خيرات الطبيعة

غنى لبنان بالنباتات الطبية محور اهتمام ودراسات
إعداد: جان دارك أبي ياغي
تصوير: جاك واكيم

جولة ميدانية في أرز الشوف

 

نظّمت محمية أرز الشوف وجمعية «Lotus» جولة ميدانية في غابة أرز معاصر الشوف المعمّرة شارك فيها إختصاصيون قدِموا من عدة دول (المغرب، تونس، فرنسا ولبنان) بهدف التعرّف الى النباتات الطبية في المحمية وتبادل الخبرات والخروج بمعطيات علمية جديدة.

 

جولة في أرجاء الطبيعة
عند مدخل المحمية كان التجمّع. الكل احتاط لمسيرة في أرجاء الطبيعة استمرّت حوالى الساعتين.
عدة المشي كانت من مستلزمات الاحتياط: حقيبة ظهر، قبعة، مطرة ماء، دليل ميداني، آلة تصوير وعصا. توجيهات فريق عمل المحمية للمشاركين سبقت مداخلة الأستاذ نزار هاني (عضو لجنة المحمية) حول أهمية محمية أرز الشوف كونها «أكبر محمية طبيعية في لبنان، تمتد من ضهر البيدر شمالاً الى جبل نيحا جنوباً. تغطّيها غابات السنديان على منحدراتها الشمالية الشرقية، وغابات العرعر والسنديان على منحدراتها الجنوبية الشرقية.
ومن أبرز مفاتن هذه المحمية غابات الأرز الثلاث التي تحويها تحديداً معاصر الشوف، الباروك وعين زحلتا - بمهريه. وتشكّل غابات الأرز هذه ربع غابات (25٪) الأرز في لبنان، ويقدّر عمر بعض أشجاره ب200 سنة.
وقد أعلنت محمية أرز الشوف الطبيعية سنة 1996 بموجب قانون صادر عن مجلس النواب، والعام 2005 صنّفتها منظمة الأونيسكو محمية مدى حيوي (5٪ من مساحة لبنان)».
بعد هذا التعريف، انطلقت الرحلة الإستكشافية التي دامت حوالى الساعتين تعرّف خلالها المشاركون يرافقهم خبير الأعشاب الدكتور جورج طعمة على الغنى الطبيعي لغابات لبنان والى خصائص بعض النباتات الطبية التي صادفوها على الدرب، الى أن انتهى المشوار تحت أرزة «لامارتين» حيث كانت استراحة قبل متابعة المسير قبل أن نعود أدراجنا نحو قمّة الجبل للتمتّع بمنظر بانورامي للريف وبحيرة القرعون يمتد شرقاً حتى وادي البقاع وغرباً باتجاه البحر المتوسط.

 

محاضرات
إستراحة وغداء أعقبتهما محاضرات في المحمية لعدد من المشاركين في مؤتمر المعالجة بالنباتات الطبية الذي انعقد في نقابة الصيادلة بين 21 و25 حزيران المنصرم.  
من ضيوف المؤتمر الدكتور خليل توبة (دكتور في علم وكيمياء النباتات) الذي أعدّ دراسة عن النباتات اللبنانية استغرقت عشر سنوات، وكانت بالتعاون مع الجامعة اللبنانية والمجلس الوطني للبحوث العلمية وعدة جامعات فرنسية. توبة عرض في محاضرته أبرز محاور دراسته وما توصلت اليه، وهي شملت: النباتات اللبنانية الأصل، النباتات السّامة، النباتات العطرية والنباتات الطبية المستعملة تقليدياً في لبنان. واعتبر الدكتور توبة أن لبنان من أغنى بلدان العالم من حيث تعدّد النباتات فيه. فعلى مساحة ال10452كلم2 يوجد حوالى 2620 نوعاً من النباتات من بينها 289 صنفاً غير موجود إلا في لبنان، و42 صنفاً موجود بكثرة فيه، و14 صنفاً نادراً، و14 صنفاً في خطر، و16 صنفاً مهدّد بالإندثار. كما تمّ إحصاء 21 نوعاً من النباتات يستعمل طبياً، و47 نبتة سامة، و5 أنواع تستعمل تقليدياً في شراب الزهورات وهي معرّضة للإنقراض.

 

دراسة النباتات
بالنسبة الى النباتات العطرية والغنية «بروح الزيوت»، تفيد دراسة توبة أن في لبنان 129 نبتة عطرية، 102 منها برية والباقية مزروعة.
في ما يتعلق باستعمال اللبنانيين النباتات الطبية، عرض توبة نتائج بحثين ميدانيين وخلص الى أن:
- 83٪ من الناس يستعملون الزهورات.
- 47٪ يسمّون نبتتين سامتين وهذا جيّد.
- 7٪ من النباتات غير مدروسة علمياً.
- 12٪ من النباتات غير محبّذ استعمالها من المرأة الحامل.

 

استثمار النباتات
الدكتور جهاد نون (من الجامعة اللبنانية) حاضر حول «أهمية زراعة واستثمار النباتات الطبية اللبنانية»، بينما تناول الدكتور عبد السلام زهيري (من المغرب) موضوع «الزيوت الطيارة أو الزيوت العطرية».
يجدر بالإشارة أن جمعية «Lotus» تأسست العام 2010، وهي تضمّ مجموعة من الأطباء، الصيادلة، ناشطين بيئيين وأساتذة جامعيين.
وتهدف الجمعية الى تشجيع طب الأعشاب العلمي المستند على دراسات علمية، كما تهتم بكل ما له علاقة بالبيئة والتنوع البيولوجي وخلق حوار بين الإختصاصيين بما يسمى «الطب الطبيعي» (Médecine parallèle).
وتقول أمينة سرّ الجمعية الدكتورة سناء صاروط بأن ليست كل عشبة مفيدة، وثمة أعشاب قد تكون مضرّة أو قاتلة، والمهم هو التوعية الصحية والبيئية في كيفية التعاطي مع الأعشاب.