- En
- Fr
- عربي
نحو حياة أفضل
هل شعرت يومًا بالإرهاق أو الضغط النفسي نتيجة الاستخدام المستمر لهاتفك والتواصل الدائم عبر الإنترنت؟ ربما حان الوقت إذًا لتجربة ”الديتوكس الرقمي“. رغم أنّ التكنولوجيا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فإنّه من الضروري إعادة النظر في كيفية استخدام وسائلها ومراقبة الوقت الذي يمضيه المرء أمام الشاشات.
بكبسة زر يوفّر التواصل المستمر مع الآخرين عبر الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر عديدًا من الفوائد، مثل إدارة الأعمال والحفاظ على الروابط العائلية والاجتماعية. ومع ذلك، فإنّ تدفّق المعلومات المستمر عبر تطبيقات الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة البريد الإلكتروني هي أمور مرهقة تضع العقل في حالة يقظة دائمة، ممّا يعيق القدرة على الاسترخاء. وبالتالي، أصبح الانفصال المؤقت عن العالم الرقمي خطوة ضرورية لتحقيق التوازن.
ما هو الديتوكس الرقمي؟
«الديتوكس الرقمي» مصطلح يُقصَد به التخلص من الأضرار و«السموم الرقمية» الناجمة عن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا الحديثة كالحاسوب والهاتف المحمول. الهدف من هذا الديتوكس هو أخذ استراحة من التواصل المستمر والوقت الطويل أمام الشاشات ما يمكّن المرء من استعادة طاقته وتركيزه على الحياة الواقعية، وتعزيز توازنه النفسي.
يعتمد عصرنا الحديث بشكلٍ كبير على الأجهزة الرقمية، مما يجعل من الصعب على الكثيرين الابتعاد عن الهواتف أو اللوحات الإلكترونية ولو لساعات قليلة، رغم ما أثبته العلم أنّ الابتعاد عن التكنولوجيا له فوائد صحية، مثل تحسين الصحة العقلية، وجودة النوم، والحد من القلق والتوتر فضلًا عن تعزيز العلاقات والإنتاجية.
للديتوكس الرقمي فوائد مهمة، منها:
- إعادة تقييم علاقة الفرد بالتكنولوجيا: يساعد الابتعاد المؤقت عن الأجهزة والشبكات الاجتماعية على مراجعة أنماط استخدام التكنولوجيا والتطبيقات بشكلٍ أكثر صحةً واعتدالًا.
- تقليل القلق والتوتر: سواء كان الأمر يتعلق بمتابعة رسائل البريد الإلكتروني في أوقات متأخرة، أو التحقق المستمر من حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنّ الابتعاد عن التكنولوجيا قد يسهم في خفض مستويات التوتر والقلق على الصعيدَين الشخصي والمهني.
- تحسين جودة النوم: إنّ الضوء الأزرق المنبعث من شاشة الهاتف يمنع الدماغ من إنتاج مادة الميلاتونين التي تساعد على النوم، لذلك يجب الابتعاد عن الشاشات مساءً لتحسين جودة النوم.
- وقت أكبر للعناية بالنفس: الابتعاد عن التكنولوجيا يمنح المرء الوقت للقيام بأنشطة تعزز الراحة والرفاهية، مثل الاستمتاع بحمامٍ دافئ، مشاهدة برنامجه المفضل، أو أخذ قيلولة.
كيف يمكنك القيام بديتوكس رقمي؟
إن كنت ترغب في حماية دماغك بشكلٍ فعال ضد الأضرار الناجمة عن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، عليك تخصيص ساعات في اليوم خالية من الأجهزة الذكية، مثل الفترة التي تلي انتهاء دوام العمل. وينصح أطباء الصحة العقلية بعدم استخدام الهاتف الذكي ما بين السابعة والتاسعة مساءً، بالإضافة إلى عدم قراءة البريد الإلكتروني الخاص بالعمل خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كذلك، يلفت الخبراء إلى أنّ التدفق المستمر للمعلومات وتوافرها بشكلٍ دائم قد يؤثر سلبًا في القدرة على الإدراك والتصور والتركيز وإمكان التذكر، رغم أن هذا التأثير ما زال بحاجة إلى مزيد من الدراسات. ويقدّمون بعض النصائح للتخلص من آثار هذه التكنولوجيا وتحقيق ديتوكس فعال، أهمّها:
- وضع خطة وتحديد إطار زمني: ابدأ بنصف يوم بعيدًا عن وسائل الاتصال، ثم قم بزيادة المدة تدريجيًا.
- تحديد أهداف واضحة: سواء كنت تريد الحد من استخدام تطبيقات معينة أو الابتعاد تمامًا عن التكنولوجيا، يجب أن تحدد أهدافك بوضوح.
- استغلال الأدوات المتاحة: عديدٌ من الهواتف الذكية تحتوي على ميزات لتحديد الوقت الذي نقضيه على الشاشة. استفد منها لتقييد استخدامك للتطبيقات.
- الاستفادة من الوقت: ابحث عن أنشطة ممتعة تقوم بها بعيدًا عن الشاشة، مثل الخروج في الطبيعة أو تعلّم مهارة جديدة أو ممارسة هواية.
- التحرر من الأجهزة الإلكترونية: الهدف من الديتوكس الرقمي هو إراحة العقل والجسد. استغل هذه الفرصة لإعادة تقييم علاقتك بالتكنولوجيا.
يجب استعمال وسائل التواصل الاجتماعي باعتدالٍ، والوعي بأنّ تطبيقات التراسل الفوري، مثل واتساب وغيره، ليست سوى وسيلة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة. ولتعزيز التفاعل الحقيقي، يُفضل دعوة الأصدقاء للقاءات شخصية بعيدًا عن الشاشات، كما يُستحسن إبقاء الهواتف مغلقة خلال تلك الأوقات. إنّ الديتوكس الرقمي هو صدمة إيجابية لإعادة ترتيب الأولويات في حياتك!
كم يجب أن يستمر الديتوكس؟
ليس هناك مدة محددة للديتوكس الرقمي. قد تشعر بالفرق بعد بضع ساعات أو ربما تحتاج إلى عدة أيام. باشر تجربة الديتوكس لمدة يومين، على سبيل المثال من مساء الجمعة إلى مساء الأحد، وقيّم تأثير التجربة على راحتك.