ثقافة وفنون

عصبة الخمسة محطة بارزة في نهضة الموسيقى اللبنانية
إعداد: أكرم الريّس - كاتب وباحث

مع حلول مئوية كلٍّ من منصور الرحباني وتوفيق الباشا، تعود إلى الواجهة تجربة ”عصبة الخمسة“ التي شكّلت علامة فارقة في مسار الموسيقى اللبنانية. فقد كان لكلٍّ من أعضائها بصمته في تطوير لغة موسيقية متجدّدة، مستلهمة من التراث وممتدة نحو الحداثة، ما يجعل استعادتها اليوم فرصة لإعادة تأمّل إرثها وتأثيرها في المشهد الفني.

 

تتعدّد ظاهرة الحلقات والتجمّعات الفنّية والثقافية في بلادنا، وتتنوع في دوافعها وأهدافها ونتائجها. من أبرز تلك التجمّعات كانت «الرابطة القلمية» (1920) في نيويورك، التي اهتمّت بالأدب المهجري، وكان لها أثرٌ كبير في نهضة الأدب العربي. كما ظهرت «العُصبة الأندلسية» (1933) في البرازيل، و«مدرسة الإحياء والبعث» في بداية القرن العشرين، و«الديوان» (1921)، و«أبولو» (1932) في مصر، و«عُصبة العشر» (1930)، و«عُصبة الشعر اللبناني» (1952)، وتجمّع «مجلة شعر» (1957) في لبنان. وجمعت «حركة المسرح الحديث» (1963) أقطابًا في النحت والمسرح والآداب، وكان «مهرجان راشانا» أحد تجلياتها. 

تنقّلت هذه الظاهرة جغرافيًا، فتأسّست في طرابلس «مجموعة الفنانين العشرة» (1974)، التي هدفت إلى النهوض بالحركة الفنّية في شمال لبنان، بالإضافة إلى «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» (1964)، وهيئات إقليمية أخرى في أنطلياس وجبيل. أمّا في الموسيقى، فكانت «عُصبة الخمسة» (1954) رأس حربةٍ في ترسيخ التيّار الحداثي التجديدي. ويتناول مقالنا، عبر حلقتين، ظروف نشأة العُصبة وأثرها ومسار أعضائها الفنّي خلال سنوات عملها وبعد توقّفها، ومن ثمّ دراسة نقاط الالتقاء في ما بينهم ورصيد إنجازاتهم. 

 

الإطار والرعاية

انتقلت إذاعة «الشرق الأدنى»، التابعة لوزارة الخارجية البريطانية، من فلسطين إلى قبرص قُبيل نكبة فلسطين في 15 أيّار 1948، واتّخذت استوديوهاتٍ للإنتاج الفنّي في بيروت بداية الخمسينيات في مسرح مدرسة الفرير، كما افتتحت لها مكتبًا في القاهرة، وعيّنت وكلاء في كلٍّ من ليبيا، والعراق، والكويت، والبحرين، وسوريا، والأردن. 

مع انتقال الإذاعة، تبعها العديد من فريق العمل، ومنهم صبري الشريف (1920-1999)، مدير القسم الموسيقي. وكان بدأ في يافا جهوده لجمع الأغنيات الفولكلورية في بلاد الشام، مستعينًا بالشاعر اللبناني المتعدّد المواهب أسعد سعيد (1922-2010) لتنفيذ العمل الميداني. وفي المرحلة البيروتية، واصل الشريف توظيف إمكاناته الإدارية والتقنية لإحياء التراث الشعبي ضمن النهضة الغنائية في لبنان، برؤيةٍ موسيقية حداثية ترتكز على الأوركسترا، إلى جانب سعيه لاكتشاف المواهب الجديدة ورعايتها.

استقطب الشريف توفيق الباشا، وزكي ناصيف، والأخوين رحباني، وفيروز، وآخرين، إذ أصبحت استوديوهات الإذاعة بإمكاناتها الواسعة حقلًا خصبًا لعمل هذه الطلائع وتفرّغهم للبحث في بناء فنون جديدة تواكب انطلاقة لبنان بعد استقلاله. في هذا الإطار الديناميكي، تشكّلت «عُصبة الخمسة» على غرار «العُصبة الروسية»، التي استطاع أعضاؤها أن يجعلوا من موسيقاهم القومية، المعتمدة على الألحان الشعبية، موسيقى عالمية. 

يروي توفيق الباشا عن هذه الظاهرة الفنّية للمخرج محمد كريّم: «يمكن القول إنّ لقب عُصبة الخمسة أُطلق علينا بعدما خضنا مجابهةً قاسيةً مع التقليديين، الذين أطلقوا علينا، على سبيل التهكّم، لقب «عصابة الخمسة». لكن الجولة الأخيرة كانت للتجديد الذي وُضعت خطوطه الأساسية، ما دفع التقليديين إلى الالتحاق بنا». ويضيف منصور الرحباني: «أريد أن أشهد للتاريخ أنّ لصبري الشريف، هذا الرجل المُبدع، فضلًا عظيمًا على الموسيقى اللبنانية. وهو لاحقًا جاهد كثيرًا مع رفاقه لنقل مكاتب الإذاعة وميزانيتها الضخمة إلى بيروت، لقناعته بإمكان تحقيق أعمال فنّية مهمة انطلاقًا من لبنان».

على أثر العدوان الثلاثي على مصر، أو ما يُعرف بالعدوان الثلاثي في العام 1956، قدّم الموظفون العرب في الإذاعة استقالتهم اعتراضًا على العدوان الذي قادته بريطانيا مع فرنسا والعدو الإسرائيلي على مصر، يوم الخميس في الأول من تشرين الثاني، لتنتهي بذلك مرحلةٌ من عمر العُصبة وصفحةٌ من زمن نهضة الأغنية في لبنان. 

انتقل أعضاء العُصبة من بعدها للعمل في إطار «شركة التسجيلات اللبنانية» (ولاحقًا «استوديو بعلبك»)، التي أسّسها رجل الأعمال بديع بولس في العام ذاته، كما واصلوا مواكبة انطلاقة «الليالي اللبنانية» في مهرجانات بعلبك في العامين 1957 و1959، اللذين شهدا افتراقهم بعد تزايد الاختلافات وتباعد التوجّهات في ما بينهم.

 

توفيق الباشا (1924-2004)

توفيق الباشا هو المؤلّف الموسيقي والمايسترو متعدّد الروافد والعطاءات، وأحد روّاد العمل الفنّي النهضوي والحداثي في بلادنا. كان مشاركًا فاعلًا في إطلاق حركة موسيقية طليعية تلاقي تطلّعات جيل الحداثة والبناء. وبما أنّ التأسيس يتطلّب جهودًا على مستويات مختلفة، تشعّبت عطاءاته في الإدارة والتخطيط في الدائرة الموسيقية للإذاعة اللبنانية، والبحث والتعليم في المعهد الموسيقي الوطني، إلى المشاركة في المنابر العلمية الموسيقية المحلية والإقليمية، وقيادة أوركسترا المهرجانات والتسجيلات المتقنة. 

شارك الباشا كملحن وقائد أوركسترا في مهرجانات بعلبك أربع مرّات (1957، 1959، 1964، 1974)، بالإضافة إلى أعمال «فرقة الأنوار» بين العامين 1960 و1964. كما لحّن لأبرز الأصوات خلال عمله الإذاعي أمثال سعاد محمد، ونور الهدى، ونجاح سلام، ووديع الصافي، وتوفيق غريّب، ونازك، وزكية حمدان، ووداد، وسعاد هاشم. أما في البحث والتعليم، فقد أسهم في تطوير مناهج الدراسات التطبيقية في المقامات والإيقاعات والموشّحات، وله عدّة مؤلّفات علمية منها: المختار من الموشّحات الأندلسية، الكمان والأرباع الصوتية، الإيقاع في الموسيقى العربية، بالإضافة إلى العديد من المقالات المتخصصة المنشورة في الصحف والمجلات. 

توجّه توفيق الباشا في مرحلة مبكرة نسبيًّا من حياته، ومن تاريخنا الفني الحديث، إلى التأليف الموسيقي، وانضم إلى «الرباعي الشرقي» الذي أسسه خاله الرسام وعازف الكمان خليل مكنية. واستمر في هذا المسار بعد انفراط عقد «عصبة الخمسة» في العام 1959، رغم غياب المتطلّبات التقنية والمؤسسات الداعمة لتنفيذ هذا النوع من الأعمال وتأمين استمراريته، بالإضافة إلى ابتعاد الذائقة العامة عن الموسيقى غير المقترنة بالكلام والغناء. وقد خصّص الكثير من طاقته وجهوده للكتب السمفونية، والرابسودي (Rapsody)، والقصيد السمفوني، والموسيقى التصويرية، وللباليه والمغناة، كما في سمفونية السلام (1987) والقصيد السمفوني بيروت (1982) وباليه المولد النبوي (1952).

مناصرًا هذا التوجّه، يقول الناقد الموسيقي نزار مروة: «أنا شخصيًّا مع من اختاروا الطريق الصعب، معهم من دون تحفّظ، ومع إعادة تربية موسيقية شاملة للأذن الشائعة والذّوق العام. إنّنا نراهن على زمنٍ آتٍ تحتلّ فيه الموسيقى الجادّة المكان اللائق في ثقافة الجمهور ووجدانهم. وإلى ذلك الوقت، أعتبر أنّنا جميعًا، أفرادًا ومؤسّسات، مقصّرون في جعل هذا الآتي يبدو قريبًا».

افتُتن الباشا بالموشّحات إلى أن أصبحت فردوسه ومعراجه، حتى في التآليف الموسيقية والأعمال ذات الطابع الروحاني. أَوْلى اهتمامًا خاصًا بالابتهالات والإنشاديات، مستحدثًا الإنشادية الدينية المشرقية للأوركسترا السمفونية والجوقة، ومنها «الإنشادية النبوية» و«منهل الإيمان» و«دعاء الحق». كتب الباشا في تقديم أسطوانة الابتهالات عن دوافع خوضه هذا المضمار، فقال: «لطالما افتقدنا في موسيقانا الشرقية العربية الكبيرة هذا النوع من التأليف الموسيقي الديني الدرامي، علمًا أن كثيرًا من أدبائنا ومفكّرينا قد أنشأوا أعمالًا تراوح بين المأثور من الأدبيات الدينية، والتأليف الأدبي الفنّي، في حداثة علمية قدّمت للإيمان ما يستحقّه من تكريمٍ والتزام». لعلّ الباشا يكون من القلائل الذين اهتموا بهذا المضمار بمقاربةٍ فنية رحبة وإنسانية متفائلة، في زمن ظهور التطرّف الديني وتبعاته الفكرية والجمالية الضيّقة.

وقبل ذلك، ابتدع الباشا خلال عمله في إذاعة الشرق الأدنى أسلوبًا جديدًا لتقريب الموسيقى إلى الذائقة العامة، كما يفيد محمد كريّم. فقد كان يصوغ لوحةً موسيقية من عدة ألحانٍ أغانيَ معروفة، «ينسّقها وينظّمها لتأتي منسجمة من حيث تتابع المقام، أو يربط بينها بجملةٍ موسيقية من عنده ليتمّ التآلف والانسياق الجمالي، فلا تنزعج أُذُنٌ ولا يختلّ توازن»، ممهّدًا بذلك لتطوير تطبيقات محلية لمفهوم الإخراج الموسيقي. أما عمله المتعمّق في إعادة تقديم فاصل «اسقِ العطاش» برؤية موسيقية جديدة وكتابة أوركسترالية، فهو مدماك أساسي في خصوصية البنية الموسيقية لدى توفيق الباشا، التي تلاقت فيها كلاسيات الشرق والغرب عبر الموشّح والتأليف السمفوني، مثلما هو مقدّمة راسخة لما تبع من تآليف وأعمال كبرى واضحة الانتماء في التعبير عن الشخصية القومية لبلادنا.

 

عاصي ومنصور الرحباني

كانت جهود الأخوَين رحباني ترمي، منذ بداية الخمسينيات، نحو تأسيس عالم جمالي بدأت معالمه تظهر وتتبلور، لتأخذ ما تحقّق في السنوات السابقة منذ تأسيس لبنان الكبير إلى آفاقٍ جديدة. وما لبث أن توسّع التعاون الفنّي خارج الإذاعة اللبنانية مع تعرّفهما إلى فيروز خلال العام 1950، وترسّخ تدريجيًّا ليشكّلوا ثالوثًا فنّيًا فريدًا جذب دعم كلٍّ من أحمد عُسَّه (1915-2005)، مدير الإذاعة السورية، ومن ثمّ صبري الشريف في إذاعة الشرق الأدنى ورعايتهما. وسرعان ما انتشرت أعمال هذا الثالوث عبر أثير الإذاعات، انطلاقًا من أغنية «عتاب»، رغم معارضة بعض المحافظين من أعلام الفن وجمهوره على جزء من نتاجهم. وفي العام 1955، دعتهم الإذاعة المصرية للإقامة الفنّية لمدة ستة أشهر، ولتسجيل ثمانية وأربعين لحنًا مع الأوركسترا التابعة لها، بعد انتشار أغنية «يابا لالا» في القاهرة منذ إذاعتها للمرّة الأولى قبل عامين.

وبفضل الإمكانات الإنتاجية المتاحة وخصوصًا في إذاعة الشرق الأدنى، تميّزت تلك المرحلة بغزارة الأعمال وتنوّع أنماطها من الأغاني المعرّبة الراقصة، والأغاني الشعبية والفولكلورية، إلى الموشّحات، والقصائد، والاسكتشات الغنائية، التي ما زال جزءٌ كبيرٌ منها قابعًا في خزائن تلك الإذاعات. وتبلورت خصوصية محلية تترابط فيها الكلمة و«أختها النغمة»، كما كان يقول عاصي، مع المغنى ضمن صياغة لحنيّة تكثّف التجارب الإنسانية وشحناتها العاطفية زمنيًا في دقائق معدودة، مرسومة بدقة حرفية رغم بساطتها الظاهرية، ومبتعدة عن فنون الارتجال لصالح الكتابة الأوركسترالية. وقد تماهت هذه المنظومة الفنية مع قيم نهضة استلهمت روح الأرض وتطلعات الناس، لتشكّل الخطوة التالية في تكامل خصوصية فيروز والأخوَين رحباني الفنّية.

من طلائع انطلياس وتحديات البدايات الأولى في الأربعينيات، انطلق الأخوان رحباني ومعهما فيروز في مهرجانات بعلبك ليصبحا في العام 1957 من «الأعمدة الوطنية في تطوير الموسيقى اللبنانية»، كما يذكر كاتالوج المهرجان. حملا لواء المسرح الغنائي بعد انفراط عقد عصبة الخمسة في العام 1959، فتوالت الأعمال في بعلبك وكازينو لبنان والبيكاديللي، وقدموا «أيام فخر الدين»، و«جسر القمر»، و«موسم العز»، و«جبال الصوان»، و«ناطورة المفاتيح»، و«الشخص»، و«صح النوم»، وغيرها. كما كانت لهم إطلالات تلفزيونية وسينمائية عبر ثلاثة أفلام (بيّاع الخواتم، سفر برلك، بنت الحارس)، ورحلات فنية إلى الدول العربية والأميركيتين وفرنسا وبريطانيا.

رحل عاصي في 21 حزيران 1986 إثر تداعيات جلطة دماغية أصيب بها قبل 14 سنة، تاركًا وراءه تاريخًا من الفنّ الريادي الذي سكن بيوت الناس، كما كتبت فيروز. وكانت «صيف 840» باكورة أعمال منصور في العام 1987، مهديًا إياها لذكرى رحيل أخيه.

بدأ منصور حينها مسارًا فنّيًا استمر 22 عامًا لغاية رحيله في 13 كانون الثاني 2009. تنوّع إنتاجه الفنّي بين الأغنية والحلقات التلفزيونية والأعمال الدينية، فيما بقي الشعر والمسرح الغنائي المضمارين المفضّلين عنده.

أصدر خمسة دواوين شعرية، هي: «أسافر وحدي ملكًا»، و«أنا الغريب الآخر»، و«بحّار الشتي»، و«القصور المائية»، و«الأولى القصائد»، إلى جانب «قصائد مغنّاة للأخوين رحباني». تشمل هذه الكتب قصائد كتبها في مراحل مختلفة، بالإضافة إلى كتاب «سمراء مها» للأخوين رحباني الذي صدر في الخمسينيات وأخرى جديدة تستحق دراسة مستقلة. أما في المسرح، فقدّم الوصية (1993)، آخر أيام سقراط (1997)، أبو الطيب المتنبي (2001)، ملوك الطوائف (2003)، حكم الرعيان (2004)، وزنوبيا (2007). كما ألّف نصوصًا مسرحية تولّى تلحينها وتنفيذها ابنه أسامة، وهي: «وقام في اليوم الثالث» (2000)، «آخر يوم» (2004)، «جبران والنبي» (2005)، و«عودة الفينيق» (2008). رغم تناوله مواضيع معاصرة في الوصية، آخر يوم، وحكم الرعيان، يظهر في هذه الأعمال اهتمام منصور بالسيرة والتاريخ والأدب والفلسفة. تنقّل عبرها بين تاريخ لبنان والعرب في الأندلس، وتناول سير جبران والمتنبي وسقراط في معالجة درامية حديثة استوحى منها قضايا معاصرة.

وعن المسرح الغنائي، قال منصور في ما يوضح توجهاته المسرحية: «عصرنا اليوم هو عصر المسرحية الغنائية التي برع فيها الأنكلوساكسون (الإنكليز والأميركيون)، وهذا النوع يختلف عن الأوبريت التي اشتهر بها اللاتين. وإذا أجرينا مقارنة بين مسرحنا ومسرحهم، نجد أننا نختلف عنهم». وأضاف: «نتفوّق عليهم شعرًا ومضمونًا ونغمًا، أما هم فيتفوقون علينا في كل ما يتعلق بالتقنيات، من أوركسترا وديكور وهندسة إضاءة، لأنّ هذه الأشياء بحاجةٍ إلى المال الوفير، وإلى الإمكانات الجيدة».

يتبع في الحلقة الثانية…

 

المراجع

– كاتالوج مهرجانات بعلبك الدولية، 1957.

– نزار مروة، في الموسيقى اللبنانية العربية والمسرح الغنائي الرحباني، طبعة ثانية، 2014.

– محمد كريّم، كما عرفتهم، 2015.

– محمود غزالة، توفيق الباشا: يقظة الموسيقى، 1999.

– عبيدو باشا، توفيق الباشا: لو تطورنا طبيعيًا لما بقي الناي والعود على حالهما، السفير، 25/3/1998.

– جوزف أبي ضاهر، الأخوان رحباني: هوامش من سيرة ذاتية، 1986.

– هنري زغيب، في رحاب الأخوين رحباني، طبعة ثالثة، 2015.

– هنري زغيب، طريق النحل،2001.

– نبيل أبو مراد، الأخوان رحباني: الحياة والمسرح، 2010.