اعرف جيشك

الطبابــة العسكريــة
إعداد: ريما سليم ضومط

إنتــاج الخدمـة الطبيـة بـــدلاً من شرائها و"بحصة" البدل الرمزي تسند خابية التقديمات

تحت عنوان "إنتاج الخدمة الطبية بدلاً من شرائها" انطلقت ورشة عمل ضخمة في الطبابة العسكرية تهدف الى توسيع نطاق الخدمات الطبية في الأجهزة العسكرية المختصة، على أن تكون في مستوى الجودة التي تؤمنها الأجهزة المدنية المتعاقدة إن لم يكن أفضل. لتحقيق هذه الغاية وضعت خطة عمل شاملة ومتكاملة، أثمرت بعد ثلاث سنوات من الجهد المتواصل إنجازات على صعيد ترميم المنشآت واستحداث بعضها، إضافة الى تأمين العديد اللازم للجسم الطبي إن على صعيد الطبابة المركزية أو لجهة طبابة المناطق. كل ذلك لم يكن ليتحقق لولا الإستعانة بعائدات البطاقة الصحية واستحداث بدل رمزي لقاء بعض الخدمات الطبية، وذلك كما أشار قائد الطبابة العسكرية العميد الطبيب نديم العاكوم في هذا الحديث لمجلة "الجيش".

 

 جديد الطبابة

■  إن الطب في تطوّر دائم كما هو معروف، فما جديد الطبابة العسكرية؟

- إنطلاقاً من أن صحة الإنسان هي الأهم، تولي قيادة الجيش إهتماماً خاصاً للطبابة العسكرية فتزودها باستمرار بكل ما تحتاجه لتحسين خدماتها وتطويرها نحو الأفضل. وفي هذا الإطار، عمدت القيادة خلال السنوات الثلاث الأخيرة الى إدخال الطبابة العسكرية "غرفة العناية الفائقة" حيث أعيد تأهيل العديد والمنشآت والتجهيزات، وقد تمحورت هذه الإجراءات حول معادلة ثابتة تتلخص بإنتاج الخدمة الطبية بدلاً من تأمينها، بمعنى تقديم الخدمة في الطبابة العسكرية بدل تأمينها في مستشفى مدني مع الحفاظ على الجودة المطلوبة. في هذا الإطار، تم إنجاز خطوات عدة أبرزها استحداث أقسام جديدة في المستشفى العسكري المركزي مثل، جراحة اليوم الواحد، والعلاج الكيميائي، وقسم متكامل للتنظير، إضافة الى القسم الإستشفائي للحالات الطارئة، وقسم تنقية الدم من الأجسام المضادة ومن الكوليسترول السلبي. مع الإشارة الى أن القسمين الأخيرين غير متوافرين في باقي مستشفيات لبنان. وقد أصبح المستشفى العسكري يتسع لـ121 سريراً إستشفائياً و40 سريراً نهارياً. كذلك أعيد تأهيل مباني ثكنة الطرابلسي حيث المعاينات الخارجية والعيادات المركزية، كما تم إنشاء عيادات متخصصة في مجالات عدة كالطب العائلي، وأمراض القلب، وجراحة العظم، والتحليل النفسي، وزرع الأسنان، إضافة الى مختبر الأنسجة والعين والأنف والأذن والحنجرة، والعلاج الفيزيائي، وغير ذلك من الاختصاصات. ولحظت ورشة العمل أيضاً عملية تأهيل البنى التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي بما يؤمن سير العمل بالطريقة المطلوبة. أما على صعيد التجهيز، فقد زودت المستشفى بأحدث المعدات الطبية في مختلف الأقسام بما فيها أقسام العين، والرأس، والكلي، والعمليات الجراحية، والأسنان. فقد أنشئت غرفة عمليات حديثة لزرع الأسنان، وقسم العناية الفائقة الذي بات مزوداً بسبعة أسرة مربوطة مركزياً مع ثلاثة أجهزة للتنفس الاصطناعي. وطالت التجهيزات أيضاً قسم الأشعة الذي زوّد بآلة للتصوير الطبقي المحوري هي الأحدث من نوعها، وقسم القلب والعناية القلبية حيث بوشر بإنشاء مختبر لتمييل شرايين القلب. كما تم تجهيز عيادة لغسل الدم من الكوليسترول السلبي ومن الأجسام المضادة لخلايا الجسم، إضافة الى تزويد قسم الطوارئ بغرفة إنعاش تستقبل مختلف الحالات المرضية.

 

 تجهيزات وآليات

■ إن التجهيزات المذكورة تطال الطبابة داخل المستشفى، فماذا عن عمليات نقل المرضى التي تتطلب بدورها آليات مجهزة بدقة بالغة؟

- لقد حرصنا خلال عملنا على أن تكون عملية التجهيز متكاملة وشاملة. وبناء على ذلك، تم تجهيز أربع سيارات إسعاف من أصل عشرين سيارة متوافرة في المستشفى العسكري، بالمعدات الطبية اللازمة، بحيث بات بالإمكان نقل المريض مهما بلغت خطورة وضعه الصحي، لا سيما وأن عملية النقل تتم بإشراف فريق طبي متخصص (طبيب متخصص بالتخدير والإنعاش، وآخر متخصص بأمراض القلب، وممرضين اختصاصيين) . أما السيارات الأخرى فتقوم بالمهام المطلوبة منها على الأراضي اللبنانية كافة، وتؤمن بنوع خاص الدعم الصحي لوحدات نزع الألغام.

 

■  وماذا عن راحة المرضى داخل المستشفى؟

 ­- بما أن واجبنا يقضي بشفاء المرضى، فإن العناية بهم وتأمين راحتهم هما من الأولويات لا سيما وأن تأمين هذين العنصرين يساهم الى حد كبير في عملية الشفاء. من هذا المنطلق، قمنا باستحداث مطبخ خاص لمرضى المستشفى العسكري مجهز بأحدث المعدات يشرف على سير العمل فيه خبراء في التغذية، كما أعيد تأهيل نظام التكييف والتبريد، وجرى استبدال جميع الأسرّة داخل الغرف التي زودت بأجهزة تلفزيون وهاتف خاصة بكل منها عبر سنترال مركزي خاص بالمستشفى. كذلك، جرى تكليف شركات خاصة لصيانة المعدات الطبية بإشراف فريق صيانة خاص بالطبابة العسكرية، إضافة الى تلزيم شركة تنظيفات خاصة لتنظيف أقسام المستشفى العسكري ومبنى المعاينات الخارجية.

 

 جسم طبي متخصص

■ إن عملية تجهيز الأقسام وترميم المنشآت تبقى ناقصة ما لم تقترن بوجود جسم طبي متخصص، فما الخطوات التي اتخذتموها على صعيد رفع جهوزية العديد الطبي؟

- مما لا شك فيه أن الطبابة العسكرية تحتاج الى زيادة عدد المتخصصين بين الحين والآخر نظراً للكم الهائل من المستفيدين من خدماتها وللتطوّر الحاصل على مستوى تقديم الخدمات. لذا فقد تم اتخاذ خطوات بارزة في هذا الإطار خلال السنوات الثلاث الأخيرة، من بينها تعيين واحد وعشرين ضابطاً طبيباً بينهم تسعة اختصاصيين في مختلف المجالات، والتعاقد مع ثمانين طبيباً، واستخدام عشرة أطباء من مختلف الإختصاصات عن طريق المباراة، إضافة الى السماح لأطباء غير متعاقدين مع الجيش من أساتذة الجامعات بإجراء عمليات جراحية في المستشفى العسكري المركزي واستشارات طبية كلما دعت الحاجة لذلك أو نزولاً عند رغبة المريض. كذلك تم التنسيق مع كليات الطب والمدارس ومعاهد التمريض، بحيث اعتمد المستشفى العسكري كمستشفى تعليمي وذلك عبر إرسال أطباء مقيمين ومتمرنين وتلامذة تمريض للتدريب فيه، كما وسيجري توقيع بروتوكول خاص بين الطبابة العسكرية وكلية العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية يقضي باعتماد المستشفى العسكري مستشفى تطبيقي وتعليمي إسوبة ببعض المستشفيات المصنّفة جامعية. من جهة أخرى شملت الورشة أيضاً زيادة عدد المتخصصين بين الممرضين والتقنيين والفنيين، فتم تطويع عسكريين من حملة الإجازات الجامعية،كما جرى التعاقد واستخدام ما يفوق المئة من الممرضين ومساعديهم، ومحللين نفسيين، وتقنيين في مجال السمع والنظر والأسنان والأشعة والمختبر، إضافة الى خبيرة في التغذية. والجدير ذكره أن عملية التطويع والتعاقد جرت عن طريق المباراة بتنظيم وإشراف كليات الطب في الجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف والجامعة الأميركية. ويشار أخيراً الى أن المحافظة على النوعية الممتازة للطاقم الطبي في الطبابة العسكرية قضت بفسخ التعاقد مع إثني عشر طبيباً وإنهاء استخدام خمسة أطباء.

 

 ماذا عن طبابات المناطق؟

■  الملاحظ أن جميع التحسينات التي ذكرت تطال المستشفى العسكري المركزي، فماذا عن طبابات المناطق؟

- لم يقتصر اهتمام القيادة بالطبابة العسكرية المركزية بل تعداها الى طبابات المناطق حيث اعتمدت سياسة نقل الخدمة الطبية الى المستفيد بدلاً من نقله للإستفادة من خدمة طبية مركزية، وقد حقق ذلك وفراً في الوقت إضافة الى عدم تكبيد المريض أعباء مادية إضافية للانتقال في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة. وقد تم تفعيل دور طبابات المناطق من خلال خطوات عدة أبرزها: تعيين ضباط أطباء وتطويع عسكريين ممرضين وتقنيين والتعاقد مع أطباء وممرضين وتقنيين مدنيين، إضافة الى ترميم المباني واستحداث أقسام طبية متخصصة أنجزت تماماً في بعض المناطق، فيما لا يزال العمل جارياً لانجازها في مناطق أخرى. وقد استحدث على سبيل المثال عيادات للأسنان، وقسم أشعة وتصوير صوتي، وغرفة طوارئ كاملة التجهيزات في جميع المناطق العسكرية. في حين أنشئ قسم علاج فيزيائي في كل من أبلح، صربا، وصيدا، ومختبر تحاليل دم في كل من أبلح، طرابلس، وصيدا، وقسم لأمراض القلب مجهّز بآلة لفحص الجهد في هنري شهاب، طرابلس، وأبلح، إضافة الى قسم استشفائي لاستقبال الحالات المرضية الطارئة والعمليات الجراحية الخفيفة في كل من صيدا، هنري شهاب، وأبلح. ومن المتوقع أن تستكمل التقديمات كافة في جميع طبابات المناطق خلال العام الجاري، إضافة الى افتتاح أقسام جديدة كالعين والأنف والأذن ومختبرات الأسنان وعيادات أخرى كتقويم النطق، كما سيتم استقدام خبراء تغذية وافتتاح صيدليات رديفة لصيدلية الفرع الأول في الطبابة العسكرية.

 

 خدمات متطوّرة

■  يشكو بعض المستفيدين من عدم إيجاد جميع الأدوية في الصيدلية العسكرية، فهل نأمل بحل هذه المشكلة بافتتاح صيدليات المناطق؟

- لقد سبق أن وجدنا الحل لمشكلة الأدوية غير المتوفرة بافتتاح الصيدلية المركزية ­ الفرع الأول التي تؤمن للمستفيدين الناقص من الأدوية بسعر الكلفة، أي بحسم متوسطي يناهز الخمسين بالمئة عن سعر السوق. وهذا ما أتاح إمكانية شرائه من قبل المريض وانعكس إيجاباً على خفض قيمة المساعدات المرضية وإعادتها الى أصحابها بوقت أقل من السابق.

 

■  لا بد وأن الخدمات التي تم تطويرها في الطبابة العسكرية بشكل عام، تطلبت مبالغ ضخمة لتحقيقها، فكيف تمكنتم من تأمينها؟

- جميع الخدمـات التي تم ذكرهـا لم تكن لتتحـقق بالاعتـمادات المرصودة للطبابـة العسكرية، لذا كان علينا الاعتماد على عنصرين أساسيين هما: رسم عائدات البطاقة الصحية والبدل الرمزي الذي استحدث أخيراً، ويتم دفعه من قبل المستفيدين من الطبابة العسكرية لقاء بعض الخدمات الطبية، وهو يتراوح ما بين ألفي ليرة كـحد أدنـى وعشرة آلات ليرة كحد أقـصى. والجدير ذكـره أن الهـدف من استـحداث هذا البدل ليـس مادياً بالدرجــة الأولى وإن كان يؤمـن مردوداً مادياً، فهـو قد اعتمد لمنع البعض من استغـلال الطبابـة المجانية والاستفادة من التقديمات الطبية على حساب المحتاجين إليها فعلاً.

 

■  قمتم بمجهود كبير خلال السنوات الماضية، فهل باشرتم قطف ثماره؟

- إن التدابير الآنفـة الذكر التي اتخـذتها قيادة الجيش أدت الى تفعـيل عـمل المستـشفى العسكري وجمـيع أجهزة الطـبابة العسكريـة وطبابات المناطق، وهذا ما ساهم في رفع مستوى الخدمات الطبية، الاستشفائية منها والخارجية. فقد أصبحت تضاهي بما تقدمه أرقى المستشفيات المدنية في لبنان وشملت جميع المستفيدين من الطبابة العسكرية، في حين أن هذه التقديمات ليست متوافرة في معظم الجهات الضامنة، كما أن التدابير المتخذة ساهمت في خفض كلفة الفاتورة الاستشفائية، الأمر الذي انعكس إيجاباً على معنويات العسكريين. يبقى أن قيادة الجيش، وضمن برنامجها الإنمائي، عازمة على الإستمرار في تفعيل طبابات المناطق وإنشاء مستوصفات جديدة فيها. كما أنها بصدد استحداث قسم خاص بالفحوصات التكميلية المتطوّرة في الطبابة العسكرية ووحدة استشفائية للأمراض النفسية. أما أهم ما تحقق من إنجازات فهو رفع نوعية الخدمات الطبية وإتاحة الاستفادة بشكل موسع من تقديماتها، من دون تخطي اعتمادات الموازنة المرصدة لكل عام، بالرغم من ضآلتها مقارنة مع باقي المؤسسات الضامنة الخاصة والعامة.

 

­ 1- ملاحظة: لا يعفى هؤلاء المستفيدين عن الأعمال الطبية في حال أجريت خارج المؤسسة العسكرية:

أ ­ معالجة الأسنان: تلبيس سيراميك ­ جزئية فك (معدن)

­ تقويم ثابت ­ تقويم متحرك ­ وجبة كاملة ­ وجبة فك واحد ­ جزئية اكريليك فك. ب ­ العلاج الفيزيائي.

2-­ مختلف:

 أ ­ إن معاينة ومعالجة السن الواحد تدفع مرة واحدة مهما كان عدد المراجعات.

 ب ­ يعفـى المستفـيدون من دفـع البدل الرمـزي في الحـالات التـالـية:

 

­(1)  الأعمال الطبية المتممة لعملية زرع الأسنان.

­(2)  فحص الأنسجة.

­(3) فحص السكري المجرى في العيادة.

(4) بيان أبحاث للحصول على وحدات دم والبلازما والصفائح الدموية.

ج ­ يدفع المرشحون المدنيون للتطوّع بصفة تلميذ ضابط أو تلميذ رتيب البدل الرمزي لكل عمل طبي مسموح به يجرى لهم.