لفتة وفاء

قيادة الجيش تكرّم العسكريين ذوي الإحتياجات الخاصة بمناسبة الأول من آب
إعداد: روجينا خليل الشختورة

«إنّ الأوطان تحييها الدماء وتميتها الدموع»... «ما أنبل القلب الذي لا يمنعه الألم من أن ينشد أغنية مع القلوب الفرحة».
بكلمات الأديب والشاعر الكبير جبران خليل جبران، استهلّ رئيس نادي الرتباء المركزي في الفياضية العميد الركن بسام عيد كلمته، ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي في حفل تكريم ذوي الإحتياجات الخاصة من العسكريين، وذلك بمناسبة عيد الجيش في الأول من آب.

 

«الأوطان تحييها الدماء»
بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ثم ألقى العميد الركن عيد كلمة أمام حشد من العسكريين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين ذوي الإحتياجات الخاصة قال فيها:

 

«أيها الأخوة الأعزاء قال أديبنا وشاعرنا الكبير جبران: «إن الأوطان تحييها الدماء وتميتها الدموع»، وقال كذلك : «ما أنبل القلب الذي لا يمنعه الألم من أن ينشد أغنية مع القلوب الفرحة».
ففي القول الأول، تتجلّى عظمة شهدائنا الأبرار الذين سلكوا طريق الشهادة ليبقى لنا وطن نفخر به تحت وجه الشمس، وينعم به الأبناء والأحفاد، جيلاً بعد جيل.
وفي القول الثاني أبلغ تعبير عن حالكم أيها الأحباء، بعد أن قدّمتم أمثولة في الكبر والفداء ونكران الذات، وشاطرتم الناس بهجة المناسبات والأعياد بالرغم من المتاعب والصعاب».
ثم أضاف: «في الذكرى الخامسة والستين لتأسيسه، يشخص اللبنانيون الى جيش الوطن باحترام وتقدير، عاقدين عليه الأمل والرهان، فيما يتساءل الكثيرون منهم عن سرّ قوته وبقائه منيعاً متماسكاً، بالرغم من الأحداث الأليمة التي عصفت بالبلاد، والجواب بكل تأكيد، يكمن في رسوخ إيمانه برسالته، ووعيه العميق لمسؤولياته وواجباته الوطنية، والتضحيات الجسام التي بذلها وما يزال، دفاعاً عن الأهل والتراب وذوداً عن وحدة الوطن وسيادته واستقلاله، إن كان في مواجهة العدو الإسرائيلي وعملائه أو في مواجهة الإرهاب والعابثين بالأمن، وما أنتم بما تجسّدون وتمثّلون، سوى خير شهود على هذه الحقيقة الناصعة».
وتابع: «لقد حملتم أيها الرفاق لواء الشرف والتضحية والوفاء، ومضيتم الى ساحات الحرية والكرامة، ملبّين نداء العَلم، وفي يقين كل واحد منكم، أن الشهادة في سبيل الوطن هي مطلب الرجال الأبطال، لكن القدر شاء أن تبقوا أحياء بين أهلكم ورفاقكم وأن تشكّلوا جزءاً مشرّفاً من ذاكرة جيشكم. وها أنتم اليوم تتابعون المسيرة ولو بطرق وأشكال مختلفة، انطلاقاً من أن إصابة الفرد، وعلى الرغم من تأثيراتها على بعض نشاطاته المادية التي تتطلّب جهداً جسدياً خاصاً، لا يمكن أن تحول دون عطائه وإبداعه في نواحٍ أخرى. وهذا ما أثبتموه باستمرار عبر إنجازاتكم الباهرة في مجالات الفكر والثقافة والفنون وغيرها، وفي مشاركتكم أبناء مجتمعكم، ورشة النهوض والتطوير على مختلف الأصعدة».
وختم العميد الركن عيد: «إن قيادة الجيش تعاهدكم مجدداً البقاء وفية لكم ولعائلاتكم، ساهرة على شؤونكم الحياتية والمعيشية، وجاهزة لتلبية كل ما تحتاجون اليه، وهي تدعوكم الى مواصلة درب العطاء، وأن تكونوا دائماً جنوداً أصلاباً في ساحات الوطن.
وباسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أتوجّه اليكم بأصدق الأمنيات وأحرّ التهاني بمناسبة عيد الجيش، متمنياً لكم دوام الطمأنينة والإستقرار».

 

بعدها افتتح العميد الركن عيد حفل الكوكتيل ودعا الجميع الى شرب نخب الجيش والعماد قهوجي قائده وقائد الوطن، وقد تخلّل الحفل تقديم هدايا رمزية للمحتفى بهم.