من ميادين الحياة

طب العمل أقرّه القانون فهل تحترم معاييره المؤسسات؟
إعداد: جان دارك أبي ياغي

يؤمّن بيئة ملائمة للعامل ويعزز الإنتاج
يُعتبر طب العمل من المواد الأساسية التي ينبغي على المؤسسات العامة والخاصة كافة إدماجها ضمن النشاط المهني، بهدف معرفة الحالة الصحية للعمال ومتابعتها منذ دخولهم المؤسسة وتأثيرها على الإنتاج، تفادياً للحوادث المهنية التي ينتج معظمها عن إهمال الوضع الصحي للعمال.
فما هو طب العمل؟ ما هي مهمات طبيب العمل؟ وما هي سبل الوقاية والسلامة في مكان العمل؟ أسئلة أجابت عنها الدكتورة كلود الحاج، الإختصاصية في الأمراض الداخلية وطب العمل، في هذه المقابلة لمجلة «الجيش».

 

تعريف
 

• كيف نعرّف طب العمل؟
- هو الطب الذي يهتم بالعامل، الأجير أو الموظف في مكان عمله ويشمل الناحية الصحية، العملية، الإنتاجية وخصوصاً الوقائية منها، إذاً هو طب وقائي بامتياز.
 

• من هو طبيب العمل؟
- هو الطبيب المتخصص بصحة العامل، الأجير أو الموظف لحظة توظيفه وفي بعض الأحيان بعد إحالته على التقاعد. وينص قانون العمل على أنه يجب على كل مؤسسة مؤلفة من 20 عاملاً، موظفاً وأجيراً أو أكثر، أن تؤمّن طبيب عمل يؤمّن ساعة كل شهر لمعاينة ليس أقل من 20 موظفاً.

 

الوقاية والسلامة
• ما هي طرق الوقاية والسلامة في مكان العمل استناداً الى قانون العمل اللبناني؟
- طرق الوقاية والسلامة في مكان العمل تعتمد على مسؤولية كل من: المؤسسات، طبيب العمل، وزارة الشؤون الإجتماعية، والأجير نفسه.
 

• مسؤولية المؤسسات:
- تأمين مرافق صحية كافية وملائمة.
- تأمين مياه الشرب.
- تأمين أمكنة كافية وملائمة لوضع ملابس الأجراء.
- تأمين الوسائل اللازمة لجلوس الأجراء الذين يعملون واقفين.
- تأمين الملابس الواقية.
- إعداد غرف للإستراحة.
- تأمين صندوق أو خزانة للمواد اللازمة للإسعاف الأولي.
- تأمين طبيب عمل خاص للمؤسسة.
- تنفيذ قرارات وزارة الشؤون الإجتماعية.
- تأمين الضمان الإجتماعي لكل الأجراء.
 

• مسؤولية طبيب العمل:
- معاينة الأجراء قبل انتسابهم الى المؤسسة للنظر في مقدرتهم على العمل وتحديد نوع العمل الذي يمكنهم القيام به.
- إجراء الفحوص الدورية لتحديد إمكانات الأجراء الجسدية والنفسية وخلوّهم من الأمراض الخطرة والمعدية.
- تقييم إعادة الذين أصيبوا من الأجراء بطوارئ مرَضية الى عملهم بعد الشفاء عندما تزيد مدة الغياب عن 10 أيام أو تغيير عملهم عند الحاجة.
- اتخاذ التدابير العامة للوقاية الصحية في أمكنة العمل وخصوصاً في ما يتعلق بتدابير السلامة والإنارة والتهوئة وتجديد الهواء والمياه الصالحة للشرب والمراحيض وإخراج الغبار والدخان ومنامة الأجراء.
- القيام بالعناية الطبية الأولية اللازمة قبل توجيه الأجير الى الطبيب الإختصاصي.
- التدقيق في صحة تقارير الإجازات المرَضية المقدّمة من الأجير.
- يقوم طبيب العمل بدور المستشار الفني للإدارة لكل ما يتعلق بصحة الأجراء وذلك من خلال:
• ملاحظة الوقاية العامة في أمكنة العمل وخصوصاً النظافة والتدفئة والتنوير والمغاسل ومياه الشرب.
• العمل على تخفيف مضار الغبار والدخان والخطر وحوادث العمل والأمراض المهنية والوقاية منها، ودرس العوامل النفسية والمادية المحيطة بجو العمل وتحليلها.
• المساهمة في تحسين شروط العمل بما يتناسب والمقدرة الفيزيولوجية البشرية.
- الإطلاع على أي تغيير في الطرق الفنية للإنتاج لمعرفة نسبة ملاءمة هذه الطرق للحالة الصحية، بالإضافة الى إطلاعه على نوع المواد المستعملة وطرق الإنتاج الصناعي لتخفيف أو تلافي أية أمراض و/أو طوارئ مهنية.
- الإعلان الإجباري عن كل الأمراض المهنية بعد التحقّق منها.
 

• مسؤولية وزارة الشؤون الإجتماعية التي تتولى تنفيذها المؤسسات:
- على رب العمل وضع سياج محكم حول كل ماكينة أو قسم متحرك.
- تغطية كل وعاء مثبت أو حفرة تعلو عن المتر الواحد عن الأرض بسياج محكم.
- تأمين مصاعد متينة مع صيانة دائمة.
- وضع درابزين على كل سلم أو درج.
- تأمين صمامات مسدودة لتفادي انتشار البخار أو الدخان أو الغبار خصوصاً عند استعمال بعض المواد الضارة.
- تحديد التدابير الواجب اتخاذها لتأمين الهرب على أثر حريق والتدابير الواجب اتخاذها لتجنّب وقوع الحريق.
- حظر المشروبات الكحولية كافة.
- اتخاذ التدابير العامة للحماية والوقاية الصحية، لا سيما في ما يتعلق بتدابير السلامة والإنارة والتهوئة وتجديد الهواء والمياه الصالحة للشرب والمراحيض وإخراج الغبار والدخان ومنامة الأجراء والإحتياطات المتخذة ضد الحرائق.
 

• مسؤولية الأجراء:
- الإهتمام بسلامتهم الخاصة وبسلامة زملائهم في العمل.
- اتباع التعليمات المطلوبة للحفاظ على السلامة في العمل.
- استعمال الأدوات الخاصة بالوقاية حسب موقع العمل (قفازات، نظارات واقية للعيون، واقيات للأذنين...).
- إعلام المسؤولين المباشرين عن أي خلل أو سبب قد يعرّض سلامة الأجراء للخطر.
- الإعلان الإجباري عن أي حادث عمل.

 

تطبيق القانون
• هل ينطبق هذا القانون على الأشخاص المعوقين؟
- للمعوق كما لسائر أفراد المجتمع الحق في العمل وفي التوظيف، بحيث لا تشكّل الإعاقة بحد ذاتها حائلاً دون الترشيح لأي عمل أو وظيفة. وقد نصّ قانون العمل على أن تخصص وظائف في القطاعين العام والخاص للأشخاص المعوّقين بنسبة 3٪ على الأقل من العدد الإجمالي للفئات والوظائف جميعها. كما لا يجوز صرف أي موظف بسبب إصابته بإعاقة ما لم تكن هذه الإعاقة تحول دون قيامه بالوظيفة الموكلة اليه.

 

• ما هي طرق الوقاية والسلامة في مكان العمل لذوي الحاجات الخاصة وخصوصاً الأصم؟
- بالنسبة الى ذوي الحاجات الخاصة، يجب النظر في عدة مجالات أبرزها:
• خدمات الحالات الطارئة.
• التعرّض الى المخاطر الفيزيائية أو الكيميائية.
• الآلات المحذرة واللامحذرة والإنذارات.
• المعاملة السيئة.
• توعية الموظفين عن كيفية التعامل مع المعوقين.
أما بالنسبة الى الأصم، فلا بد من مراعاة أن ثمة من يسمعون قليلاً ولكن ليس في جو من الضجيج، لذلك لا بد من توفير البيئة الملائمة لهم. كذلك لا بد من أخذ حالة المصاب بالصمم في عين الإعتبار في ما خص متابعة المحاضرات وتلقي الإتصالات الهاتفية. وايضاً في ما يخص الآلات المحذرة في عدة أماكن (المنزل - المدرسة - العمل...) مثلاً عند رنين جرس الباب، عند رنين الهاتف، أو عند إنطلاق صفارة الإنذار (حريق...)، بالإمكان تحويل هذه الأصوات، الى ضوء متقطع، صوت حاد وقوي جداً (بوق)، آلة رجراجة، أو الى مروحة.
الحالات الطارئة في مكان العمل يجب استدراكها من خلال تحضير برنامج كيفية التصرف عند حدوث أي طارئ وتوزيعه على جميع الأجراء وخصوصاً المعوقين والصم. ويمكن اعتماد إنذار صوتي عالٍ في الحالات الطارئة للأجراء عامة، بالإضافة الى إنذار ضوئي واضح أو حتى إنذار لمسي أو حسي أو حتى كلاب متخصصة لإنذار الصم أو الإنذار بواسطة زميل ملتزم إنذار الأصم أو الإنذار المحوّل الى جهاز الكمبيوتر.
وتوضح الدكتورة الحاج التدابير التي يجب اعتمادها في ساحات العمل:
- وضع إرشادات أو حدود بواسطة الأشرطة في مكان مرور الشاحنات.
- وضع أبواب خاصة موصدة لفصل الزحمة في العمل.
- إجبار الشاحنات على التوقف عند كل تقاطع طرق.
- وضع إنذار ضوئي ينطلق عند اقتراب الشاحنات (مع تحديد اتجاه الشاحنة).
- وضع مرآة عند التقاطعات.
وتضيف الى ذلك وجوب تنظيم محاضرات وقائية لتعليم الأصم، وأخرى للزملاء حول كيفية التعامل معه، والمبادئ الأساسية في هذا المجال هي:
• التكلم بوضوح من دون رفع نبرة الصوت.
• التكلم مباشرة الى الأصم حتى بوجود المترجم الخاص.
• مواجهة الضوء عند التكلم الى الأصم.
• إطفاء ثم إعادة إضاءة غرفة الأصم لإعلامه بوصول أحدهم، والتعامل معه بالكتابة.