يوميات أمنية

ليالي الشغب...

اعتبارًا من ليل ٢٧-٢٨ نيسان تجوّل الشغب متسللّا بين صرخات المحتجين على سوء الأوضاع المعيشية...


رغم قرار منع التجمعات تحاشيًا لانتشار وباء كورونا، حصلت احتجاجات في عدة مناطق واندسّ بين المواطنين السلميين أشخاص عمدوا إلى الاعتداء على الجيش والقوى الأمنية والممتلكات. المشاهد التي نقلتها شاشات المحطات التلفزيونية كانت مرعبة، خصوصًا لناحية استهداف الجيش وأعمال الحرق والتكسير. قيادة الجيش - مديرية التوجيه التي روت في بيانَين متلاحقَين (صدرا في ٢٨/٤/٢٠٢٠) وقائع ما حدث ليل ٢٧-٢٨ نيسان ٢٠٢٠، أشارت إلى أنه «في أثناء تحرك احتجاجي في ساحة عبد الحميد كرامي في مدينة طرابلس أقدم عدد من المندسّين على القيام بأعمال شغب والتعرض للممتلكات العامة والخاصة، وإحراق عدد من الفروع المصرفية والتعرّض لوحدات الجيش المنتشرة، إذ استُهدفت آلية عسكرية بزجاجةٍ حارقة (مولوتوف) كما استُهدفت دورية أخرى برمانةٍ يدوية تسببت بإصابة عسكريَين بجروحٍ طفيفة».
وإذ دعت قيادة الجيش المواطنين والمتظاهرين السلميين إلى المسارعة في الخروج من الشوارع وإخلاء الساحات، حذرت بأنّها لن تتهاون مع أي مخل بالأمن والاستقرار وكل من تسوّل له نفسه التعرض للسلم الأهلي.
وأوضح البيان الثاني أنّ ٥٤ عسكريًا أُصيبوا خلال أداء مهماتهم في تلك الليلة. وفي التفاصيل أنّ ٤٠ عسكريًا من بينهم ٦ ضباط أصيبوا في مدينة طرابلس، وأنّ وحدات الجيش أوقفت في المدينة ٩ أشخاص «لإقدامهم على رمي المفرقعات والحجارة على منزل النائب فيصل كرامي، ورشق عناصر الدورية الموجودة في المكان بالحجارة وافتعال أعمال شغب وإحراق ثلاثة مصارف وعدد من الصرّافات الآلية واستهداف آلية عسكرية بزجاجةٍ حارقة (مولوتوف)، ورمي رمانة يدوية باتجاه عناصر الدورية ما أدى إلى إصابة ضابط وعسكري، وقد ضبطت مع أحدهم كمية من حشيشة الكيف وذخيرة عائدة لسلاحٍ حربي، كما ضبطت مع شخص آخر ٥ قنابل مسيّلة للدموع».
وأضاف البيان: في محلّة البيرة – عكار، تعرّضت دورية من الجيش للرشق بالحجارة والزجاج وقطع الحديد في أثناء قيامها بإعادة فتح الطريق، ما أدى إلى إصابة ٧ عسكريين من بينهم ٣ ضباط.
وفي بلدة العين – البقاع، وفي أثناء قيام دورية من الجيش بإعادة فتح الطريق تعرّضت للرشق بالحجارة ما أدى إلى إصابة ٣ عسكريين وتعرّض ٣ آليات لأضرار، وتم توقيف ٤ أشخاص.
وفي محلة جديتا – البقاع، تعرّضت دورية للرشق بالحجارة من قبل المتظاهرين ما أدى إلى إصابة عسكري بجروحٍ.
وعلى الأوتوستراد الساحلي الممتدّ بين خلدة وصيدا، تعرّضت دوريات الجيش المنتشرة في أكثر من نقطة للرشق بالحجارة خلال محاولة إعادة فتح الطريق، ما أدى إلى إصابة ٣ عسكريين بجروح.
في هذا البيان جدّدت قيادة الجيش «تأكيدها احترام حق المواطنين بالتعبير عن الرأي»، وحذرت «من محاولات البعض استغلال التحركات المطلبية للقيام بأعمال تمسّ بالأمن والاستقرار»، مشددة «على أنّها لن تتهاون مطلقًا مع أي مخلّ بالأمن».
يوم ٢٩ نيسان حمل المزيد من الأخبار المؤسفة المتعلّقة بأعمال الشغب التي ارتُكبت عشية اليوم السابق، إذ أُصيب ٨١ عسكريًا خلال تنفيذ مهمات حفظ الأمن، وتم توقيف ٢٠ شخصًا. وقال البيان الصادر عن مديرية التوجيه يومها: «تابعت وحدات الجيش تنفيذ مهماتها لحفظ الأمن والاستقرار خلال الاحتجاجات الشعبية المطلبية في مختلف الأراضي اللبنانية. ونتيجة أعمال الشغب التي حصلت ليل أمس في ساحة النور - طرابلس أُصيب ٥٠ عسكريًا من بينهم ٦ ضباط. وقد أوقفت وحدات الجيش في الساحة المذكورة ١٩ شخصًا لإقدامهم على رمي المفرقعات ورشق عناصر الدورية بالحجارة وافتعال أعمال شغب وإحراق مصارف وعدد من الصرّافات الآلية، كما أُوقف شخص آخر لإقدامه على إطلاق النار باتجاه المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة أحدهم.
وفي محلة البحصاص - طرابلس، تعرّضت دورية للرشق بالحجارة من قبل المتظاهرين ما أدى إلى إصابة عسكريين وتعرّض آلية لأضرارٍ.
وفي شارع الحمرا - بيروت، تعرّضت دورية من الجيش للرشق بالحجارة والزجاج والقطع المعدنية في أثناء قيامها بإعادة فتح الطريق، ما أدى إلى إصابة ٤ عسكريين.
كذلك في مدينة صيدا، وفي أثناء قيام دورية من الجيش بإعادة فتح الطريق تعرّضت للرشق بالحجارة ما أدى إلى إصابة ٤ عسكريين من بينهم ضابط، وإلحاق الأضرار بـ ٣ آليات عسكرية.
وعلى الأوتوستراد الساحلي في محلة الناعمة، تعرّضت دوريات الجيش المنتشرة في أكثر من نقطة للرشق بالحجارة خلال محاولة إعادة فتح الطريق ما أدى إلى إصابة ٢١ عسكريًا بجروحٍ».
في هذا البيان أيضًا جددت قيادة الجيش التأكيد على ضرورة المحافظة على سلمية التظاهر.
تواصلت الاحتجاجات وأعمال الشغب في اليوم التالي، ما أدى إلى إصابة ٢٣ عسكريًا لكن الجديد في هذا اليوم كان وجود سوريَين وفلسطينيَين بين الموقوفين الـ٢٤. وأوضح البيان الصادر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه في ٣٠ نيسان ٢٠٢٠، أنّه «نتيجة أعمال الشغب التي حصلت في مدينتَي طرابلس وصيدا، أُصيب ٢٣ عسكريًا بجروحٍ مختلفة، أحدهم إصابته بالغة وقد بُترت أصابع يده. وأوقفت قوى الجيش ٢٤ شخصًا من بينهم سوريَان وفلسطينيان، لإقدامهم على رمي المفرقعات ورشق العسكريين بالحجارة والزجاجات الحارقة وافتعال أعمال شغب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة.
وقد بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».