خلف المتراس
إعداد: العميد الركن إميل منذر
إنها ليلة الإثنين.
وفي مثل هذه الليلة كان على فادي أن يستقرّ أمام المدفأة يصطلي نارَها، ويفتح كتابه فيراجع دروسه استعدادًا ليوم دراسيّ جديد. لكنه في تلك الليلة الباردة من ليالي كانون لم يكن في بيته، هذا الذي فتحتْ إحدى القذائف، في آخر جولة قتال، شبّاكًا جديدًا في جدرانه العتيقة، وأسقطتْ أخرى جانبًا من شرفته؛ فبدتْ فيها قضبانُ الحديد الصدئة كالعروق الجافّة في ظاهر اليد المهزولة. لا، ولم يكن فادي قرب النار وفي يده كتابه.
ولماذا الكتاب!...