عبارة

الأمن مسؤولية الجميع

في غمرة التحديات والمتغيرات تبرز الحاجة إلى التمسك بالوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية. فقد أرانا تاريخ الأمم والشعوب كيف انهارت امبراطوريات عظمى وتمزّقت بلدان متّسعة، لا بفعل عدو خارجي مقتدر، إنّما بفتنة داخلية وُلِدت ونمت واستفحلتْ مدفوعةً بالعصبيات والأحقاد العمياء، حتّى تحوّلت نيرانًا أحرقت كل شيء في طريقها.

لقد ذاق جزءٌ كبيرٌ من اللبنانيين مرارة الحرب الأهلية التي كلّفت وطننا ثمنًا غاليًا في الأرواح والأملاك، وحوّلت مناطقه وشوارعه إلى ميادين إبادة وساحات إعدام. وما الأحداث المتفرّقة التي أشعلت الفتنة سوى شرارة لم تكن لتتوسع لولا انجرار الناس وراء غرائزهم، وتفرُّقهم عن المصلحة الوطنية وتقديمهم المصالح الضيقة والحسابات الفئوية عليها. ينبغي أن يظلّ هذا المشهد حاضرًا في ذهن كل مواطن، سواءٌ من عاش تلك المرحلة أو من سمع عنها، لأن في ذلك خير عبرة ودرس.

المطلوب هو الوعي ثم الوعي لخطورة المرحلة والسعي جنبًا إلى جنب لتحقيق كل ما يصب في مصلحة بلدنا وأبنائه أجمعين، ونبذ كل ما يفرّق ولو كان ذا طابعٍ ديني، لأن الأديان بجوهرها واحدة وكلّها تدعو إلى الأخوّة والمودّة وتقديس البلد الأمّ وخدمة المجتمع، والاقتتال الأعمى على ما في السماء سوف يُفقِدُنا كل ما في الأرض، وإذا خسرنا هذا الوطن فسنغدو زُمَرًا مشرّدة لا تملك من الدنيا شيئًا.

أما ضباط الجيش وعسكريّوه، فهم مدركون لكل هذا، عاقدو العزم على درء الفتن والأخطار، ولن تثنيهم عن مهمّتهم شائعةٌ من هنا أو تعليق من هناك. علمًا أن جهود المؤسسة العسكرية وتضحياتها بلا حدود، لا تلغي المسؤولية الفردية والجماعية في حماية لبنان من شر الفرقة والتشرذم.

فَلْنَعْمَلْ بهديِ ضميرنا الأخلاقي والديني والوطني، ولنردد صادقين مخلصين متّحدين: «كلّنا للوطن».

العميد علي قانصو

مدير التوجيه