استقبالات قائد الجيش العماد جان قهوجي

الأربعاء, 18 كانون الثاني 2017

استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة بمناسبة حلول العام الجديد وفد رابطة الملحقين العسكريين العرب والأجانب يتقدمهم الملحق العسكري الايطالي العميد Pier Luigi Monteduro إلى جانب ممثلي هيئة مراقبة الهدنة ومساعديهم. وقد ألقى العماد قهوجي كلمة بالمناسبة الآتي نصها:

 

"استهلّ كلمتي بالترحيب بكم فرداً فرداً، وأتوجّه إليكم ومن خلالكم إلى قادة جيوشكم الصديقة بأخلص مشاعر التهاني لحلول العام الجديد، آملاً أن تتحقّق خلال هذا العام أمنيات شعوبكم في العيش بأمان واستقرار وازدهار، وأن يحمل معه فرصة أخرى لإقامة مزيدٍ من جسور التعاون المثمر بين جيوشنا، بما يصبّ في خدمة الأهداف والقيم المشتركة التي نؤمن بها معاً، ويعود بالخير على بلداننا جميعاً.

 

أهلاً وسهلاً بكم في مؤسسة الجيش اللبناني.

 

أيّها الضباط الأصدقاء

لقد شهد العام المنصرم وللأسف، استمراراً للأزمات الإقليمية، خصوصاً في سوريا والعراق واليمن وليبيا، كما ضرب الإرهاب مجدداً عدداً من الدول الصديقة منها: فرنسا، الولايات المتحدة، بلجيكا، ألمانيا، السعودية، مصر، تركيا وغيرها...، ما أدّى إلى سقوط الكثير من الضحايا الأبرياء. وفي مقابل ذلك، شهدت الحرب الدولية على تنظيم داعش الإرهابي، تطورات عسكرية مهمّة، تمثّلت في تراجع هذا التنظيم عن مساحات واسعة من الأراضي العراقية والسورية، وتكبده خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح.

 

لقد بات الإرهاب الخطر الأوّل الذي يتهدّد شعوب العالم بأسرها، باستقرارها وحضاراتها وأنماط حياتها، خصوصاً مع استخدامه أسلوب ما يسمى بـ"الذئاب المنفردة" والتي يصعب على أجهزة المخابرات مهما بلغت من احتراف وقدرات أمنية الاكتشاف المسبق لما تخطّط له، وبالتالي الوقاية من أعمالها الإجرامية. من هنا أصبح من الضروري ضمّ الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب عبر اتجاهين: الأوّل؛ تكثيف العمل الميداني للقضاء على تنظيماته الأساسية، لإشعار الإرهابيين بأنّ مشروعهم غير قابل للحياة. والثاني؛ مواجهة الفكر الإرهابي الإلغائي بفكر مضاد، تقوم بصوغه مراجع دينية وثقافية واجتماعية وإعلامية، تخلص في نهاية المطاف إلى أنّ هذه الظاهرة الشاذّة، يتعدى استهدافها القيم والمبادئ الإنسانية، إلى الأديان السماوية نفسها، التي تدعو جميعها إلى الخير والمحبة والتسامح، والتفاعل الحضاري والثقافي بين المجتمعات البشرية كافة.

 

محلياً، شهد الوضع الأمني خلال العام الفائت استقراراً مميّزاً ، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى الجهود الكبيرة التي بذلها الجيش بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، والعمليات الاستباقية النوعية التي نفّذتها مديرية المخابرات وقوى الجيش، سواء على الحدود الشرقية أو في الداخل، بحيث أسفرت عن تفكيك عشرات الشبكات والخلايا الإرهابية، وبالتالي إحباط مخطّطاتها الآيلة إلى استهداف مرافق سياحية وتجارية، وتجمعات سكانية، فضلاً عن مراكز عسكرية ومؤسسات رسمية.

 

إلّا أنّ هذه الإنجازات وعلى أهميتها، لا تلغي في أي حالٍ من الأحوال استمرار خطر الإرهاب على لبنان، ولن تؤثّر على مستوى جهوزيتنا لمتابعة رصد نشاطاته والتصدّي له بكلّ الإمكانات المتاحة.

 

أمّا على الصعيد السياسي، فقد شهد لبنان تطوّراً بارزاً تمثّل بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، ما أعاد الثقة الدولية والاقليمية بالوطن، وانعكس انفراجاً واسعاً على الساحة الداخلية، وعزّز الأمل بانطلاق ورشة الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري. ولا شكّ في أنّ هذا التطوّر سيسهم في دعم جهود الجيش للحفاظ على الاستقرار الوطني ومجابهة مختلف الأخطار والتحديات المرتقبة.

 

أيّها الضباط الأصدقاء

أغتنم فرصة هذا اللقاء، لأتوجّه مجدداً بالشكر والتقدير إلى بلدانكم التي وقفت إلى جانب الجيش وساهمت في دعمه قتالياً ولوجستياً في مواجهة الإرهاب، كما إلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان والوحدات الصديقة المنضوية تحت رايتها، والتي أسهمت بدورها في الحفاظ على استقرار المناطق الحدودية الجنوبية، من خلال مؤازرة الجيش تنفيذاً للقرار 1701، وفضح الخروقات الإسرائيلية المتكررة للأراضي اللبنانية، فضلاً عن إقامة مشاريع إنمائية واجتماعية لمصلحة المواطنين الجنوبيين، كما لا يسعني إلّا التنويه بمناقبيتكم وبحسن اطلاعكم بالمسؤوليات الملقاة على عاتقكم، وسهركم على تمتين روابط التعاون والتواصل بين الجيش اللبناني وجيوشكم، والسعي للارتقاء بها إلى أفضل المستويات الممكنة.

 

وفّقكم الله ودمتم خير رسل لجيوشكم، وخير أصدقاء للجيش ولوطنكم الثاني لبنان".

 

من جهته ألقى رئيس الرابطة العميد Monteduro  كلمة بالمناسبة شكر فيها باسم الوفد قيادة الجيش على اهتمامها الدائم بأوضاع الملحقين العسكريين، مؤكداً التزام أعضاء الرابطة العمل مع جيوشهم بكل الوسائل المتاحة لتفعيل التعاون العسكري مع الجيش اللبناني، ودعم جهوده المميزة لدرء الأخطار عن لبنان، والحفاظ على استقراره وسلامة أراضيه.