وجوه

سنا نصر: لن أتخلّى عن اللوتو ولو أصبحت في التسعين
إعداد: باسكال معوض بو مارون

صباحها موجة تفاؤل في «هوا بيروت» ومساؤها وعود الربح الوفير

هي أشهر من أن تُعرّف، لكن إذا سألتها عن نفسها تقول: «أنا سنا بكل بساطة». سنا نصر، الشغوفة بعملها لا تتخيّل نفسها إلا في الإذاعة والتلفزيون، فبينها وبينهما حكاية نجاح، وجمهور يتابعها عبر الأثير صباحًا وينتظر أن تبشّره بالربح عبر الشاشة مساءً، «إذا مش التنين...الخميس». مجلّة «الجيش» تتعرّف إلى سنا نصر...


من البداية
تتحدّث عن بداياتها وذكرياتها من أعماق قلبها. تتوقّف قليلاًعند مرحلة الدراسة الجامعية التي قادتها إلى ميدان العمل. فهي درست الإعلام والصحافة في الجامعة اللبنانية - الأميركية ثم تحوّلت إلى علوم السينما لتنال شهادة الماستر، وحاليًا تحضّر دكتوراه، وتمارس التعليم في جامعتين حيث تدرّس مادتي الإعلام وفن التواصل.
مسيرتها المهنية بدأت في تلفزيون لبنان حيث تدرّبت خلال دراستها الجامعية، فقد قدّمت عدة برامج فنية واجتماعية. بعدها انتقلت إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال لتقدّم سحب اللوتو اللبناني. خفّة دمها وعفويتها جذبتا المشاهدين، فحتى أولئك الذين لا يشاركون في «لعب اللوتو»، ينتظرون إطلالتها الجميلة.

 

«هوا بيروت»
وبموازاة ذلك، اتجهت إلى الإذاعة وانطلقت من «راديو سترايك» قبل أن تقدّم برنامج «هوا بيروت» الصباحي الذي يعدّه شربل سعادة، على أثير «ميلودي إف إم»؛ وهو البرنامج الذي يستمرّ حاليًا عبر إذاعة «فايم إف إم.» يستقطب البرنامج بفقراته المنوّعة جمهورًا واسعًا، وينتظره محبّوها من يوم إلى يوم. فهي تبث في الصباحات جرعات تفاؤل وفرح يتعطّش إليها المستمعون في بلد تطغى عليه أجواء التشاؤم والقلق.
تشدّد سنا نصر على تمسّكها بجرعة التفاؤل التي ترفد بها مستمعيها كل يوم، مؤكدة أنها لا تستبدل هذا البرنامج الصباحي بأي ثمن أو لأي سبب؛ لقد أصبح هويتها الحقيقية منذ 7 سنوات. فمن خلاله تتفاعل مع الناس، تعبّر عما يختلجها من مشاعر، وتترك لهم في المقابل حريّة التعبير «ليفضفضوا» ويفصحوا عن الهموم والمشاكل التي تنغّص حياتهم أو عن آرائهم ومواقفهم، في حوار صريح من دون أي تحفّظ أو تصنّع أو رياء. تقول: «أنا أعطي لكل إنسان حقّه في التعبير، برنامجي أصبح متنفّسًا للبنانيين، خصوصًا وأنني لا أغربل الاتّصالات التي ترِد يوميًا، بل أناقش كل شاردة وواردة أو حدث يشغل الرأي العام».

 

في كل بيت
عند سؤالها عن تجربة الربع ساعة في سحب اللوتو التي جعلت منها نجمة شهيرة، تعبّر عن مدى عشقها لهذه الإطلالة الأسبوعية التي قدّمتها للجمهور فأحبّها بعفويتها وبساطتها.
خلال مسيرتها مع اللوتو صودف أن دخلت المستشفى أحد أيام الإثنين لتلد إبنة، ثم فعلتها مرة ثانية وأيضًا في يوم إثنين لتلد ابنتها الصغيرة. لكنها في المرتين حرصت على تقديم سحب اللوتو يوم الخميس مباشرة على الهواء. وهنا تقول: لو أصبحت في التسعين من العمر لن أتخلّى عن المتعة التي يقدّمها لي هذا البرنامج، فقد فتح أمامي آفاقًا حققت من خلالها ذاتي ودخلت إلى كل بيت في لبنان.

 

بالنسبة لبكرا شو؟
طموح سنا نصر إكمال مسيرتها الإذاعية والتلفزيونية، وهي تتمنى الوصول إلى جمهور أكبر في برنامج تلفزيوني مسائي يفجّر طاقاتها ضمن مساحة من الحرّية تتيح لها التعبير عن ذاتها والتواصل الحقيقي مع الجمهور.
هل راودتك فكرة الهجرة من لبنان؟ عند هذا السؤال تنتفض سنا قائلة: أبدًا أبدًا... أنا أحب لبنان بجنون و«بموت فيه» كما هو. أنا إبنة هذا الوطن، أحب ضيعتي وعائلتي ومحيطي وهويتي اللبنانية عن قناعة وفخر. وعلى الرغم من وضع البلد غير المستقرّ، يبقى ملاذي الأول منذ أن فتحت عيني على هذه الدنيا. وما يميّز لبنان برأيي هو شعبه الكريم المعطاء والذكي...


ترفع سنا في برنامجها لواء الجيش اللبناني وتخصّه بلفتة يومية، داعية المستمعين الى التمسّك بأرضهم ووطنهم، واحترام جيشهم وتقدير تضحياته في سبيلهم. وتقول: الجيش يجب أن يكرّم كل يوم، وجميل أن نقول له مع كل إشراقة شمس: «نحن نحبّك كل يوم وليس فقط يوم عيدك لأنك تستحق منّا كل محبة ووفاء».