كلمة الوزير

معالي وزير الدفاع الوطني في كلمته الشهرية

من أجل المواطنين: القيام بالواجب حتى خارج حدود الوطن

 

التضحيات التي تُبذل لبناء الدولة ومؤسساتها تعطي ثمارها الخيّرة على مستوى الوطن

إنها كارثة وطنية بحق، ليس لأن لبنان فقد بعضاً من أبنائه الأعزاء في حادث شكّل صدمة حقيقية، بل لأن هؤلاء كانوا في طريقهم نحو الوطن الذي أحبوه وظلّوا مخلصين له حتى وهم يعايشون مرارة الغربة. وبقدر ما أحبوا لبنان، بقدر ما أصاب كل بيت لبناني حزن عميق، ولهذا كان تصرّف الدولة بمستوى وحجم الكارثة حيث تجاوز التحرّك العاجل حدود الممكن ليصل الى أن تكون الدولة بمؤسساتها في عمق المعالجة. والجيش اللبناني، عماد هذا الوطن وعنوان تضحيته كان في مقدمة من امتلك زمام المبادرة، وكان لهذه الوحدة الخاصة من مغاوير البحر الدور اللافت في الإندفاع للقيام بالواجب من أجل محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، للتخفيف من هول المأساة ولإثبات الحضور الذي أرادته الدولة عنواناً لحرصها على أبنائها في أي ظرف من الظروف. إن ما قامت به هذه الوحدة يستحق التقدير ليس فقط لسرعة المبادرة ولما قامت به من عمليات بحث على مدار الساعة في ظل أحوال طبيعية غير عادية، بل لما أظهرته من شجاعة واندفاع ومن مستوى تدريب عال كان مدار إعجاب من وحدة فرنسية مماثلة. إنها علامة مضيئة أخرى في سجل الجيش اللبناني الذي كان وسيظل دائماً نموذجاً للتضحية، والفداء، كلما دعا الواجب وأينما كان. ولعلنا لا نغالي إذا قلنا أن ما قامت به الدولة حيال كارثة كوتونو كان بحق بمستوى ما تقوم به دولة كبرى تحرص على أبنائها وسلامتهم وأمنهم، وهذا يعطينا الثقة المتزايدة بأن كل التضحيات التي نبذل لبناء الدولة ومؤسساتها إنما تعطي ثمارها الخيّرة على مستوى الوطن حرصاً على أبنائه أينما وجدوا، فكيف وكل مغترب لبناني هو إبن عزيز لهذا الوطن؟

 

الشجاعة والإندفاع ومستوى التدريب العالي كانت كلها علامة مضيئة أخرى في سجل الجيش اللبناني