مواهب ورعاية

من الرقص إلى رفع الأثقال! لمَ لا؟
إعداد: كرستينا عباس
الرقيب أول

بدأت مسيرة جولي قزي في عالم الرياضة بخطوات راقصة، لكنها اكتشفت في ما بعد أنّ ما تريده مختلف كليًا. أعادت النظر ثم حددت وجهتها في ميدان رفع الأثقال powerlifting)) حيث لمعت وأحرزت الألقاب على الصعيدين المحلي والعالمي.
في بداية مسيرتها كانت تتدرّب على الرقص هي وشقيقتها، لكنّها شعرت عندما بلغت السادسة عشرة من عمرها، أنّها بحاجة إلى رياضة أخرى وأنّ الرقص وحده لا يعبّر عن شخصيتها. في هذا الوقت اقترح عليها مدرّب النادي أن تجرّب رياضة الـpowerlifting  نظرًا لما أظهرته من قوة في أثناء تنفيذها التمارين الرياضية اليومية. فوافقت، وحالما جرّبت هذه الرياضة تعلّقت بها واجتهدت لأجلها أكثر، ثمّ ما لبثت أن اشتركت في أولى بطولاتها وأطلقت العنان لقدراتها وإمكاناتها.
 

"حتى لو كان الجميع ضدي"
شكّل دعم أهلها دافعًا مهمًا في مسيرتها وشجّعها على إعطاء أقصى ما يمكنها للّعبة التي أحبتها، غير أنّ آراء المحيطين بها لم تكن كلها إيجابية. فقد حاول البعض ثنيها عن متابعة ممارسة هذه اللعبة على اعتبار أنّها لا تناسب الإناث. "لم أستمع إلى أحد منهم، وثابرت على ممارسة الرياضة الأحب إلى قلبي واضعةً فيها كلّ طاقاتي حتى لو كان الجميع ضدي" تقول جولي، وتؤكد أنّ تمارينها تراعي معايير فنية محددة منعًا لحدوث أي مشكلة في العضلات أو الأعصاب.
مثل جميع الرياضيين، تمرّ الرياضية الشابة بلحظات تعب وتردّد، وخصوصًا في أوقات التمارين المكثّفة قبيل المشاركة في بطولة، إذ تترافق التمارين المكثّفة مع حمية غذائية صعبة لتصل إلى القوام والوزن المطلوبَين. في هذه اللحظات تشجّع نفسها: " يجب أن أتعب، يجب أن أتردّد، يجب أن أنزعج لأنّ هذه المشاعر هي التي توصلني إلى هدفي وتجعلني أفوز وأتقدّم". وتمكّنت من الفوز في عدد من البطولات، آخرها "بطولة العرب" عن فئة juniors وزن 63 كلغ التي احتلّت فيها المركز الأول.

 

الرياضة مفيدة ولكن...
من ناحيته، يؤكّد العميد الركن مارون قزي والد جولي أنّ العائلة تدعم ابنتَيه في مسيرتهما الرياضية، إذ اختارت الكبرى كرة القدم والصغرى (جولي) رفع الأثقال. ويوضح:"حين قرّرت جولي تجربة الـpowerlifting سألنا عن هذه الرياضة وعن استعداد ابنتنا جسديًا لممارستها، ثم سهّلنا لها الطريق لممارسة اللعبة التي تحب".
يلفت العميد قزي إلى أنّ هذه الرياضة كانت معروفة أكثر كرياضة للذكور وتتطلّب قوة بدنية، ولكنّ الإناث يحقّقن اليوم مراكز متقدمة فيها ويحتلِلْن المراتب الأولى عالميًا ومحليًا. "المهم هو أن يمتلك الفريق المواكب الخبرة الضرورية لنجاح المتدرّب، فأي خطأ في اللعبة قد يكون مكلفًا أو حتى قاتلًا".
في الرياضة وفي سائر المجالات، توفر الموهبة والاستعدادات الفطرية أساسًا للنجاح، لكن للرعاية والمثابرة دورهما الأساسي أيضًا في صناعة هذا النجاح.