طلاب وآفاق

يوم مهني في مدرسة الفرير «مون لاسال» -عين سعادة
إعداد: جان دارك أبي ياغي

التوجيه يضمن نجاح الطلبة وتفوّقهم

في شهر كانون الثاني من كل عام، تقيم مدرسة الفرير «مون لاسال» - عين سعادة يوماً مهنياً تدعو فيه قيادة الجيش والجامعات كافة لتعريف طلابها بالإختصاصات المتوافرة لديها، بغية توجيههم لاختيار المسار التعليمي والمهني بما يتلاءم مع ميولهم وقدراتهم وإرشادهم بالسلوكيات الشخصية والإجتماعية الأكاديمية التي تخدم مسارهم المهني.

 

في رحاب التوجيه المهني
في هذا الإطار توجّهت لجنة المحاضرات الثانية برئاسة العميد أسعد مخول وعضوية كل من العقيد الركن إميل هيكل والمقدم باخوس علوان لتلبية دعوة المدرسة لهذا العام أيضاً، وكان في استقبالهم في المدرسة الأستاذ لويس ضاهر. بعد كلمة الترحيب إستمع الطلاب تباعاً، في الصف المخصّص لمديرية التوجيه، الى شروحات لجنة الضباط حول شروط الإنتساب الى المدرسة الحربية من بين المدنيين والعسكريين حملة شهادات البكالوريا اللبنانية - القسم الثاني (منهاج قديم) أو الثانوية العامة (منهاج جديد) أو ما يعادلها رسمياً. هذا الى كيفية إجراء مباراة الدخول الى المدرسة الحربية وفق 5 مراحل: الإختبار النفسي، الإختبار الرياضي، الإختبار الطبي، الإختبار الخطي واختبار المثول أمام اللجنة. وقد شرح بالتفصيل المقدم باخوس علوان المنهاج المفصّل لمواد الإختبارات الخطية وسنوات الدراسة الثلاث والتي تتضمّن علوماً عسكرية ومواداً علمية.

بدورها استمعت اللجنة الى أسئلة الطلاب وتوضيحاتهم واستفهاماتهم حول بعض المواضيع العسكرية، فجاءت الأجوبة بكل موضوعية وشفافية. وعند انتهاء كل جلسة كان يخرج الطلاب من الصف وبحوزتهم المطبوعات والمنشورات التي تصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه.

مجلة «الجيش» رافقت الطلاب في جولاتهم بين «الصفوف الجامعية» وتوقّفت مع بعض الذين اختاروا المدرسة الحربية مهنة للمستقبل، كما كان لها لقاء مع المسؤول عن التوجيه المهني في المدرسة الذي قال:

«إن حرية اختيار الطالب للمسار التعليمي الذي يرغبه ويشعر بميل قوي تجاهه يكون بمثابة الخطوة الأولى للتفوّق وليس مجرد النجاح وحسب. إلاّ أنني لا أطالب بمبدأ حرية الإختيار، وأن نترك الطلبة من دون أي توجيه وإعداد ومرافقة، لأن عملية التوجيه التربوي أو المهني أصبحت في الوقت الحاضر أمراً ضرورياً ولا بد منه، وهو يتضمن المساعدة الفردية التي يقدّمها الموجّه للطلبة، فمن خلال هذا التوجيه نكون قد أعددنا إنساناً ناجحاً قادراً على أن يحقق ذاته في الميادين الدراسية والمهنية وغيرها من المجالات الحياتية، بدرجة تحقق له الشعور بالرضا والسعادة والإكتفاء الذاتي.
من هنا فقد اعتدنا على إقامة مثل هذا اليوم منذ 12 عاماً لطلاب صفوف البروڤيه والصفوف الثانوية، ويشارك فيه أغلب الجامعات الخاصة والحكومية الى قيادة الجيش التي نحرص على دعوتها لتعريف الطلاب بالإختصاصات العسكرية وشروط الإنتساب الى مدارسها، لما لهذه المؤسسة من أهمية وطنية في حفظ الأمن وحماية الوطن من كل اعتداء ممكن أن يتعرّض له. أما أصداء هذا اليوم فإيجابية جداً إذ بلغنا أن نسبة لا بأس بها من قياديي الجيش هم من قدامى مدرسة الفرير - مون لاسال».
 
 

وقفة مع الطلاب
• هبة أنطون جريج (آخر سنة علوم الحياة): يهدف هذا اليوم الى مساعدة الطالب على اختيار مهنة المستقبل الأفضل له. بعد الشرح الذي استمعنا اليه من لجنة الضباط، لفتتني العلوم الرياضية من بين المواد التي يتلقاها التلامذة الضباط وأنا بطبعي رياضية، وكان والدي مدرّب فوتبول في المدرسة الحربية وهو بطل آسيا في كرة القدم. لذا أتمنى أن أدخل المدرسة الحربية (إذا توافرت الشروط المطلوبة) لما لهذه المدرسة من دور في تكوين شخصية الشاب والفتاة معاً لمواجهة صعوبات الحياة وفي تربية النشء على حب الوطن والجيش والمحافظة عليهما لأنهما الضمانة الوحيدة لبناء الأوطان.

• جورج صهيوني (آخر سنة إقتصاد وإجتماع): إن الهدف من اليوم المهني هو توجيه الأفراد لتطوير قدراتهم المهنية والشخصية. وقد توجّهت مباشرة الى صف التوجيه العسكري من دون المرور ببقية الصفوف لأنني مصمّم على دخول المدرسة الحربية لصالح فوج المدفعية. فأنا منذ الصغر طبعي عسكري وكنت أقوم بتدريبات عسكرية ومتأثر ببعض الأقارب المتطوّعين في الجيش وهم في مراكز قيادية.

• لينا سلامة (آخر سنة علوم الحياة): يجب أن تكون عملية الإرشاد والتوجيه المهني والمدرسي غير محددة بزمن معين، إنما هي عملية متواصلة تبدأ مع بداية المرحلة الإبتدائية وتلازم الطالب حتى نهاية دراسته. وبعد أن أتخصّص في علم الجرائم الجنائية سوف أدخل الى المدرسة الحربية على الرغم من معارضة الأهل لأن حبي لمؤسسة الجيش أقوى من أي معارضة، وأنا أدعو جميع رفاقي الى التطوّع بالجيش لأنه «الحزب» الوطني الوحيد الذي لنا شرف الإنتماء اليه، آملة من قيادة هذه المؤسسة أن تفتح أبوابها على مصراعيها لدخول الإناث كما هي الحال في كل جيوش العالم.

• راشيل أبو خليل (آخر سنة علوم عامة): تعتبر عملية ومرحلة إختيار الطلبة للتخصص العلمي أو المسار التعليمي من أهم المراحل التي يمر بها الطلاب، ومنذ بدأت المدرسة في تنظيم هذا اليوم، كانت ميولي قوية باتجاه المدرسة الحربية، فبعد أن أتخصص في الهندسة أو الرياضيات أتمنى دخول الجيش، سياج الوطن الوحيد، لأضع كل قدراتي الذهنية ومهاراتي بتصرّفه من أجل بناء وطن نستحقّه.

تصوير: فادي بيطار