الواجب خلف الحدود

جنوب الليطاني أرض الأمم المتحدة لحفظ السلام UN

عسكريو اليونيفيل يتحدثون
أحببنا بحركم والجبل والناس الطيبين

علاقتنا بالجيش اللبناني ممتازة ومثمرة وأمنياتنا أن يعم السلام وطنكم الجميل

يؤدون واجبهم إنما خلف حدود بلدانهم. عسكريو اليونيفيل الذين وصلوا الى جنوب لبنان على متن القرار 1701، فاق عددهم الـ13 ألفاً. في الناقورة مركزهم الرئيس ومنه يتوزعون جنوب الليطاني بقطاعيه الشرقي والغربي. أمّا في البحر فثمة قوة بحرية هي الأولى من نوعها في تاريخ الأمم المتحدة. قوات الطوارئ الدولية المعزّزة أو اليونيفيل التي تعمل بموجب القرار 1701 هي غير ما كانت عليه اليونيفيل في ظل القرار 425، خصوصاً أن اليونيفيل تمارس مهامها حالياًَ في وجود الجيش اللبناني خلافاً للواقع في العقود الماضية. واليونيفيل المعزّزة، قوة حفظ سلام، تراقب، تفيد، وتؤازر الجيش اللبناني في تنفيذ مهمته إذ أن الإمرة هي للجيش اللبناني في حال وقوع أي حادث.
هذا في ما يتعلق بالناحية الأمنية، لكن هذه القوات تمارس أيضاً دوراً إنسانياً يتمثل في مشاريع التنمية والخدمات التي تساهم في تخطي الجنوبيين آثار عقود من الاحتلال  والحرمان وغياب الدولة. ومن خلال هذا الدور نفسه، تحاول اليونيفيل أيضاً إرساء علاقة إيجابية مع الجنوبيين وتعزيز عامل الثقة بينها وبينهم، فمن دون هذه الثقة لا يمكن للمهمة أن تنجح.
في هذا التحقيق تجوب «الجيش» جنوب الليطاني وتلتقي قائد اليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتزيانو وعدداً من كبار الضباط، الى عسكريين من مختلف الرتب ومن مختلف البلدان المشاركة، تواكب مهامهم، تسألهم عن تجربتهم ومشاعرهم وعلاقتهم بالجيش اللبناني وتعاطيهم مع المواطنين.
عسكريون من مشرق الأرض ومغربها يؤدون واجبهم في أرضنا بعيداً عن بيوتهم وعائلاتهم.
بعضهم يجد صعوبة في التكيف مع مناخ يعتبر قاسياً نسبة لمناخ بلدانهم، وبعضهم يمنعه حاجز اللغة من التواصل مع كثيرين.
بعضهم أدهشته بيروت وسحره بحرنا والجبل...
آخرون تزعجهم زحمة السير والبيروقراطية، وآخرون أحبوا هذا البلد الجميل وشعبه الودود ولا يخفون ألمهم من حجم معاناته.
وأيضاً بعضهم استشهد على أرضنا...
في النهاية كل منهم بطريقة ما شاركنا ويشاركنا فرح الحياة ووطأة المشقات في وطننا المثقل جراحاً وهموماً، والمتطلع الى غدٍ يستحقه.
الى هؤلاء جميعاً هذا الملف تحية تقدير لما يبذلونه من جهود من أجل وطننا وأهلنا.
إشارة الى أن جولتنا التي شملت تقريباً كل القوى المشاركة في اليونيفيل، بدأت بُعيد تعرّض دورية تابعة للقوة الإسبانية الى اعتداء إرهابي أدى الى استشهاد ستة عناصر في 24 حزيران 2007، وانتهت في اليوم الذي أعقب إنفجار الرميلة الذي أدى بدوره الى إصابة عسكريين إيرلنديين في كانون الثاني 2008.