توعية وإرشادات

اللواء في مواجهة الكوارث الطبيعية والبيئية
إعداد: ليال صقر الفحل

ما هي خطة اللواء عند تعرُّض قطاعه لكارثة طبيعية أو بيئية؟
اللواءان التاسع والعاشر قدَّما إجابة عن هذا السؤال من خلال محاضرة مشتركة ألقيت في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، وتناولت تنظيم اللواء لمواجهة الوضع الطارئ بما في ذلك التعامل مع المؤسسات والجمعيات الرسمية والخاصة.


اللواء العاشر

قُسِّمت المحاضرة إلى قسمين: عرض الأول ضباط من اللواء العاشر هم العميد الركن الياس سمعان (مساعد قائد اللواء )، والعقيد منير أبو زيد (رئيس القسم الثالث)، والعقيد الركن يوسف عبّود (رئيس القسم الثاني)، والعقيد الركن وليد الحاج (قائد الكتيبة 106)، وشمل العرض بدايةً مفاهيم حول الأزمات والكوارث وأنواعها وإدارتها. فالأزمة فعل يحتاج إلى فعل مضاد يعتمد بدوره على طبيعة الأزمة ومستواها والخطر الذي تشكله على المؤسسة أو النظام. لذلك فإن إدارة الأزمات الأمنية والكوارث الطبيعية هي الفن الأصعب. والتحدي يكمن في مواجهة الكوارث التي تتعرَّض لها الأرض من دون إنذار ويصعب على الدول مواجهتها ما يجعل الخسائر فادحة. وأشار المحاضرون إلى أن تطور المجتمعات البشرية، وازدهار الصناعة والعمران، وما يترتب على التكنولوجيا الحديثة من مخاطر إلى جانب النكبات، جعل التفكير الإنساني يتطوَّر في ميدان الحماية بقصد المحافظة على العنصر البشري، بحيث بدأت الحكومات تأخذ بكل ما هو جديد في مجال مكافحة الكوارث وحماية الإنسان وممتلكاته من خلال تحليل الأخطار ودراستها واحتمال حدوثها، والاستعداد لها عبر تجهيز الإمكانات المادية والبشرية والفنية، إضافة إلى المسعى الحكومي لتوعية المواطنين حول إرشادات السلامة وكيفية التعامل مع المخاطر.
واعتبروا أن أهم مقوِّمات النجاح هي في الوقاية من نتائج الكوارث ما يستلزم منظومة إدارية واضحة في خطوطها الثابتة وقيمها العامة من أجل بناء جهاز إداري متطوِّر عبر استحداث غرف عمليات مهمتها تشخيص الأزمات ودراسة أسبابها وإدارتها بكفاءة وتقليل آثارها السلبية على الفرد والمجتمع.
في هذا الإطار أوضح المحاضرون أن هدف البحث تعريف الكارثة الطبيعية أو البيئية من حيث مفهومها وطرق معالجتها أولاً، وتسليط الضوء على متطلِّبات إدارة الأزمة وخصائصها ثانيًا، ومعرفة نظام إدارة الأزمات من خلال اختيار فريق إدارة الأزمة والآلية المستخدمة في إدارة الفريق ثالثًا، ودور اللواء وأجهزة الدولة في مواجهة الأزمات والكوارث رابعًا.
وقد أوصى الباحثون بإعداد برامج تدريبية ميدانية للكوادر الأمنية تنطلق من خبرات سابقة للتعامل مع الحدث، لأن وقوع الأحداث غالبًا ما يأتي من دون أعراض بما في ذلك تكوين وحدات متخصِّصة في كيفية مواجهة أخطار الكوارث الطبيعية، إضافة إلى تطوير عمل اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث التي أنشئت في لبنان العام 2008 وتفعيله.
كما أوصوا بتطوير المناهج الأمنية في المؤسسات الأكاديمية والأمنية بما يتلاءم مع السريع لمتغيِّرات الخريطة الأمنية. ثم تمنى المحاضرون لو يتم إدراج دروس خاصة في كيفية التصرُّف في أثناء حدوث الكوارث الطبيعية في مناهج التعليم، والأخذ بتجارب الغير، وتعزيز الأبحاث العلمية. كما حرصوا أخيرًا على التركيز على شِق الإرشاد في المحافظة على الطاقة وترشيد استعمال الوقود والمحروقات.

 

اللواء التاسع
في القسم الذي قدَّمه اللواء التاسع من المحاضرة، والذي كان بعنوان «الزلازل»، حاضر كل من العميد الركن نزيه عزام (قائد اللواء)، والعقيد الركن ميشال نقولا (رئيس القسم الأول)، والعقيد سيمون الخوري (الكتيبة 96)، والرائد عامر عامر (الكتيبة 95).
تُحِْدثُ الزلازل خسائر فادحة وأضرارًا بالهياكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للبلدان، وتعرقل تحقيق التنمية المستدامة، من هنا أهمية الموضوع خصوصًا بعد سلسلة الهزات التي ضربت أنحاء كثيرة من العالم.
المحاضرون أوضحوا أن هدف البحث كان تسليط الضوء على إمكان حدوث الزلازل في لبنان، وأسلوب التعامل معها من خلال المشاركة الفعالة لمختلف الأجهزة، ومن ضمنها العسكرية، لذلك سلَّطوا الضوء على دور الجيش الذي لا يقتصر فحسب على الدفاع عن الوطن وحفظ أمنه، بل يتعدَّاه إلى أعمال الإغاثة والإنقاذ في إبان الكوارث الطبيعية. وأشاروا إلى دور الجيش من خلال اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث التي ضمَّت مختلف الأجهزة التابعة للجيش إضافة إلى الوزارات المعنية في الدولة، مذكِّرين بالتمرين على إدارة كارثة ناجمة عن وقوع زلزال، الذي نُفِّذ في منطقة صريفا (الجنوب) بالتعاون مع اليونيفيل وبمشاركة الأجهزة المعنية في الدولة.
وخلصوا إلى أن للجيش دورًا فعالاً في التصدِّي للكوارث على أن تكون وحدات الجيش، ومنها الوحدة الكبرى (اللواء)، ذات تنظيم خاص يجعله أشبه بالنواة الصلبة والأساسية في عملية التدخُّل والإغاثة.
أوصى المحاضرون بتفعيل عمل اللجنة الإدارية لإدارة الكوارث واتخاذ الإجراءات الوقائية من خلال وضع القوانين للبناء واستخدام الأراضي بحيث تكون الأبنية مصمَّمة لمقاومة الزلازل وإقامة المنشئات الصناعية والنفطية والكهربائية في مناطق نائية بعيدًا عن التجمعات السكنية كون الحرائق والإنفجارات غالبًا ما تندلع في منشآت كهذه عند حدوث زلازل.
كما تمنَّوا إعداد فرق مهمات خاصة من القوات المسلحة والدفاع المدني والصليب الأحمر ومختلف الوزارات المعنية في الدولة وتدريبهم، إضافة إلى فتح قنوات التعاون مع القطاع الخاص بغية الاستفادة من جميع التجارب في مواجهة الكوارث الطبيعية، وطلب المساعدة لوضع استراتيجيات في مجال تخفيف الأخطار الناجمة عن الكوارث.
كما تطرَّقت التوصيات إلى ضرورة إعداد خطط إعلامية، وحلقات توعية للمواطنين عبر المؤتمرات والندوات واللقاءات والبرامج العلمية المختلفة والتي تساعد إلى حد بعيد في إيضاح الإجراءات المطلوبة في أثناء الكوارث وكيفية تنفيذها.
من جهة أخرى طالب المحاضرون بوضع نظام إنذار مبكر للمد البحري لتخفيف الأخطار المحدقة عند حدوث زلزال تحت الماء (تسونامي)، وإبعاد الاستثمارات العشوائية التي تزيد من حساسيتها للتأثر بأي مد بحري.
وأخيرًا أوصى المحاضرون بالقيام بعملية مسح شاملة من قبل اختصاصيين لجميع البنى التحتية والمواقع الحيوية في لبنان لتحديد مدى قدرتها على مقاومة الزلازل.