في ذكرى الإستقلال

في الذكرى الثامنة والستين للاستقلال

جيشنا والفتى... عند صوت الوطن

 

قائد الجيش للعسكريين في «أمر اليوم»:بكم تصان الأمة ويزهر ربيع الاستقلال

 

في الذكرى الثامنة والستين للاستقلال وجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي «أمر اليوم»، داعيًا العسكريين إلى أن يتذكروا دائمًا في معرض قيامهم بواجبهم النبيل، المسلّمات التي دأب عليها الشعب اللبناني منذ استقلاله. في ما يلي نص «أمر اليوم» الذي وجهه قائد الجيش إلى العسكريين.

 

أيها العسكريون
مع أمسكم المتوّج بالأمجاد والبطولات، وحاضركم المرسوم على جباهكم الشامخة، تنطلقون إلى الغد بخطىً واثقة، مدركين دقّة المرحلة وحجم المسؤوليات الموكلة إليكم، ومستعدين في كلّ حين لمواجهة المصاعب والأخطار، وبذل التضحيات الجسام على مذبح وحدة الوطن واستقلاله. هذا الاستقلال الذي أنجزه شعبكم قبل ثمانية وستين عامًا بفعل تمسكه بقراره الحر وثباته في رفض مختلف أشكال الاحتلال والانتداب، ليتعمّد لاحقًا بدماء قوافل شهداء الوطن من عسكريين ومدنيين، وبمسيرة جيشكم الناصعة الذي قدّم المثال في التزامه الوطني، ودوره الطليعي في ترسيخ هوية لبنان ونشر رسالته الإنسانية.

 

أيها العسكريون
وسط المخاض العسير الذي تمرّ به المنطقة العربية، والسباق المحموم بين الديمقراطية التي تنادي بها الشعوب، والفوضى التي قد تخلّفها الأحداث المتلاحقة، نتيجة تشابك المصالح واختلاط المفاهيم وغياب الرؤى الواضحة، أدعوكم إلى رص الصفوف والعمل بكلِّ جهدٍ على حماية لبنان من تداعيات تلك الأحداث، وتذكروا دائماً في معرض القيام بهذا الواجب النبيل، المسلّمات التي دأب عليها شعبكم منذ استقلاله، أكان لجهة  تمسكه بنموذجه الحضاري الفريد، وعراقته في ممارسة الديمقراطية والحريات العامة، أم لجهة التزامه الموقف الإيجابي المطلوب إزاء النزاعات الإقليمية باستثناء موقفه المعروف من الصراع العربي – الإسرائيلي، واعلموا أن أيّ تفريط بهذه المسلّمات، يشكل تهديدًا لمسيرة السلم الأهلي، ومساسًا بالوحدة الوطنية.

 

أيها العسكريون
إن الواجب الوطني يحتّم عليكم أكثر من أي وقت مضى، الحفاظ على الجهوزية الكاملة بالتضافر مع شعبكم المقاوم وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية، لمواجهة مخططات العدو الإسرائيلي، الذي ما انفك يتمادى في خرق سيادة الأراضي اللبنانية، ويعلن جهارًا عن أطماعه بثرواتنا الطبيعية، ويسعى عبر عملائه إلى بث سمومه في نسيج مجتمعنا الواحد، ولقد كانت وقفتكم الشجاعة في موقعة العديسة ومواجهة الوزاني، أبلغ تعبير عن إرادة التصدي لهذا العدو الغادر. كما أن واجبكم الوطني يقتضي منكم التشدد في حماية مسيرة الأمن والاستقرار، من خلال متابعة رصد شبكات الإرهاب والقضاء عليها في مهدها، وضبط الحدود البرية والبحرية، والتعامل بحزم مع مستغلي الظروف الخارجية والتناقضات المحلية للعبث بأمن المواطن وحريته وكرامته. وكونوا على ثقة بأن قيادتكم لن تدخر جهدًا في سبيل تأمين حاجاتكم من السلاح والعتاد، بما يتناسب مع كفاءتكم واستعدادكم للتضحية ونكران الذات في سبيل الوطن، كما أنها تضع في سلّم أولوياتها تحسين أوضاعكم الحياتية والاجتماعية، والحفاظ على مكتسباتكم وحقوقكم المعنوية والمادية.   واظبوا على أداء مهمّاتكم بمنتهى التفاني والإخلاص، واحرصوا على طمأنة شعبكم الذي أولاكم الثقة والتقدير، وبادروا إلى تضميد جراحه في الملمّات، فبكم تصان الأمانة ويزهر ربيع الاستقلال.