وقفة وفاء

مخيم الصغار في قاعدة رياق الجوية ترفيه وثقافة وسياحة بقاعية
إعداد: جان دارك أبي ياغي

المخيم الثاني لأبناء العسكريين الشهداء الذي أقيم بدعوة من مؤسسة المقدم  المغوار الشهيد صبحي العاقوري في تموز الماضي، حطّ رحاله في قاعدة رياق الجوية التي شرّعت الأبواب هذه المرّة للصغار، بعد استضافة الكبار منهم في نيسان المنصرم.
مجلة «الجيش» واكبت أيام المخيم وعادت بهذا التحقيق.


أهلاً وسهلاً
110 أولاد راوحت أعمارهم بين 9 و 12 سنة لبّوا الدعوة لقضاء أسبوع ترفيهي في رحاب مدرسة القوات الجوية وقاعدة رياق الجوية، اللتين تكنان لعائلات الشهداء عمومًا ولأبنائها خصوصًا مودّة خاصة تُرجمت في البرنامج الذي أعدّته لهذه الغاية.
عندما وصل الأولاد إلى قاعدة رياق الجوية، كانت أبنية القاعدة مزدانة باللافتات المرحِّبة بهم وقد كتب على إحداها: «أهلاً وسهلاً بأبناء شهداء الجيش الأبطال في القوات الجوية».أما قائد مدرسة القوات الجوية العقيد الركن الطيار دي غول سعد الذي لم يألُ جهدًا هذه المرّة أيضًا، لتوفير كل وسائل الراحة للمشاركين من مأكل ومشرب ومنامة ورفاهية، فكان في استقبال الضيوف الأعزاء، وقد رحّب بهم وتمنّى لهم إقامة طيّبة.
بعد وضع إكليل من الزهر على نصب الشهداء، توزّع الأولاد على 8 فرق بحسب الأعمار، رافق كل فريق منشِّطان من الذين خضعوا لدورة متخصصة في المخيم السابق، وقد تعرّفوا إلى بعضهم البعض قبل أن ينصرفوا إلى اللعب لتمضية ما تبقّى من اليوم الأول، ويختتموا يومهم بعشاء في نادي ضباط القوات الجوية.

 

في القرعون
تخللت المخيم برامج توجيهية وتثقيفية وبيئية ونشاطات ترفيهية وسياحة بقاعية تعرّفوا خلالها على بعض معالم المنطقة البارزة، ومنها بحيرة القرعون التي كانت الرحلة إليها ممتعة.
المشاركون قاموا بنزهة على متن أكبر القوارب السياحية حيث تعرّفوا على أهمية هذه البحيرة الإصطناعية التي شيّدت عند إنشاء سد الليطاني العام 1959، والتي تبلغ مساحتها 11كلم2. وتروي مياه السد ما يزيد عن 8000 هكتار من أراضي سهل البقاع الزراعية، وحوالى 31 ألف هكتار من أراضي الجنوب الزراعية. وتكثر على ضفاف البحيرة المطاعم المتخصصـة التي تستقبل الزوار بالحفاوة اللبنانية.

 

ألفا-غرين ومصلحة الأبحاث الزراعية
في شركة ألفا-غرين الزراعية تعرّف الأولاد إلى طريقة جديدة في زراعة البذور وتنشئتها آليًا من دون الإعتماد على اليد العاملة البشرية، وبهذه الطريقة تصل كمية البذور المزروعة في اليوم الواحد إلى 300000 بذرة.
ثم انتقل الجميع إلى زيارة مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة واستمعوا إلى شروح حول التغيّر المناخي وأثره في القطاع الزراعي وكيفية مواجهته. كما عرّجوا على مختبرات المصلحة الزراعية التي تُعنى بإرشاد المزارعين إلى كيفية الزراعة الصحيحة.

 

حديقة زحلة العامة
نزهة بعد الظهر كانت في حديقة زحلة العامة أو «الممشية»، وهي الأقدم في زحلة، وقد اشترتها البلدية العام 1911 من الرهبانية الشويرية، وجعلتها محطة استراحة وتلاقٍ لأهالي المنطقة. وفي أثناء تجوالهم في أرجائها، إلتقى الأولاد كبار زحلة عبر تماثيل منحوتة هنا وهناك من الذين عملوا على إنماء المدينة وازدهارها سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا. وقد تركت هذه الزيارة أثرًا طيبًا في نفوسهم، خصوصًا أنها أتاحت لهم التعرّف إلى الإحتفالات التي تشهدها الحديقة، وغيرها من النشاطات التي تشهدها المدينة وتتميز بها عن باقي المدن اللبنانية.

 

دير تعنايل ونادي الرتباء
متعة مشاهدة صناعة اللبن واللبنة وتذوقهما في دير تعنايل ومعمله، شكّلا خبرة جديدة للأولاد خلال زيارتهـم الديـر الذي تعـود ملكيته للآباء اليسوعيين، وتبلغ مساحته نحو 230 هكتـارًا (تشمل الدير والمعمل وأراضي زراعية).
ختام الجولة على المناطق البقاعية كان غداء في نادي الرتباء المركزي - طليا، بدعوة من رئيس النادي الذي رحّب بالضيوف بحرارة ودعاهم إلى اعتبار أنفسهم من أهل البيت.

 

نشاطات مختلفة
إضافة إلى الزيارات الخارجية، قام أولاد العسكريين الشهداء بنشاطات مختلفة داخل قاعدة رياق الجوية حيث مارسوا يوميًا رياضة السباحة في مسبح النادي، وأقاموا سهرات ليلية شارك في إحداها DJ جورج بدوي الذي قدّم باقة فنية منوّعة، رقص على أنغامها الكبار والصغار، وحضّروا ألعابًا ترفيهية وتثقيفية للسهرة الختامية...
وفي طريق العودة إلى منازلهم، حمل أبناء الشهداء، إلى الذكريات الجميلة التي أمضوها في رحاب القوات الجوية، حقائب مدرسية تحتوي على كل ما قد يحتاجون إليه من قرطاسية للفصل الدراسي المقبل، هي هدية من مؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري.

 

تصوير: الجندي شانتال الحداد
توجيه مدرسة القوات الجوية