مستوصفاتنا

خدمة طبية وإنسانية مطلوب تعزيزها

من المهم أن يتمتع بناء أي منشأة تقدّم خدمات عامة بمواصفاتٍ تُسهل تقديم الخدمة وتُشعر متلقيها بالارتياح. لكن دور المبنى على أهميته قد يصبح ثانويًا أمام عوامل أخرى، وهذا ما هو عليه الحال في مستوصف تبنين الذي «لم نخرج منه في أي مرة خائبين»، حسب إحدى المستفيدات...

 

أُنشئ مستوصف تبنين العسكري في العام ٢٠٠٧ وهو مستوصف فرعي تابع لطبابة منطقة الجنوب ويستفيد من خدماته العسكريون على العاتق وعائلاتهم ممّن يقطنون في قرى قضاءَي بنت جبيل ومرجعيون. 

يلفت رئيس المستوصف النقيب شاكر شكرون إلى أنّ الأزمة الاقتصادية الحالية رفعت عدد المستفيدين بشكلٍ كبير وهو بات يتخطى الـ ١٨٠٠٠ شخص سنويًا ما بين عسكريين في الخدمة الفعلية ومتقاعدين وعائلاتهم وموظفين مدنيين وعائلاتهم. ويزور المستوصف يوميًّا أكثر من ٥٠ مريضًا يستفيدون من الخدمات الطبية في الاختصاصات الآتية: الصحة العامة، الأسنان، الغدد والسكري، الأطفال، الجراحة النسائية، القلب والشرايين، العظم والجراحة العامّة، كما يستفيدون من قسم التلقيح ضد فيروس كورونا.

ويحوَّل المرضى المتقدمون من المستوصف بعد الدوام الرسمي إلى مستشفيات المنطقة المتعاقدة مع المؤسسة العسكرية. كما يحوّل الذين يحتاجون إلى فحوصات مخبرية إلى مختبر مدني متعاقد مع الجيش في محيط المستوصف.

 

مطلوب...

يدرك القيّمون على المستوصف أنّ «العين بصيرة واليد قصيرة»، مع ذلك يأمل النقيب شكرون أن تتوسع الخدمات لتشمل مزيدًا من الاختصاصات، ويذكر منها: الجهاز الهضمي، المسالك البولية، الأنف، الأذن والحنجرة، العين، الدماغ والجهاز العصبي، الجلد والتغذية. كما يحتاج إلى سيارة إسعاف مجهّزة لنقل المرضى الذين تستوجب حالتهم التدخّل الطبي في المستشفيات، وماكينة تصوير Panoramic لقسم الأسنان، مختبر دم، قسم طوارئ، وقسم علاج فيزيائي... 

في أثناء زيارتنا المستوصف، صادف وجود عسكري في الخدمة الفعلية وبرفقته ابنتاه، وهم من قرية تولين المجاورة. الكبرى تعاني نزلة برد، أما الصغرى فحضرت إلى قسم الأسنان الذي تزوره بانتظامٍ وتلقى فيه العناية اللازمة. انتهز والد الفتاتين فرصة وجودنا ليوصل امتنانه إلى قائد الجيش كونه «الراعي الأوّل لأحوال العسكريين والساهر الدائم على تأمين الأفضل لهم رغم الضائقة المالية الخانقة التي تشهدها البلاد». 

ملاك فقيه أيضًا ابنة عسكري في الخدمة الفعلية تزور المستوصف باستمرارٍ، تتابع مع الأطباء المعالجين من دون الحاجة للانتقال إلى العيادات الخاصة ولا إلى المستوصفات البعيدة، «لم نخرج من هنا في أي مرة خائبين» تقول، وتضيف، الخدمة الطبية والإنسانية متاحة على الدوام، والدواء كان متوافرًا غالبًا، لكنّ الأمور باتت أصعب في الآونة الأخيرة.

 

«حجرة بتسند خابية»

انطلاقًا من مبدأ «حجرة بتسند خابية» وفي لفتةٍ إنسانية ملؤها الإحساس بالمسؤولية تجاه من تقاعد من المؤسسة العسكرية، تقدم رئيس المستوصف النقيب شكرون من القيادة بطلب الموافقة على اعتماد مستوصف تبنين كمركزٍ لاستقبال طلبات المساعدات المرضية للعسكريين المتقاعدين وعائلاتهم، فلاقى طلبه موافقة عادت على المستفيدين بتوفير كلفة الانتقال إلى قسم الشؤون التابع لمنطقة الجنوب في صيدا لتقديم قسائم استيفاء قيمة المساعدات المرضية. يقدّم هؤلاء أوراقهم في المستوصف حيث يتم تجميعها ونقلها دوريًا إلى صيدا، تمهيدًا لاستكمال مسارها وصولًا إلى تحويل الأموال للمستفيدين. 

مثال يحتاج كل صاحب مسؤولية أن يحتذي به، فمتى تضافرت مبادراتنا وجهودنا، نجحنا وتقدّمنا. صحيح أننا نتكل على مؤسستنا الجامعة، لكنّ المبادرة تبقى واجبًا على الجميع لتخطّي الظروف القاسية.