إحتفالات

بلدية عمشيت احتفلت بمئوية المدرسة الوطنية
إعداد: ليال صقر

كلمات حيّت جهود المؤسس وعطاءات المؤسسة

برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ممثلاً بالوزير يوسف تقلا، احتفلت بلدية عمشيت بالذكرى المئوية لتأسيس المدرسة الوطنية في عمشيت (1908 - 2008)، على يد الأستاذ أديب لحود المؤرّخ والشاعر والأديب والمسرحي.

 

أقيم الإحتفال في قاعة مدرسة الأخوة المريميين في البلدة، وحضره النواب وليد الخوري، وشامل موظايا، وعباس هاشم، والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية النائب السابق ناظم الخوري، والنائب السابق العميد المتقاعد ميشال الخوري، وأمين عام وزارة الخارجية السفير وليم حبيب، والمحافظ القاضي أنطوان سليمان، وراعي أبرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي. كما حضر العقيد جوزيف شاهين ممثلاً العماد قائد الجيش، ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية والإغترابية السفير بهجت لحود، ورئيس بلدية عمشيت الدكتور أنطوان عيسى، ورئيس رابطة المختارين غطاس سليمان وحشد من الهيئات الدبلوماسية والقضائية والإجتماعية والثقافية من مديري المدارس الرسمية والخاصة ومدعوين...

 

قدّم الحفل الأستاذ ألبير يوسف روحانا عضو مجلس بلدية عمشيت، وألقى الوزير يوسف تقلا كلمة تناول فيها مغامرة الأديب لحود بإطلاقه المدرسة من بيته في عمشيت والتي ما لبثت أن ضربت الجهل بالمعرفة والعلم بالثقافة، ووصفها بأنها «إنطلاقة فيها من الإيمان والإدارة ما يذلّل المصاعب والعوائق، وفيها ما يستوقفنا اليوم بعد مئة عام على هذه الخطوة النبيلة للتحية والتقدير...».

 

وأضاف أن أديب لحود «رجل سخّر مساحات بيته وراحة عائلته وموارد رزقه خدمة «لمشروعه التربوي فيستحق أن يُذكر لعظمة إنجازه بكل إحترام وبكثير من الوفاء...». وختم أن الوطن اليوم  بحاجة الى أدباء كُثُر من طينة الأديب لحود، فتنبذ الطائفية البغيضة وتنتشر المعرفة في نطاق وطني شامل، وينهض لبنان ليرقى لأنه كما قيل فيه أكثر من بلد إنه رسالة...

 

وألقى رئيس بلدية عمشيت الدكتور أنطوان عيسى كلمة في المناسبة قال فيها إن عمشيت أعطت لبنان واحداً من خيرة أبنائها، اعتلى سدة الرئاسة وهو العماد ميشال سليمان، وشبّّه البلدة «بالسنبلة التي تعد كل حبة فيها بالطحين الوفير للأجيال»، أما المدرسة الوطنية فاعتبرها «بمثابة منارة جُبيلية ولبنانية، أضاءت على الإنسان كقيمة بحد ذاته من دون النظر الى مذهبه أو دينه أو إنتمائه أو لونه أو عائلته أو وضعه الإجتماعي والإقتصادي».

 

وأضاف أن المدرسة خرّجت العديد من رجالات الأدب والفكر والنُخب، وأعلن في ختام كلمته إطلاق إسم المدرسة الوطنية على الشارع الذي وجدت فيه، لمدة تزيد عن نصف قرن...

 

كلمة العائلة ألقاها الدكتور إيلي لحود، الذي تناول سيرة الأديب لحود وفكره الذي تمحور حول ولاءات ثلاثة هي: الولاء للوطن ولغة الضاد والإنسان المجرّد. وتوالت الكلمات التي حيّت المدرسة ومؤسسها وأساتذتها وكل من عمل فيها...

 

الدكتورة إلهام كلاّب البساط توقفت عند ميّزات المدرسة الوطنية وقيمتها خصوصاً في ما يتعلق بالإنتماء الوطني وأهمية التضامن وترسيخ مبدأ المساواة والتأكيد على دور المسيحية المشرقية في حفظ لغة الضاد وصياغة هويتها...

 

المخرج الأستاذ محمد كريّم سلّط الضوء على النشاط المسرحي في المدرسة الوطنية ليخلص الى أن ما كان يقدّمه المربي لحود لم يكن إحتفالاً ترفيهياً، بل كان منهجاً تعرض فيه مسرحيات تتوافر فيها كل شروط العرض الفني الإحترافي، وتقدم أكثر من مرة لتنمية الذائقة الفنية عند الطلاب وإغناء الثقافة الفنية عند الجمهور.

 

بدوره إستذكر الأستاذ طنوس الحلو (أحد قدامى طلاب المدرسة الوطنية) كلمة معلميه ورفاقه والممرّضين والقيّمين على المدرسة، مؤكداً أن الشعور بالغربة لم يكن له وجود داخل حَرَم المدرسة لأن التلميذ كان يتمتّع بحقوقه كافة أيّاً كانت طائفته وطبقته الإجتماعية، فالروح الوطنية كانت هي دستور المدرسة. وتساءل الأستاذ طنوس: «هل كثير على عمشيت أن تجمع للمرة الأولى في تاريخ هذا البلد جميع اللبنانيين وجميع أمم الأرض على اختيار مواطن عمشيتي لا يملك الإقطاعات ولا الأموال ولا البنوك ليكون رئيساً للجمهورية؟...».

 

ختاماً جرى عرض تاريخي مصوّر عن المدرسة الوطنية أعده أمين سر كلية الفنون في جامعة الروح القدس - الكسليك بول زغيب.