ورشة عمل

«التعاون المدني - العسكري» موضوع بحث في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان
إعداد: باسكال معوض بو مارون

أقيم في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان ورشة عمل حول «الشؤون المدنية والتعاون المدني - العسكري»، حاضر خلالها العقيد كريس ستوكل (Chris Stockel) والمقدم سكيب ماسترسون (Skip Masterson) من القوات البريّة التابعة لقيادة المنطقة الوسطى الأميركية، وضباط من الجيش اللبناني ومدربون من الكلية وضباط من قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، بالإضافة إلى مندوبة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

 

مفهوم التعاون
في اليوم الأول ناقش الفريق الأميركي مفهوم الشؤون المدنية (Civil Affairs-CA)، وعرض ضباط الأمم المتحدة مفهوم التعاون المدني - العسكري (Civil Military Cooperation CiMiC)، كما نوقش الفارق بين المفهومين.
جلسات اليوم الثاني من الورشة بدأت بإيجاز قدّمه الضباط اللبنانيون وعرضوا فيه نشاطات التعاون المدني - العسكري التي نفّذها الجيش قبل انتشار قوات الأمم المتّحدة وتلك التي نفّذت بعد الإنتشار. كما عرض الضباط اللبنانيون في جلسة أخرى التطبيقات العملية لمفهوم هذا التعاون بالتنسيق مع الإدارات الرسمية والسلطات المحلية. وقد أعقب ذلك عرض الفريق الأميركي تجربة بلاده في ما خصّ الشؤون المدنية في العراق وأفغانستان، ومن ثمّ أعدّ الفريق اللبناني تصورًا قابلاً للتطبيق في لبنان.
في اليوم الأخير ناقش المشاركون كيفية إدخال مفهومي «CIMIC» و«CA» في التخطيط للعمليات العسكرية وأوامر العمليات إضافة إلى تحديد الرعيل المكلّف بالتنفيذ في الجيش اللبناني.

 

توصيات
في نهاية الورشة أصدر المشاركون جملة توصيات إنتهت إلى اعتبار «الشؤون المدنية» و«التعاون المدني - العسكري» في الجيش اللبناني مصطلحين لمفهوم واحد، مع اقتراح اعتماد مصطلح «الشؤون المدنية» كونه يتّصل بعمليات القوات المسلحة للدولة، في حين يرتبط المصطلح الآخر بعمليات قوات الأمم المتحدة.
وجاء في التوصيات أن عمل قسم الشؤون المدنية بشكل أساسي يقضي بتقديم المشورة للقائد حول المتطلبات والأولويات وتنسيق نشاطات التعاون المدني - العسكري ضمن منطقة العمليات، وذلك لسببين أساسيين، أولاً لأن الجيش اللبناني معنيّ بتنفيذ الكثير من النشاطات ذات الصلة بالشؤون المدنية خصوصًا بعد انتهاء الحرب الأهلية وانتشار وحداته على مختلف الأراضي اللبنانية من دون أن يكون ذلك مخططًا أو مصنّفًا تحت هذا العنوان، بل كجزء من دوره الوطني في مساعدة المواطنين. وثانيًا لأنه من المهم جداً أن تكون نشاطات الشؤون المدنية والتعاون المدني - العسكري مخططة ومنسّقة مسبقًا، ولا سيما تلك التي تؤثر على تنفيذ العمليات العسكرية أو ترتبط بها بشكل مباشر.

 

تخطيط وتنفيذ
خلص التقرير النهائي للورشة إلى القول إنه عند التخطيط للعمليات العسكرية، يجب التخطيط لنشاطات الشؤون المدنية في مراحل التحضير (قبل بدء العمليات)، والتنفيذ (خلال العمليات)، وصولاً إلى ما بعد انتهاء العمليات العسكرية؛ لذلك على مختلف الأركان التنسيق والتعاون وتقسيم الأدوار للتأكد من تغطية الشؤون المدنية عند القيام بالتخطيط وفي كل خطوة من خطوات تقدير الموقف التكتي (تلقي المهمة، مرحلة التحليل، إعداد الأعمال، تحليل الأعمال ومقارنتها، التوصية واتخاذ القرار).
وأوصى التقرير بدراسة التأثير المحتمل لعوامل مختلفة عند تنفيذ الشؤون المدنية، ومن هذه العوامل: المحيط، التنظيم والهيكيلية، الإمكانات وتأثير العدو عليها، المنظّمات العاملة ووضعها، السكان، النشاطات والأحداث  المؤثرة.
وفي الختام سلّم العقيد الأميركي ستوكل المشاركين بالورشة شهاداتهم في حضور ضباط من الكلية, يتقدمهم مسيّر أعمالها العميد الركن كابي القاعي الذي قدّم بدوره درعًا تذكارية للضباط الأميركيين عربون شكر على جهودهم.