يداً بيد

لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني
إعداد: ندين البلعة

محطة جديدة من الفرح

 

«كل شهيد هو بمنزلة فرد من عائلتنا... وما النشاطات التي نقوم بها سوى تعبير عن حبّنا للجيش والتزامنا حياله وحيال عائلات شهدائه...»، كلمات تختصر بها السيّدة جوانا قهوجي مدلج رئيسة لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني أهداف اللجنة التي تعمل على إدخال البهجة والسرور إلى نفوس عائلات الشهداء، وتقف إلى جانبهم مقدّمة لهم الدعم المعنوي والمادي.


مشاريع وتعاون
لم تكتفِ لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني، بالمساعدات المادية وحسب، بل تعمل على تنظيم النشاطات التي تجمع هذه العائلات في مشاريع ترفيهيّة وتثقيفيّة في الآن عينه. آخر هذه النشاطات كان زيارة حديقة الحيوانات «Animal City» في نهر الكلب، «فحتى الكبار يستمتعون بمثل هذه الزيارة» تشرح السيّدة مدلج، مشيرةً إلى النجاح الذي تلقاه النشاطات التي تنظّمها اللجنة، والذي يظهر جليًا من خلال المشاركة الكثيفة الدائمة، والإنطباعات الإيجابية التي يبديها المشاركون.
هل من صعوبات في تنظيم مثل هذه المشاريع؟
تتّفق السيدة مدلج مع السيدة نينا مفلح (زوجة المقدم الشهيد ميشال مفلح) – وهي عضو في اللجنة- على أنّ العائق الوحيد هو الوقت الذي يتطلّبه العمل على مثل هذه النشاطات. «أمّا الباقي فهو أسهل مع دعم قيادة الجيش نشاطاتنا بحيث تؤمّن المواصلات والاتصالات وتدابير الأمن اللازمة على الأرض... فبالتعاون يصبح كل شيء أكثر سهولة».

 

 أهلاً وسهلاً
موعد اللقاء كان يوم الأحد 16/5/2011. الباصات العسكريّة أقلّت المدعوين من أماكن سكنهم في المناطق اللبنانية كافة إلى حديقة الحيوانات في نهر الكلب.
عند مدخل الحديقة تجمّع أعضاء اللجنة لاستقبــال الوافدين، هؤلاء قبل الدخول تسلّموا قبّعات تقيهــم الشمس وماء وحلويات.
الحماسة واضحة على وجوه الأولاد وعلى وجوه الأهل أيضًا. المكان مسيَّج وآمن ولا خطر على الأولاد، والمرافقون السياحيّون في الحديقة يتولّون شرح التفاصيل كلها.
السيّد سمير غطّاس صاحب «Animal City» يوضح بأن المشاريع المشتركة مع المؤسسة العسكرية ليست أمرًا جديدًا «فنحن أبناء هذه المؤسسة، ومن منطلق واجبنا الوطني لا يسعنا رفض أي طلب للجيش، لا بل على العكس أصررنا على أن يُنظَّم هذا النشاط في حديقتنا».
أمّا السيّد جورج غطاس (ابن صاحب المشروع) فيشرح الطابع التثقيفي لهذه الزيارة السياحية، فالحديقة تقع في نقطة أثريّة ويستطيع الزوّار التمتّع بجمال الطبيعة وهدوئها والتعرّف على أصناف منوّعة من الحيوانات البريّة، كما بإمكانهم تناول الوجبات في سناك داخل الحديقة، والاستمتاع بالألعاب المتوافرة».


الأسد والغزال وصحبهما...
«أنظر إنها حيّة كبيرة جدًا... ياه، سلحفاة تسبح... وهنا حصان صغير Pony... هاهاها هذا هو السعدان المشاغب... يا أمّاه إنه الأسد المخيف... سبحان الله ما أجمل ألوان هذه الببغاء وهذا الطاووس... إنها المرة الأولى التي أرى فيها غزالاً وجملاً حقيقيّين...».
تعليقات سمعناها من الأولاد كما من أهاليهم، والدهشة واضحة على وجوههم، إذ تضمّ الحديقة ما يزيد على 45 نوعاً من الحيوانات البريّة التي لا يمكن مشاهدتها عادةً. فريق العمل في الحديقة لا يهدأ، يواكب الزائرين المميّزين باهتمام بالغ، فثمة تعليمات واضحة: «لبّوا لهم كل ما يطلبون ودعوهم على سجيّتهم...».
يوم طويل استمتع به الجميع، وتخلّله غداء في الحديقة... الأمهات عبّرنَ عن فرحهنَّ باهتمام المؤسسة العسكرية ولجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني بعائلاتهنَّ الذي يشعرهنَّ بالأمان والدعم...


اللجنة وتمويلها
تتألّف اللجنة من عشرة أعضاء، إلى العميد طوني عازار الذي ينسّق بينها وبين قيادة الجيش. تنظّم اللجنة نشاطات ترفيهية، وزيارات سياحية، ولقاءات مع عائلات الشهداء في المناسبات، حيث تقدّم لهم مساعدات ماديّة قيّمة.
في شهر تشرين الأول من كل سنة، تقيم اللجنة عشاءً لجمع التبرعات، يحييه عدد من الفنانين المشهورين الذين يتطوّعون لدعمها، بالإضافة إلى ذلك تتلقّى دعمًا من الجاليات اللبنانية في دول الإغتراب، والتي لا تفوّت مناسبة لتقديم الدعم لعائلات الشهداء.


مشاريع مستقبلية

ضمن نشاطات اللجنة، مشروع جديد، حيث شكّلت عدّة مجموعات تتولّى زيارة عائلات الشهداء على الأراضي اللبنانية كافة، بهدف التواصل معهم بشكل دائم وإشعارهم أن ثمة من يقف إلى جانبهم ويهتمّ بأمورهم، وإن لم يكونوا بحاجة إلى أي مساعدة، وفق ما توضح رئيسة اللجنة.
وتقول السيّدة نينا مفلح أنه مع اقتراب فصل الصيف، بدأت اللجنة التحضير لعدّة نشاطات في هذا الإطار، ومنها يوم كامل في ثكنة الفوج المجوقل في غوسطا، يتضمّن ألعابًا ونشاطات مع عناصر الفوج. إلى جانب الكثير من النشاطات المماثلة التي يبقى هدفها الأول الترفيه عن عائلات الشهداء وإحاطتهم بالإهتمام اللازم.