حديث القائد

طالباً الى العسكريين الاستمرار في التمسّك بروح المقاومة

العماد قهوجي: العدو يتنصّل من تنفيذ القرار 1701 ولا بد من استثمار مكامن قوة الشعب اللبناني


تناول قائد الجيش العماد جان قهوجي دور الجيش ومهماته خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة، موضحاً أن العسكريين مطالبون بالاستمرار في التمسّك بروح المقاومة في وجه كل من يحاول التطاول على أرض لبنان وسلامة شعبه.
العماد قهوجي أكد أن الجيش نجح في كسر شوكة الإرهاب في لبنان، وأنه يؤدي واجبه في حفظ الأمن بعيداً عن التبعية لأي شخص أو انتماء.
ففي حديث الى «الجيش» تناول العماد قهوجي مجمل القضايا المتعلقة بعمل المؤسسة العسكرية ودورها، ومنها قضية كشف شبكات التجسّس وتسليح الجيش وضبط المعابر الحدودية.
في ما يأتي نص الحديث.

 

حارس الحدود
• الجيش هو حارس الحدود، فكيف تنفّذون مهمتكم هذه في الجنوب لا سيما بوجود قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان؟
- في أول «أمر يوم» لي بعد تسلّمي مهماتي في قيادة الجيش، توجّّهت الى العسكريين طالباً منهم التصدّي بكل قوة للعدو الإسرائيلي والإرهاب والتمسّك بروح المقاومة في وجه كل مَن يحاول التطاول على أرض لبنان وسلامة شعبه. فالدفاع عن الوطن ضد إسرائيل عدوة لبنان يأتي في الدرجة الأولى، يليه الحفاظ على بقية الحدود.  وهذا ما قمنا، ونقوم به. ففي حرب غزة، كان الجيش في جهوزية تامة، وفي أثناء إجراء إسرائيل مناورتها الشهيرة «نقطة تحول 3» مطلع حزيران الماضي، كان الجيش بكامل الاستعداد للدفاع عن الوطن على الرغم من التفاوت الاستراتيجي بيننا والعدو. نحن مسؤولون عن تراب الجنوب ندافع عنه، نرويه بدمائنا، لكن لا أحد يستطيع أن يدفعنا الى شيء لا نريده، من هنا تصدّينا لإطلاق الصواريخ المشبوهة المصدر والهدف من الجنوب. نحن من يختار المكان والزمان، ولا نسمح بأن يتم استدراجنا الى ظروف لا نرضى بها.
المنطقة الجنوبية تنعم اليوم بحالة استقرار مميّزة نتيجة حضور الجيش الفاعل، وجهود قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان، والتنسيق الكامل بينهما، والتزام لبنان مندرجات قرار مجلس الأمن القرار 1701، بينما في المقابل ما يزال العدو الإسرائيلي يتنصّل من تنفيذ هذا القرار عبر استمرار احتلاله مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، ومواصلة خروقاته الجوية والبرية والبحرية للأراضي اللبنانية، وإطلاق العنان لتهديداته بتدمير لبنان. في كل ذلك، يبقى الجيش اللبناني المدافع الأول عن لبنان بوجه إسرائيل والشعب اللبناني يقف الى جانبه من دون أي تردد.
كما قلت أيضاً في «أمر اليوم» الأول، لا بد من استثمار مكامن القوة لدى الشعب اللبناني.  وهنا لا بد من الإشارة الى الدور الفاعل للمقاومة اللبنانية، ونحن نتعاطى مع الوضع في الجنوب على أساس أنها موجودة. وقد استطاع الجيش الى جانب الشعب وهذه المقاومة مواجهة العدو الإسرائيلي في حرب تموز وإحباط مخططاته الإجرامية. وسيفاجأ جيش إسرائيل مرة ثانية في حال قيامه بأي عدوان علينا بإرادة المقاومة لدى اللبنانيين من دون استثناء.
يقودنا هذا الكلام الى الإستراتيجية الدفاعية التي هي موضوع طاولة الحوار بين الفرقاء اللبنانيين، والتي دعا اليها فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان. قناعتي تقول إن ما من شيء إسمه إستراتيجية دفاعية، وإنما هناك سياسة الدولة الدفاعية، أي أن الدولة هي التي تقول إن كانت تريد منا أن نهاجم إسرائيل، أم أن نعتمد سياسة دفاعية، وبعد تحديد الدولة المسار الذي تريده يتم رسم الإستراتيجية الدفاعية.
 

• كيف يتولى الجيش ضبط الحدود البرية، خصوصاً الشمالية؟
- التعاون قائم مع الجيش السوري بغية وضع حدّ نهائي لأعمال التهريب وتسلّل الأفراد على جانبي الحدود، وقد باتت قدرات الجيش في هذا المجال أكثر فعالية بعد تشكيل فوجي الحدود البرية، ومدّهما بتجهيزات ومعدات متطوّرة. ومؤخراً تمّ استحداث المركز الحدودي في العبودية مباشرة على النهر الفاصل بين البلدين، وبدأت الأجهزة الأمنية بالانتقال الى مراكزها الجديدة. وكذلك تمّ استئناف العبور من جسر قمار في منطقة البقيعة في وادي خالد بعد فترة طويلة على إقفاله، وهذا هو المعبر الحدودي الثالث على الحدود الشمالية مع سوريا، الى جانب معبري العبودية والعريضة.

 

الجيش نجح في كسر شوكة الإرهاب
• منذ حرب مخيم نهر البارد والجيش يشنّ حرباً بلا هوادة على الإرهاب بكل أشكاله، فأي مدى بلغته اليوم؟

 

تضحيات العسكريين يجب أن تقابل بتأمين حاجتهم من السلاح والعتاد
- وصلتُ الى قيادة الجيش بعدما باتت حرب نهر البارد وحرب تموز 2006 وراءنا، ومن بين الأمور التي أخذتها على نفسي لينفّذها الجيش، موضوع الإرهاب. بعد تسلّمي قيادة الجيش بعدة أيام، حدث انفجار في البحصاص في طرابلس أودى بحياة أربعة عسكريين وقد نفّذه من يسمّون أنفسهم «فتح الإسلام» وهم تتمّة لأولئك الذين قاتلوا الجيش في مخيم نهر البارد. وإثر تفقّدي مكان الإنفجار، وعيادتي الجرحى، توجّّهت الى العسكريين المنتشرين في المنطقة مؤكداً أن الإرهاب مهما تمادى في غدره وإجرامه، لن يستطيع إخضاع الشعب اللبناني ولا إرباك المؤسسة العسكرية أو النيل من عزيمتها، بل ان هذه المؤسسة ستزداد قوة ومناعة وتماسكاً وإصراراً على إكمال دورها الدفاعي والأمني والحفاظ على رسالة لبنان مهما بلغت الصعوبات والتضحيات. وشدّدت يومذاك على أن الجيش سيبذل كل طاقاته وجهوده لكشف هوية الجناة وتقديمهم الى العدالة. ومنذ ذلك اليوم ضبطنا الكثيرين منهم وتمّت ملاحقتهم، كما تمّ كشف الذين تسبّبوا بالانفجار السابق في ساحة التل في طرابلس أيضاً وقبضنا على 85٪ من الذين شاركوا في هذه الانفجارات. كما تمكنّا مؤخراً من توقيف أفراد شبكة كانت تخطط لتنفيذ عمليات إجرامية ضد الجيش والقوات الدولية المؤقتة في لبنان.
وهكذا لوحق الإرهاب في لبنان، وأستطيع التأكيد أننا نجحنا في كسر شوكته، وفي كشف المتعاملين معه. وتمكّنا كذلك من تفكيك شبكة كانت تهدف الى العمل على نسف الاستقرار في لبنان وسوريا والعراق امتداداً الى الخليج، وألقينا القبض على أشخاص غاية في الأهمية، ما أدى الى تفكيك إحدى شبكات تنظيم القاعدة.

ولا أخفي حقيقة أن محاربة الإرهاب تجري بالتعاون مع الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين وبعض الدول العربية، لأن الإرهاب غير مرتبط بلبنان وحسب بل بالمنطقة بأسرها والعالم كله.

 

لا ملاذ للإرهاب في لبنان

أمن الداخل
• ننتقل الى أمن الداخل، وهو كما يلاحظ اللبنانيون، أمر قد يكون بأكمله واقعاً على كاهل المؤسسة العسكرية، فما هو دور الجيش في هذا الأمر، وما هي إنجازاته؟
- من الطبيعي أن يساهم الجيش في حفظ الأمن في ظل الأوضاع الراهنة، وهو يقوم بهذا الدور بموجب تكليف من مجلس الوزراء. وفي المرحلة الراهنة تحديداً، تنعكس حدّة الخطاب السياسي وما يرافقها من تشنّج في المواقف، سلباً على اللبنانيين، فينقسمون بين مؤيّد ومعارض وتكفي شرارة لتؤجّج نزاعاً يدفع الطرفين الى النزول الى الشارع حيث يتصادمان بدءاً من التراشق بالاستفزازات والحجارة حتى استعمال السلاح. ولما كان القرار واضحاً بالنسبة إليّ بعدم السماح بحدوث ذلك، أعطيت الأوامر الحاسمة للقوى العسكرية بضبط الأمور وحلّها، ضمن مفهوم حفظ أمن المواطن، ومن غير الارتباط أو التبعية لأي شخص أو انتماء، بل سعياً الى وأد الفتن في مهدها وإنهاء النزاعات والمشاكل وبسط سيادة الدولة، الأمر الذي أعطانا الصدقية والقوة.
وأود في هذا السياق أن أشير الى أن أمن العاصمة بيروت، هو أولوية مطلقة لدى الجيش، فهذه المدينة هي قلب الوطن ونقطة تلاقي اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والسياسية والمناطقية، وتحتضن المؤسسات الرئيسة التي تمثّل أحد أهم ركائز الدولة والوطن.
وهنا أورد مثالاً صارخاً هو ما جرى في منطقة بعلبك حيث واجهتنا مشكلة سرقة السيارات. فتمّ تنفيذ مهمة كبيرة بعد غياب امتدّ لسنوات، وألقينا القبض على أهم الضالعين في تجارة المخدرات وسرقة السيارات. وكان الإنجاز كبيراً، بيد أن هؤلاء المطاردين الخارجين على القانون، أقاموا للجيش كميناً غادراً سقط بنتيجته أربعة شهداء.
عقب ذلك، جهّزنا حملة ثانية لتعقّب هؤلاء القتلة، وأكمل الجيش دخوله الى المناطق التي لم يدخلها سابقاً، مثل منطقة الطفيل التي يصعب الوصول اليها، فاستخدم الطوافات ودخلها مع عدد من رجال المغاوير، مما عكس على منطقة البقاع جواً من الثقة والطمأنينة. وهنا لا بد لي من أن أنوّه بأهلنا في البقاع الذين التفوا حول الجيش وحيّوا إنجازاته، وأن أؤكد أن البقاع لن يكون ممراً سهلاً أو خاصرة رخوة في جسم الوطن.
ويبقى الكلام في أمن الداخل، لننتقل الى الانتخابات النيابية التي جرت مؤخراً. فبعد كل الذي أعددناه، استطاع الجيش ومن خلال عشرات الآلاف من العسكريين الذين انتشروا على كامل الأراضي اللبنانية، أن يضمن إجراء الإنتخابات في يوم واحد من دون أن يرتب ذلك على الدولة أي كلفة مقابل أمن لم يعكر صفوه أي عائق، إذا ما استثنينا بعض الأحداث الطفيفة التي عولجت في حينها. وكنت دعوت العسكريين الى المحافظة على أجواء الديمقراطية والحرية والنزاهة والبقاء على الحياد التام. وقد أجمع المهتمون عند نهاية الإنتخابات على تقدير الجهود الإستثنائية التي بذلتها المؤسسة العسكرية لتوفير المظلة الأمنية وسط العواصف السياسية. ووجّهت بدوري تهانيّ الى العسكريين منوّهاً بنجاحهم في المهمة التي أوكلت اليهم.

 

• الى أين وصلت قضية اعتقال قتلة العسكريين الأربعة في البقاع؟
- كما بات معلوماً نفّذ الجيش، بعد عملية الإعتداء عليه في منطقة البقاع واستشهاد أربعة من عسكرييه وجرح ضابط، حملة تفتيش ودهم واسعة النطاق في منطقة البقاع الشمالي، ونفّذ انتشاراً واسعاً في جرود السلسلتين الشرقية والغربية وصولاً الى الحدود اللبنانية - السورية بمؤازرة طوافات عسكرية. واستطاع أن يقبض على شخصين من الذين ساعدوا في الكمين، فيما تمكّن القتلة من الهرب عبر الحدود السورية نحو تركيا حيث اكتشف الأتراك جوازات سفرهم المزوّرة فأعادوهم الى سوريا ليلقي الجيش السوري القبض على أحدهم ويستمر آخران طليقين. ولقد قطع لي العماد علي حبيب، رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري آنذاك، ووزير الدفاع الحالي، عهداً بتسليمنا هذا الموقوف لديهم لمحاكمته.

 

شبكات التجسّس
• ضجّت وسائل الإعلام، مؤخراً كما تناقلت ألسنة العامة، خبر اكتشاف شبكات تجسّس من قبل فرع المعلومات ومديرية المخابرات حتى بدا وكأن في الأمر تنافساً وتسابقاً، فما هي حقيقة الأشياء، ومدى التعاون بين الجهازين المعنيين؟
- بادئ ذي بدء لا بد من إيضاح بعض المسلّمات. أولاً إن الجيش، يُعرف أو يُطلق عليه إسم «الصامت الأكبر»، وبالتالي ليس هو من يسرّب المعلومات عن شبكات التجسّس ومجرى التحقيقات، وهكذا، فإن معظم ما ينشر في وسائل الإعلام أو تتناقله الألسن عن موقوفي التجسّس لدى مديرية المخابرات هو محض افتراضات واستنتاجات إعلامية لا علاقة لنا بها.
ثانياً: إن الجيش، ومنذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، أنشأ بهدف مكافحة التجسّس جهازاً خاصاً عُرف باسم فرع مكافحة التجسّس، واختصاراً فرع المكافحة، وكانت مهمته وما تزال اكتشاف شبكات التجسّس ومحاربة محاولات العدو المستمرة الإطلاع على الأمور الحسّاسة الخاصة بالدولة اللبنانية وذلك عبر مؤسستها العسكرية. أما فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي فهو حديث النشأة في ميدان مكافحة التجسّس.
ثالثاً: إن سقوط عناصر في فخاخ العمالة أمر قد يحدث في الجيوش كلها تقريباً، مع أن ذلك أمر غير طبيعي وصعب، فالخيانة «أوسخ» تهمة، وأنا أؤكد جازماً أن جيشنا محصّن، ويمثّل سدّاً منيعاً في وجه أي اختراق. ففي عقيدته العدو هو إسرائيل التي اعتدت على جيشنا وشعبنا بكل وحشية حتى بات، منذ قيامها الى اليوم، أثرها في كل بيت لبناني، ففي هذا شهيد وأكثر، وفي ذلك خراب وتدمير، وفي ذلك زوال. وكم بيتاً في لبنان لم يخرج من رحمه جندي؟
وفي هذا السياق، أشدّد على أنّ الضابطين الموقوفين واللذين سلّما الى قاضي التحقيق لا يمثّلان غير شخصيتيهما، لا المؤسسة العسكرية ولا عائلتيهما.
من ناحية ثانية، أشدّد على حقيقة أن لا تعارض البتة بين عمل مديرية المخابرات وفرع المعلومات. وهنا ألفت الى أن فرع المعلومات ربما طرق هذا الباب حديثاً، فيما الأمر استمرار عندنا منذ بدايات مديرية المخابرات مع ولادة الجيش اللبناني الحديث. ولكن الأهم بالنسبة إليّ هو أن العلاقة مع فرع المعلومات جيدة جداً، والتعاون والتنسيق معه قائمان في مجال كشف شبكات جديدة، بشكل متواصل، ومن الطبيعي أن يحاول كل فريق تحقيق إنجازات، ولكن ذلك يبقى في خانة التنافس الإيجابي. ونحن في الجيش لا مشكلة لنا مع كل عمل يؤدي خدمة للبنان بغض النظر عن الجهة المنفّذة. ولكنني مع اعتماد السرية في هذه القضايا لمصلحة لبنان.
وأختم لأقول إن المؤسسة العسكرية، وإلى جانبها المؤسسات الأمنية الأخرى، لن تغمض لها عين حتى اجتثاث جرثومة الخيانة التي يحاول العدو زرعها في بيئتنا، وستواصل العمل بدأب واجتهاد على تفكيك ما تبقّى من الشبكات العميلة أينما وجدت في المجتمع اللبناني. وهنا أدعو العسكريين الى الوعي فالعدو يحاول اختراقنا لأنه يعتبرنا خطراً على وجوده وكيانه، وقد سها عن باله أن في الجيش من الثوابت الوطنية والمناعة ما يبقيه على الدوام عصيّاً على الاختراق.

 

تسلّح الجيش
• ماذا عن تسلّح الجيش للقيام بكل هذه المهام الملقاة على عاتقه؟
- كما تلاحظون، ومن خلال حديثي، إن الجيش يضطلع بمهماته الأصلية وهي حماية الحدود، والدفاع عن الوطن، ومواجهة العدو الإسرائيلي، ويضاف اليها ضبط الأمن في الداخل بحيث أن قوى الجيش هي المبادرة والمسارعة الى فكّ الإشتباكات بين اللبنانيين، وتفريق التظاهرات، وقمع المخالفات وغيرها، علاوة على إهماد الحرائق إن جواً بواسطة الطوافات وإن براً على يد عناصر الجيش، وهذه المهمات كلها تتطلّب سلاحاً وعتاداً. إن الدولة اللبنانية لم تصرف قرشاً على تسليحنا، والميزانية المخصّصة لا تكاد تكفينا للمأكل والمشرب والرواتب وبعض الصيانة. لذا كان لا بد من توفير السلاح من أي جهة إنما من دون الخضوع لأي قيد أو شرط، أي لا يحق للجهة المانحة أن تشترط عليّ كيف وأين أستعمل السلاح وإلا أرفض هذه المساعدة، وهذا ما قلته لكل المانحين.
أما برنامج المساعدات الأميركية للجيش فينفّذ بحذافيره. وقد وصلتنا دبابات تشكّل جزءاً من صفقة كبرى، وهي المرة الأولى التي نتلقى سلاحاً على درجة عالية من الحداثة وإن لم يكن قد صنع حديثاً، وإنما زوّدت الدبابات أجهزة مضافة وضعتها في مصاف المدرعات الحديثة، وما تزال جيوش العالم تستخدمها الى اليوم. كما وصلتنا طائرة على درجة من الأهمية. وهنا أشدّد على أن واشنطن ملتزمة حرفياً البروتوكول الموقّع بيننا، لا سيما أنها الطرف الوحيد الذي يقدّم إلينا السلاح والعتاد الثقيل. ويهمني أن ألفت الى أن للأميركيين ارتباطات خارجية أخرى، ولبنان ليس الوحيد على أجندتهم، وإسرائيل تدخل نفسها على الخط. وهكذا تبرز صعوبات تمنعنا أحياناً من الحصول على بعض الأمور. ولكنني متأكد من أن الإدارة الأميركية ترغب في مساعدتنا وتسليحنا، وقد شعرت خلال اتصالاتي بقائد القوات المركزية الأميركية الجنرال ديڤيد بترايوس بأن لدى واشنطن كامل النية والإرادة لمساعدة الجيش اللبناني، وإنما تبقى ثمة آلية معيّنة يجب اتباعها.

 

كلمة للبنانيين في الخارج
• خلال الزيارات التي تقومون بها الى دول خارجية، بماذا تتوجّهون الى المغتربين بشكل عام والشباب منهم بشكل خاص؟
- في زياراتي القليلة والقصيرة نسبياً التي قمت بها حتى الآن الى دول عربية وغربية معدودة، كان قلبي يعمر بالفرح عندما تتناهى الى مسامعي إشادات بالدور الكبير الذي يضطلع به لبنانيّو الإنتشار في خدمة الدول المضيفة والتفاني في سبيلها. وفي المرات التي التقيت بها، في مناسبات عامة، جالية لبنانية توجّهت الى أبنائها أدعوهم الى حب الدولة التي تحتضنهم، أولاً لأنها أحبتهم فاستقبلتهم، وثانياً لأن «لحم أكتفاهم من خيراتها». وأخاطب الشباب منهم فأتوجّه الى من أدّى منهم خدمة العلم فأدعوهم الى أن يكونوا مثال الشرف والتضحية والوفاء في دول انتشارهم، فيعطون الصورة الناصعة عن مناقبية جيش احتضنهم سنة، ويستمرون في خدمة لبنان في كل قطرة عرق تلمع على جباههم العالية في ديار الإغتراب. أما مَن لم يكن له شرف خدمة العلم فيتشرّف بتأديتها من خلال خدمة الدولة المقيم فيها بكل ضمير وأمانة، فيكون بذلك خير رسول لأجمل وطن.

 

إنّ الساقطين في فخاخ العمالة لا يمثلون إلّا أنفسهم

الخطاب السياسي
• ماذا تطلب من الدولة اللبنانية ومن السياسيين؟

- أنا لا أطلب، أنا أتمنى، لذا أتوجّّه الى السياسيين، ومساعدةً للجيش على تنفيذ مهماته لا سيما الداخلية منها في حفظ الأمن والاستقرار، بأن يخفّفوا حدة الخطاب السياسي، فترتاح قوات الجيش، ويتّسع المجال للإنصراف الى التدريب وإعادة التنظيم والتجهيز، وتعزيز القوى في الجنوب عند خط المواجهة مع إسرائيل.
كذلك، وتقديراً لجهود الجيش ووفاءً لخدماته في حماية المؤسسات الحكومية والوطنية، والدفاع عن الدستور وحفظ أمن الانتخابات، أدعو الدولة إلى أن تقوم بواجباتها تجاه الجيش فتزوّده السلاح وتوفي حقوقه.
• هل من كلمة أخيراً توجّهونها الى العسكريين؟
- أهنئ جنودي من الرتب كافة بما قدّموه إلى لبنان دولة وشعباً، وأدعوهم الى تعزيز وحدتهم التي هي أساس أدائهم وميزان نجاحهم، وضمانة الحفاظ على الوحدة الوطنية. وأدعوهم الى أن يُبقوا عيونهم شاخصة إلى الجنوب لاستعادة الأرض التي ما تزال قيد الإحتلال، وإلى الداخل لترسيخ الأمن والاستقرار، وتوفير المناخ لممارسة الديمقراطية والحريات العامة.
كما أدعوهم الى أن يقتنصوا الدقائق والثواني القليلة من راحتهم، ليعملوا على تثقيف أنفسهم فيتزوّدوا فكراً نيّراً ورأياً راجحاً.

 

وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر للعماد قهوجي
صدر في 3 تموز 2009 المرسوم الرقم 2484 الذي منح بموجبه قائد الجيش العماد جان قهوجي وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر.
في ما يلي نص المرسوم:
إن رئيس الجمهورية
بناءً على الدستور.
بناءً على المرسوم الإشتراعي الرقم 122 تاريخ 12/6/1959 (نظام الأوسمة) وتعديلاته.
بناءً على اقتراح رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الوطني، وبعد موافقة مجلس الأوسمة في جلسته المنعقدة بتاريخ 29/6/2009.
يرسم ما يأتي:
المادة الأولى: منح العماد جان قهوجي قائد الجيش وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر.
المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلّغ حيث تدعو الحاجة.