أخبار ونشاطات

تخريج الدورة السادسة والثلاثين لقائد كتيبة
إعداد: نينا عقل خليل

ممثل قائد الجيش: للمعرفة أبواب كثيرة ومفتاح واحد هو إرادتكم والتصميم

 

بعد خمسة أشهر من العمل الدؤوب والمثابرة والتحصيل العلمي، تخرّج ضباط دورة قائد كتيبة - الدفعة 36 ضمن حفل أقيم في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان ترأسه العميد الركن علي الحاج سليمان قائد الكلية ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، وحضره عدد كبير من ضباط القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة، الى الضباط المتخرّجين وضباط الكلية والضباط المدربين والأساتذة.
بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كانت تلاوة النتائج النهائية للدورة فتلاوة لائحة الشرف وتهنئة طليع الدورة الرائد جورج سعادة (من لواء المشاة التاسع - الكتيبة 95)، والذي نال تهنئة خطية من رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري.
وبعد تسليم الشهادات للضباط المتخرّجين جرى تبادل الدروع بين قائد الكلية وطليع الدورة، ثم ألقى العميد الركن علي الحاج سليمان كلمة للمناسبة:

 

أيها الضباط التلامذة
في يوم تخرّجكم الميمون، يوم الإعتراف بقدراتكم الفكرية على تولي مسؤولية القيادة للكتيبة، يغمرني شعور بالفخر أن أسلمكم شهادات الكفاءة بالنيابة عن العماد قائد الجيش، وشعور آخر بالفرح لاستقبال ضيوف أعزاء يشهدون المناسبة في ربوع هذا الصرح العلمي الكبير، فأهلاً وسهلاً بكم جميعاً.

 

أيها الضباط المتخرّجون
وأنتم في ربيع العمر تتخرّجون في الدورة السادسة والثلاثين لقائد كتيبة، أقول لكم «تعلّموا العلم صغاراً لتفهموه، كي تسودوا به كباراً وتتقنوه»، فبعد خمسة أشهر من العمل الدؤوب آن الأوان لتتسلّموا شهاداتكم رمز أهليتكم لقيادة كتيبة.
إنها حقاً وبالفعل ثمرة حان قطافها لجهد أنتم بذلتموه كان عماده الصبر والمثابرة والإرادة والتصميم. إنها حقاً وبالفعل قيمة معنوية لعلم أنتم طلبتموه، ومعرفة سهرتم الليالي لنيلها.
إنها حقاً وبالفعل جواز سفر لكم الى عالم المسؤولية المرتقبة وتأشيرة دخول الى مصنع القرار وصوغه، أياً يكن وأينما كان.
فهنيئاً لكم في موسم الجنى وإني على يقين أنكم سوف تفاخرون، وفخركم الأسمى يوم تشهدون أنها كانت متكأ لكم في صوابية التخطيط، ومرشداً للنجاح في التطبيق والدقة في التنفيذ، فاسعدوا بكل ما أنجزتم.

 

أيها الضباط المتخرّجون
تيقنوا أن مقياس الرجال عقولها، ومقياس العقول الأعمال، ومقياس الأعمال المعرفة، فمن المعرفة إبدأوا ولتكن منطلقاً لحياتكم وكل ما يدور في فلكها، واعلموا أنه مع ثورة التكنولوجيا والإتصالات، ومع تطوّر العلوم وتشعّبها باتت أبواب المعرفة أكثر من أن تُعد أو تُحصى، إلا أن مفتاحها يبقى واحداً، إنه إرادتكم والتصميم فأسرعوا في استخدامه قبل أن يتآكله الصدأ واعلموا أن لا مجال للمرء أن يحصل على المعرفة إلا بعد أن يتعلّم كيف يفكر.

 

أيها الضباط المتخرّجون
وأنتم تذهبون لتستأنفوا مسيرتكم في وحداتكم وقطعاتكم أدعوكم أن تقرنوا العلم بالعمل، من دون أن تنسوا أن قليلاً من العلم مع العمل به أنفع بكثير من العلم مع قلة العمل به، فلا تخجلوا بحجم أعمالكم وإن بلغت حدها الأدنى لأن العظمة لقوة العمل الصغير تسكن في المواظبة والمثابرة، وفي هذا المجال تذكّروا أن قطرة الماء السائلة تثقب الصخور الصلبة بالمداومة.

 

أيها الضباط المتخرّجون
صراعكم مع عدوكم يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم وجيلاً بعد جيل، لقد أصبح أكثر شمولية واتساعاً وأبعد من كونه عسكرياً فحسب، في صراعكم القادم مع العدو تسكن السياسة كما الإقتصاد، العلم كما الثقافة، التاريخ كما الجغرافيا، الإنسانيات كما الحضارات، فتزوّدوا ما شئتم عنه إذ بمعرفتكم لعدوكم يسهل عليكم الإنتصار كما يسهل عليكم تحرير الأرض والإنسان، وبمنعتكم وصلابتكم المقرونة بالإرادة والعمل والصمود والمجابهة تحفظون السيادة.

 

أيها الضباط المتخرّجون
وأنتم تصعدون الى القمة، أهنئكم اليوم بإسم العماد قائد الجيش على تخرّجكم الواعد أملاً بنجاحكم في تحمّل مسؤولياتكم القيادية المقبلة، وأقول لكم خيرٌ لكم أن تعانوا متاعب الصعود الى القمة من أن تعانوا من متاعب السقوط في الهاوية، واعلموا أن الوقوف على القمة أصعب من الوصول اليها، فحافظوا عل ما أنجزتم وانظروا دوماً الى الأعلى كي يعلو بكم الوطن ويسمو.