- En
- Fr
- عربي
أمر اليوم
في «أمر اليوم» الأول الذي وجّهه للعسكريين في مناسبة تعيينه قائدًا للجيش، شدّد العماد رودولف هيكل على تضافر جهودهم كإخوة سلاح، وتمسّكهم بالثوابت الوطنية وإيمانهم برسالة الجندية وقدسية الواجب... وقال لهم: ”اعلموا أنني كقائدٍ للجيش أمامكم ومعكم.“
وفي ما يأتي نص «أمر اليوم»:
أيُّها العسكريون
إنّها لمدعاة فخر واعتزاز أن أحظى بالثقة العالية من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، القائد الأعلى للقوات المسلّحة، ومقام مجلس الوزراء، من أجل تولّي قيادة الجيش المؤتَمن على وحدة لبنان وسيادته واستقلاله. هذه الثقة تترافق مع مسؤوليةٍ كبيرة، في خِضَمّ الظروف الصعبة التي تمرّ بها منطقتنا، وتُحتّم عليّ بذل أقصى الجهود لأصون الأمانة، وأمضي أمامكم في مسيرة الشرف والتضحية والوفاء. كما يمثّل تعييني قائدًا للجيش، امتدادًا لسنواتٍ طويلة من حياتي العسكرية التي تشرّفتُ خلالها بخدمة الوطن، فلمست لمس اليد عزيمة رجال المؤسسة العسكرية، والأمل المتجدّد في نفوسهم، وعرفت مدى مناعة هذه المؤسسة إزاء التحديات، بعدما ترسّخت أُسسها على بنيان التضحية والشهادة.
أيُّها العسكريون
إنّ مواصلة الجيش أداء دوره الضامن للوطن، تستلزم تضافر جهودنا جميعًا كإخوة سلاح، ضباطًا ورتباءَ وأفرادًا، وتمسُّكنا بالثوابت الوطنية، وإيماننا الثابت برسالة الجندية وقدسية الواجب، وإرادتنا الصلبة التي لا تلين.
إنّ التحديات التاريخية التي تواجهنا، وعلى رأسها التهديدات والاعتداءات المستمرة من جانب العدوّ الإسرائيلي، تُبقي رهان العهد الجديد، كما رهان اللبنانيين كافةً، على صمودنا واستمرارنا ونجاحنا في توفير الأمن والاستقرار، اللازمَين لانطلاق بلدنا في طريق التعافي الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي. إنّ مسؤولية الجيش في المرحلة الراهنة شديدة الأهمية، من خلال عمله على تطبيق القرار 1701 بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، فضلًا عن تحصين ساحتنا الداخلية من خطر الإرهاب.
أيُّها العسكريون
في ظلّ هذه الظروف الاستثنائية، اعلموا أنّني كقائدٍ للجيش أمامكم ومعكم،
- معَكم من خلال السهر المتواصل على تحسين ظروفكم، ودعم حقوقكم بعد مرحلةٍ تحمّلتم خلالها ضغوطًا كبيرة.
- معَكم لأداء كلٍّ منّا دوره وواجبه لتطوير مؤسّستنا وتحديثها، وصولًا إلى أعلى المستويات.
- معَكم لصون استقلالنا ومتابعة أوضاع جرحانا وحفظ إرث شهدائنا، فنكون القدوة في الالتزام والتضحية والكفاءة والشفافية والاستقامة.
- معَكم لتحقيق آمال الشعب اللبناني في مختلف المناطق، ولا سيّما الأجيال الشابة، ولنكون على قدر تطلّعات اللبنانيين إلى استعادة لبنان لمكانته الحضارية المشرقة، وموقعه المميّز.
وكما علّمتنا التجارب، فإنّ وحدة اللبنانيين والتفافهم حول جيشهم كفيلة بتجاوز العقبات مهما عظمت، فلنعملْ جميعًا وفق قيَمنا ومبادئنا، مبادئ الشرف والتضحية والوفاء، من أجل نهوض لبنان واستقراره.