تواصل وثقة

استراتيجية التواصل 2024 النشاطات والصور تتكلّم... ولكلٍّ دوره!
إعداد: ندين البلعة خيرالله

أصبحت بيئة المعلومات بفعل التطور الرقمي والتكنولوجي حاضرة في مجالات الحياة كافة ومنها المجال الأمني، تندلع وتخمد على منصاتها معارك وحروب وثورات حول العالم. وانطلاقًا من هذا الواقع، تستمر مديرية التخطيط للتواصل الاستراتيجي في إصدارها السنوي لاستراتيجية التواصل على صعيد الجيش ملتزمة تعزيز حضور المؤسسة العسكرية الفاعل في هذه البيئة، ومكانتها كمصدر شفاف وموثوق للمعلومات.

يواجه الجيش اللبناني الكثير من التحديات في عصر معلومات مثقل بالأخبار المضلّلة، وهذا ما يجعل من استراتيجية التواصل حاجة ماسة لمواجهة حملات التضليل وبناء الثقة مع الجمهور، وفي الوقت نفسه تظهر أهمية الموازنة بين المحافظة على أمن العمليات العسكرية والتفاعل مع الرأي العام المحلي والدولي. وقد صدرت استراتيجية التواصل في نسختها الثانية للعام 2024، والتي تأخذ بعين الاعتبار خلاصة تقارير التقييم والمستجدات الطارئة على بيئة المعلومات، والعبر المستقاة من العام المنصرم.

 

الرؤية

تتمثل رؤية مديرية التخطيط للتواصل الاستراتيجي في توحيد أهداف وحدات الجيش وجهودها في مجال التواصل. بالتالي يتم ربط الأعمال والنشاطات المنفّذة ضمن شبكة متماسكة ومتناسقة ومتناغمة تعمل مجتمعة على توجيه الرسائل المتزامنة والفاعلة إلى الجماهير المحلية والدولية. يسمح هذا النهج في مواءمة الأفعال والصور والأقوال، ما يعزز الثقة بالمؤسسة العسكرية وصورتها الإيجابية.

وتهدف المديرية من خلال تعميم استراتيجية التواصل إلى تقديم فهم واضح على المستويات كافة لتوجيهات القيادة وأهدافها وغايتها النهائية التي تحددها بكَون "الجيش اللبناني مؤسسة وطنية جامعة، متماسكة، شفافة، وموضع ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي".

تعتمد استراتيجية التواصل في الجيش اللبناني على أربعة خطوط جهد هي:

  1. حماية لبنان وسيادته.
  2. خدمة الشعب اللبناني.
  3. المحافظة على التقاليد والقيم الوطنية.
  4. الاستعداد للقتال.

هذه الخطوط مستمدة من صلب المهمات الموكلة إلى الجيش بموجب قانون الدفاع الوطني (الدفاعية، الأمنية، الإنمائية).

هذا العام سيتم التركيز على شرح استراتيجية التواصل، ويؤكد مدير التخطيط للتواصل الاستراتيجي العميد الركن الياس عاد، أنه "سنتوجه إلى كل عسكري من موقعه لكي يفهم هذه الاستراتيجية وأسسها وأهدافها، ويعرف كيف يطبقها عمليًّا في كل مهمة أو نشاط أو تصرّف يقوم به، مع التأكيد على انعكاس سلوكه هذا على الرسائل والأهداف الأساسية التي توليها قيادة الجيش أهميةً في عملية التواصل مع المجتمع". 

تحمل استراتيجية التواصل في الجيش للعام 2024 سردية بعنوان "تعزيز الأمن والقدرة على تجاوز المحن والأزمات". إنّ التزام الجيش اللبناني الثابت قيامه بواجبه كاملًا مهما بلغت التضحيات هو محل تطلعات الشعب اللبناني الذي تشكل علاقته به مركز الثقل الوطني. وتنطوي سردية الجيش على أربعة عناوين فرعية هي: 

  • حماية السيادة وصون وحدة الأراضي اللبنانية.
  • تعزيز الوحدة والتماسك الوطني.
  • تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث.
  • تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية.

يجسد الجيش اللبناني روح الصمود والوحدة والأمن، وبوصفه مؤسسة وطنية، يضطلع بدور محوري في حماية سيادة لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية وتقديم المساعدة الإنسانية، وإقامة الشراكات مع الجيوش الشقيقة والصديقة. وفي ظل التحديات والتهديدات المصيرية التي تواجهها البلاد أمنيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، يلتزم الجيش الصمود والاستمرار في أداء مهماته وواجباته باحترافٍ ومهنية عالية مع تأكيد تطبيق مبادئ الشفافية والنزاهة والحوكمة السليمة، وتعزيز القدرة الوطنية على النهوض مجددًا. الجيش هو مصدر إلهام الشعب، ومعًا يمكننا أن نعمل من خلال رؤية وطنية مشتركة فنواجه التحديات ونتغلب على التهديدات ونتجاوز الأزمات ونتعامل مع حالات الطوارئ ونبني لبنان الوطن العصري الذي نفتخر ونعتزّ به. 

اعتمدت مديرية التخطيط في استراتيجيتها للعام 2024 على بعض النشاطات المنفَّذة في العام المنصرم وكيفية تضمُّن هذه النشاطات للرسائل. فصورة افتتاح شبكة طرقات في جرود الهرمل مثلًا حملت العديد من الرسائل كخدمة الشعب اللبناني وحماية الحدود والإصرار على متابعة تطوير القدرات رغم التحديات الراهنة. وجسدت صور مؤازرة السلطات اليونانية في إطفاء الحرائق ودعم السلطات التركية في أعمال البحث والإنقاذ في موقع الزلزال، قدرة الجيش على الحضور الفاعل على المستوى الإقليمي في تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ والكوارث. 

استنادًا إلى تقارير التقييم التي تم إعدادها خلال العام 2023، طوّرت المديرية عددًا من الرسائل منها "تشجيع التفاعل المجتمعي"، "نزع الألغام ومخلّفات الحروب"، و"التزام أحكام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان"، "الجيش داعم رئيسي لدور المرأة في المجتمع"، وغيرها من الرسائل التي تندرج ضمن خطوط الجهد، والتي تؤدي إلى تحقيق أهداف المؤسسة العسكرية وغايتها النهائية. 

إن النجاح في نشر سردية الجيش واستراتيجية التواصل هو أمر بغاية الأهمية، وهو يرتبط بالرسائل التي تُبث بقدر ما يرتبط بسلوك العسكريين وأدائهم والتي يُجسدونها من خلال الانضباط الذاتي وتنمية روح الفريق وزيادة هامش المبادرة وتعزيز القيادة على مختلف المستويات ... وهذا ما يساهم حتمًا في تعزيز الأمن، والقدرة على الصمود في وجه التهديدات والتحديات مهما اشتد وزرها على الوطن، فيبقى الجيش الضمانة الوطنية لجميع اللبنانيين.