال العميد الطيّار جوزف ابراهيم ممثّلًا قائد الجيش العماد جان قهوجي، إلى جانب شخصيّات وفعاليّات، وممثّلين عن المؤسسات الأمنيّــة والأحــزاب السياسيّة والنقابات المهنيّــة، وأهالــي المكرّمــات وأصدقــاء.
على وقع الموسيقى والرقصات الفولكلوريّة استُقبلت المكرّمات، ليفتتح الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه عرض فيلم وثائقي عن أهم الاحتفالات السابقة التي نظّمتها اللجنة لتكريم امّهات وسيّدات عاملات في المجتمع.

 

احتفاءً بالمرأة والأمومة
بعد كلمة ترحيبية لرئيس لجنــة تكريم روّاد الشرق، الدكتور أنطوان عطـوي، جدّد فيها ضــرورة تقديم الدعم والتقدير للأم على مستوى الوطن، ألقى السيد ميشال معيكي كلمة وزير الثقافة، فقال: «بين عيد الأم ويـوم المرأة العالمي الذي استحدثته منظّمة الأمم المتحدة في العام 1977، نحن في مربّع واحد احتفـاءً بالمرأة والأمومة والحـب والتوالد والحنان والأسـرة والوطن». وختم قائلاً: «المرأة هي مستقبل الرجل».
وتخلّل الاحتفال أيضًا كلمة لنائب رئيس اللجنة الدكتورة مفيدة عابد ولرئيس بلدية بيروت السيّد بلال حمد، كما قدّمت الشاعرة ندى نعمة بجّاني قصيدة من وحي المناسبة.
وختامًا تمّ تقديم دروع تقديريّة للمكرّمات، ثم دعي الحضور إلى حفل كوكتيل.