وقاية وإرشاد

امرأة من أصل كل عشرة معرّضة للاصابة به
إعداد: جان دارك أبي ياغي

سرطان الثدي الكشــف المبكــر  ينقـذ حياتــك

سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء حيث أن امرأة من أصل عشرة معرضة للإصابة به. إنه مرض غدّار، في بادئ الأمر لا يكون مؤلماً وقد لا تشعرين به. لذلك فالفحص الشعاعي السنوي للثدي ضروري ابتداءً من عمر الأربعين، إذ يتيح الكشف المبكر للمرض ويبقيه سهل العلاج.
لقد برهنت دراسات وتقارير منظمة الصحة العالمية انه كلما تمّ اكتشاف سرطان الثدي باكراً كلما ازداد احتمال الشفاء التام منه. وتبين الاحصاءات الوبائية العالمية ان من بين ما يقارب 11 مليون حالة سرطان في السنة يأتي سرطان الثدي بالمرتبة الأولى لدى النساء. ومن المتوقع أن يفوق عدد الحالات المصابة به لسنة 2005 على الصعيد العالمي المليون ومئتي ألف حالة جديدة.

 

لماذا الحملة الوطنية؟

للسنة الرابعة على التوالي، "الكشف المبكر ينقذ حياتك" هو الشعار الذي اختارته الهيئة المنظمة للحملة الوطنية للوقاية من سرطان الثدي، برعاية وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية في لبنان وهوفمان لاروش، وبالتعاون مع الجمعيات الطبية والأهلية في لبنان.
وللسنة الرابعة على التوالي، تعمل الحملة على زيادة الوعي حول سرطان الثدي بين النساء في لبنان، والعمل من أجل قيام مبادرات عامة لتشجيع الكشف المبكر عن طريق الفحص
 الذاتي والفحص الطبي والفحص الشعاعي (Mammography).
وقد جاءت هذه الحملة تماشياً مع استراتيجية منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأمراض غير السارية لا سيما السرطانية والتي تعتمد على تشجيع الكشف المبكر.

 

الاكتشاف المبكر !

تعتبر الأشعة طريقة فعالة لاكتشاف سرطان الثدي لكنها غير كافية اذا لم تواكبها أنشطة أخرى داعمة وأهمها، التوعية وتوفير العلاجات. فقد أكدت هذه الدراسات ان التوعية حول العوامل المؤثرة في سرطان الثدي يجب أن تواكب كافة حملات الاكتشاف المبكر له. وأبرز عوامل الخطورة إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان الثدي، التدخين، إلخ... إلى ذلك فإن التعرّف على عوارض ترجح الاصابة بسرطان الثدي، تشكّل ركناً أساسياً للحدّ من انتشاره. وكذلك تؤكد الدراسات ان توفير العلاجات المناسبة يساهم في الحد من نسبة المرض والوفيات بسبب سرطان الثدي. وفي هذا المجال تعتبر تجربة وزارة الصحة العامة في توفير الأدوية المجانية للمرضى المصابين بالأمراض المزمنة نموذجاً يقتدى به في المنطقة.

 

توفير العلاجات

في لبنان، حيث التكنولوجيا الطبية متوافرة بشكل واسع، يعتبر تأمين الجودة في الفحوصات والمتابعة الطبية للحالات المكتشفة بالاضافة الى توفير العلاجات اللازمة عاملاً ضرورياً لفعالية الحملة، لا سيما في مجال تقويم جدوى الحملة واستعمال نتائج التقويم في برمجة الحملات السنوية المقبلة.
وفي هذا الاطار، أشار وزير الصحة العامة الدكتور محمد جواد خليفة، الى ان الوزارة تبنّت في السنوات الأخيرة عدة توجهات وبرامج تهدف كلّها الى ترشيد الانفاق وضبطه وحتى خفض الفوارق بين المناطق اضافة إلى تحسين فعالية النظام الصحي.
ورأى وزير الصحة ان كل ذلك لا يمكن أن يقاس بكلفة العلاج لحالة سرطانية متقدمة جراحية كانت أم غير جراحية، ولا يمكن قياس الفرق بين الحياة العادية التي تعيشها المرأة التي شفيت من هذا المرض، وتلك التي ستبقى فريسة تفاعلاته واشتراكاته الطبية ومحدودية النتائج. لذلك "نحن في وزارة الصحة العامة تبنينا هذه التوجهات ويجب تعميمها على كل ما من شأنه ضبط حركة الأمراض وتحسين النتائج وتحسين نوعية الحياة للمواطنين".

 

على أرض الواقع

أظهرت دراسة أجرتها وزارة الصحة و"هوفمان لاروش" أنّ 67% من النساء اللبنانيات لم يخضعن قط للصورة الشعاعية للثدي، وهو فحص ينصح الأطباء النساء بإجرائه سنوياً ابتداءً من سن الأربعين للكشف المبكر لسرطان الثدي المحتمل في وقت يكون العلاج لا يزال ممكناً.
وقد أتى هذا الرقم المفاجئ نتيجة إحصاء أجري في كانون الثاني 2005، إثر حملة التوعية ضد سرطان الثدي لعام 2004، وقد شمل 1200 امرأة يبلغ متوسط أعمارهن 45 سنة، من ضواحي زحلة، عكار، البترون، الشوف، صور وبيروت الإداريّة.

من أصل الـ33% من النساء اللواتي سبق وخضعن للصورة الشعاعية للثدي،  18.2% منهن قد أجرين أول فحص من هذا النوع خلال الأشهر الإثني عشر التي سبقت الإحصاء.
وتجدر الإشارة أن هذا الرقم كان 14.8 وهي النسبة التي سجلها الإحصاء الذي أجري بعد حملة التوعية ضد سرطان الثدي للعام 2003. كما صرّح أقل من 10% من النساء أنهنّ خضعن للصورة الشعاعية للثدي للمرة الأولى بُعيد حملة عام 2002 التي أطلقت رسالة "الكشف المبكر ينقذ حياتك" والتي باتت الآن عبارة مألوفة.
كما يظهر هذا الرقم، وفق تصريح أدلت به اللجنة المنظمة في وزارة الصحة "أن حملات التوعية ضد سرطان الثدي التي تمّ تنظيمها خلال السنوات الثلاث الماضية في لبنان قد دفعت عدداً متزايداً من النساء لإجراء فحص كشف سرطان الثدي المبكر، الذي قد يؤدي إلى إنقاذ حياتهن".
ويقول الدكتور سليم أديب، مستشار الحملة الذي أشرف على الإحصاء: "حتى التقدم البسيط يعتبر أمراً إيجابياً، فهذا دليل على أن الرسالة تحقق، ولو ببطء، الغاية المنشودة وتخرق جدار الصمت الذي يحيط بمشاكل مرض السرطان".
أضاف السيد عمار لطفي، مدير "روش" في لبنان: "من دون شك إن الواقع الذي أظهر أن عدداً كبيراً من النساء في البلد لم يخضعن قط للصورة الشعاعية للثدي، يؤكد بكل وضوح أننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من التوعية للتشديد على أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي في تجنّب تفشّي المرض قبل أن يبلغ مراحل مميتة".

 

الأسباب وعوامل الخطر
- السمنة الزائدة.
- العمر المتقدم.
- الحمل في سن متأخرة (بعد عمر الثلاثين).
- عدم انجاب الأولاد.
- التدخين.
- عوامل وراثية (لدى اقل من 10% من الحالات).

 

متى نستشير الطبيب الاختصاصي
من خلال الفحص الشخصي في المنزل وفق تعليمات وارشادات الطبيب المختص، قد تظهر بعض التغيرات أو العوارض التي تستدعي استشارة الاختصاصي وهي كالآتي:
- ظهور أي تورم في الثدي.
- ظهور أي تغييرات أو انكماش في جلد الثدي.
- ظهور أي تغييرات أو انكماش في الحلمة.
- ظهور أي إفرازات في الثدي (غير الحليب أو خلال الرضاعة).
- ظهور أي تغييرات في شكل الثدي لا سيما في ثخانته أو لونه.
- ظهور أي تورّم في الإبط.

 

بعض الوقائع والأرقام

- من بين كل 10 نساء، تصاب امرأة واحدة بسرطان الثدي خلال حياتها.
- كل امرأة تجاوزت سن الأربعين تنصح بإجراء الصورة الشعاعية للثدي.
- ثلاثة أرباع النساء اللبنانيات اللواتي تجاوزن سن الأربعين لم يخضعن قط للصورة الشعاعية للثدي.
- تم كشف حوالى 6000 إصابة سرطان جديدة في لبنان عام 2003.
- يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى في لبنان بين الأمراض السرطانية الأخرى إذ يشكل 1/3 من الحالات بين النساء و15% من مجمل الحالات.
- تم الكشف عن ألف إصابة جديدة بسرطان الثدي في لبنان هذه السنة.
- حوالى 50% من حالات سرطان الثدي في لبنان تصيب النساء تحت سن الخمسين.
- كل سنة يتم تشخيص سرطان الثدي لدى 1.2 مليون امرأة حول العالم، 700 ألف منهن يلقين حتفهن بسبب الكشف المتأخر.
- تنجو 90% تقريباً من النساء اللواتي يتمّ تشخيص سرطان الثدي لديهنّ خلال المراحل المبكرة.