- En
- Fr
- عربي
مؤتمر القمة
برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ممثَّلًا بوزير الزراعة نزار هاني، وحضور رئيس الأركان ممثِّلًا قائد الجيش العماد رودولف هيكل، أقامت الطبابة العسكرية وجامعة البلمند مؤتمر ”إدارة الأزمات في القطاع الصحي“ في جامعة البلمند في قلحات - الكورة.
شارك في المؤتمر عدد من الوزراء والنواب، وفاعليات طبية ونقابية وجامعية وسياسية واقتصادية، وممثلين عن الأجهزة الأمنية وعدد من ضباط الجيش.
سعى المؤتمر إلى تحقيق جملة أهداف، في طليعتها تبادل الخبرات، وتقييم الاستجابات السابقة، إلى جانب اقتراح خارطة طريق شاملة لتعزيز الجهوزية وبناء نظام صحي أكثر مرونة واستدامة. وقد توزّعت أعمال المؤتمر على جلسات رئيسية وحوارية ناقشت التحديات البنيوية في القطاع وآليات التنسيق في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى محاضرات مرتبطة بموضوع المؤتمر، وصولًا إلى التوصيات التي شكّلت خلاصةً عملية لرؤية وطنية متكاملة في إدارة الأزمات الصحية.
دولة حديثة قادرة على تأمين الرعاية الصحية
افتُتح المؤتمر بكلمة ترحيبية ألقتها رئيسة قسم الصحة العامة في جامعة البلمند الدكتورة ميريام مراد، فشدّدت على أهمية هذا المؤتمر الجامع بين مختلف الجامعات والهيئات الصحية التي أشركت الحضور بخبراتها في مجال مواجهة الأزمات في القطاع الصحي. ورأت أنّ ميزة هذا المؤتمر تكمن في التعاون مع الجيش اللبناني الذي يمثل إحدى ركائز الوطن الأساسية، وفي مشاركة وحضور العديد من الخبراء في مجالات متنوعة.
وأكّد وزير الزراعة نزار هاني في الجلسة الافتتاحية متانة القطاع الصحي الذي شكّل خط الدفاع الأول في مواجهة عدة أزمات مرّ بها لبنان، مشيرًا إلى أهمية العمل على تطوير هذا القطاع بغية بناء دولة حديثة قادرة على تأمين الرعاية الصحية لمواطنيها، وضرورة التحول البنيوي القائم على التعلّم من التجارب. كما أشاد بإسهام الجيش في إقامة المؤتمر، وبدور جامعة البلمند في احتضانها المبادرات العلمية الهادفة.
وأشار إلى «أن الأزمات لا تُواجه بالقرارات العشوائية بل بالرؤية والتخطيط والحوكمة الرشيدة، ومن هنا فإنّ ما يطرحه هذا المنتدى من محاور حول القيادة في أوقات الأزمات والشراكة بين القطاعين العام والخاص وتعزيز البنى التحتية الصحّية يشكّل خارطة طريق نحو بناء منظومة صحّية وطنية شاملة تستند إلى الإبتكار والعدالة والإستعداد المسبق لا فقط الى ردود الأفعال المحدودة».
دور فاعل للجيش في إدارة الكوارث
بعدها ألقى اللواء الركن حسّان عوده رئيس الأركان كلمة استعرض فيها الدور الفاعل للمؤسسة العسكرية على الصعيد الصحي خلال الأزمات الخطيرة، إيمانًا منها بقدسية واجبها المهني والأخلاقي في الوقوف إلى جانب اللبنانيين. كما نوّه بدور الجيش الحيوي في الخطة الوطنية للتصدّي لجائحة كورونا، وفي إخلاء المصابين عقب انفجار مرفأ بيروت وتوفير الرعاية الصحية لهم، بالتوازي مع تولّيه مسؤولية تأمين محيط الانفجار ورفع الركام وفتح الطرقات.
كما أضاء على التحديات غير المسبوقة التي واجهها وطننا في السنوات الماضية، وقال في هذا الإطار: «عانى القطاع الصحي خصوصًا من ضغوط هائلة، تجلّت في نقص الإمدادات الطبية الأساسية، وهجرة المتخصصين في الرعاية الصحية، فضلًا عن تدمير عدة مستشفيات ومرافق صحية من جراء انفجار المرفأ. وتفاقَمَت تلك الضغوط في ظل الحرب التي شنّها العدو الإسرائيلي على وطننا، ما استلزم عملًا دؤوبًا ومتواصلًا لتأمين الإخلاء الصحي وعلاج المصابين من قبل المؤسسات الصحية العامة والخاصة».
نموذج تشاركي على مستوى الوطن
وفي السياق، شدّد رئيس الطبابة العسكرية العميد الإداري داني البشرّاوي على أهمية المؤتمر الذي يشكّل منصة حوار وتكامل بين الجهات الصحية الرسمية، والمؤسسة العسكرية، والقطاع الخاص، والجامعات، ومنظمات المجتمع المدني.
واستعاد المحطة المفصلية في مسيرة الطبابة العسكرية والمتمثّلة في المؤتمر الذي عقدته في شباط 2023 تحت عنوان: «الرعاية الصحية العسكرية: من الجيش إلى كل الوطن»، والذي عرض تجربتها خلال جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية، وانفجار المرفأ، مظهرًا كيف استطاعت الطبابة مواجهة التحديات عبر التخطيط الاستراتيجي المبكر، ومركزية القرار مقابل لامركزية التنفيذ، إلى جانب تفعيل المختبرات، وإنشاء غرف عناية فائقة ميدانية، وتأمين الاستشفاء للمرضى المدنيين والعسكريين في آنٍ معًا. وقال: «لقد خرجنا من هذه التجربة بدرسٍ بالغ الأهمية، وهو أنّ القدرة على الصمود لا تأتي من الموارد وحدها، بل من التنسيق، ومن روح المسؤولية المشتركة، ومن الثقة المتبادلة». وأكد أنّنا اليوم، بأمسّ الحاجة إلى تكريس هذا النموذج التشاركي على مستوى وطني. فالمؤسسة العسكرية، بما فيها الطبابة، لا تدّعي امتلاك الحلول لكلّ المشكلات، لكنها تمتلك نموذجًا يمكن البناء عليه، إذ يُـثبت أنّ التخطيط، والانضباط، ووضوح الرؤية، عوامل من شأنها إحداث فرق حقيقي.
التعاون واجب وطني
بدوره، اعتبر رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس الورّاق أنّ الأزمات الأخيرة أثبتت أنّ التعاون بين القطاعين العام والخاص لم يعد خيارًا بل واجبًا وطنيًا، مؤكدًا إيلاء الجامعة اهتمامًا خاصًا لوضع استراتيجيات تَضمن استمرارية مختلف القطاعات الحيوية في لبنان، ودعا إلى الاستثمار في التقنيات الحديثة، لافتًا إلى تضامن اللبنانيين وعزمهم على النهوض ببلدهم، مجتمعين خلف جيش بلادهم.
الحاجة إلى خارطة طريق
ولفتت عميدة كلية الصحة في جامعة البلمند الدكتورة هدى هاجر إلى التحديّات الكبرى في القطاع الصحي، مشيرةً إلى أهمية التعاون بين مختلف الجهات المعنية بالقطاع الصحي، مستشهدةً بتجارب الأزمات. كما شدّدت الدكتورة هاجر على أهمية البحث العلمي في عصر الأزمات الصحية، متمنّية أن يخرج المؤتمر بخارطة طريق تضع الحلول الجادة وتؤسس لنظامٍ صحيٍّ قوي ومستدام.
التخطيط الاستراتيجي وبناء نظام رعاية صحية مرن
ابتدأت فعاليات المؤتمر بعرض المشاركين لمحاضراتهم التي تناولت تجارب ميدانية متنوعة في مواجهة الأزمات الصحية، مع التشديد على أهمية الاستجابة السريعة، وحسن إدارة الموارد، وتفعيل التنسيق بين الأطراف المعنية كافة.
المحاضرة الأولى كانت لمستشارة وزير الصحة العامة الدكتورة ندين هلال التي أضاءت من خلالها على تجربة وزارة الصحة خلال العامين 2023-2024، كما تطرقت إلى جائحة كورونا والواقع الصحي في لبنان. وتحدّثت عن أهمية إدارة التبرّعات، مشيرةً إلى نجاح الاستراتيجية الصحية المُعتمَدة بين الوزارة والطبابة العسكرية.
بدوره تحدّث في المحاضرة الثانية رئيس المختبرات العسكرية المقدم الصيدلي حبيب عبدو، عن التخطيط الاستراتيجي في إدراة الأزمات المتعدّدة التي واجهت لبنان، وعن استراتيجية الطبابة العسكرية الصحية وأهدافها، بالإضافة إلى حاجاتها اليومية والمستقبلية. وأشار إلى أهمية التقييم السريع وتفادي الحسابات الخاطئة، لافتًا إلى ضرورة التعاون بين جميع القطاعات وسدّ الفجوات في النظام الصحي.
وفي المحاضرة الثالثة، تناول الخبير في مجال الرعاية الصحية، رئيس مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت المهندس جوزف عتيّق، الأزمات التي واجهت لبنان منذ نحو خمسين عامًا ولا سيّما تلك التي حصلت منذ العام 2015. وشدّد على أهمية وضع استراتيجيات مرنة بحسب نوع الأزمة، مشيرًا إلى عدم جهوزية القطاع الخاص خلال جائحة كورونا، وإلى أزمة الاتصالات التي طرأت في أثناء انفجار مرفأ بيروت.
تخلّل المؤتمر جلستان حواريتان، ركّزت الأولى التي أدارتها الإعلامية رلى معوّض على إدارة الأزمات في الاستجابات العاجلة العامة والاستراتيجيات طويلة الأمد. بينما عالجت الثانية التي أدارها الدكتور فادي الجردلي رؤى وخططًا لبناء نظام رعاية صحية مرن في لبنان، قادر على الاستجابة للأزمات والتحديات المتراكمة.
الجلسة الحوارية الأولى
تنوّعت المداخلات في الجلسة الحوارية الأولى بين تجارب ميدانية وتحليل مؤسساتي، حيث ناقش المتحدثون أوجه القصور في الاستعداد المسبق، وأهمية الحوكمة، ودور التمويل الدولي والمنظمات غير الحكومية، إلى جانب الحاجة إلى رؤية وطنية متكاملة وخارطة طريق قابلة للتنفيذ لضمان صمود القطاع الصحي في وجه الأزمات المتكررة.
وقد رأى رئيس الطبابة العسكرية أنّه «إذا أردت السلام عليك أن تستعدّ للحرب»، وذلك من خلال وضع المخطّط الصحيح، مؤكدًا فعالية لامركزية القرار وأهميتها، كما تبيّن خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.
وتحدث الدكتور أنطوني نصر (الصليب الأحمر اللبناني) عن الاستجابة الطارئة الحقيقية، مشدّدًا على أهمية التمويل الدولي لتأمين الاستدامة، منوّهًا بعمل غرفة العمليات في وزارة الصحة أثناء العدوان الأخير على لبنان، إذ تمّ إنقاذ حياة العدد الأكبر من المصابين.
كذلك أضاء رئيس رابطة كاريتاس لبنان، الأب ميشال عبود، على تداعيات الأزمة الاقتصادية على المجتمع اللبناني التي دفعت بالمئات إلى اللجوء إلى رابطة كاريتاس، مشيرًا إلى مئات المرضى الذين فارقوا الحياة في منازلهم. وأكّد حصول كاريتاس على المساعدات من المانحين وتقديمها كمساعدات طبية مختلفة، ومن بينها العلاج النفسي.
أما وزير البيئة السابق الدكتور ناصر ياسين، فأضاء على ثلاث ثغراتٍ أساسية، وهي: غياب القدرة على استشراف الأزمات قبل وقوعها، قصور في الإدارة العامة وضعف في إدارة المساعدات، داعيًا إلى إنشاء هيئة وطنية لإدارة الكوارث والأزمات.
وعن دور منظمة الصحة العالمية خلال جائحة كورونا تحدثت الدكتورة أليسار راضي داعيةً إلى تعزيز الخدمة الصحية في لبنان، كي يتمكن كل فرد من الحصول عليها. وأشارت إلى ضرورة رسم خارطة طريق للعناية الصحية قوامها: الترصّد الوبائي للنازحين السوريين، سدّ الثغرات التي نتجت عن الأزمة المالية، وحلّ أزمة الدواء.
ودعت السيدة فرح أصفهاني (البنك الدولي) إلى ضرورة ترشيد الموارد، ووضع استراتيجية خاصة بالإصلاحات المتعلقة بالقطاع الصحي، منوّهة بعمل غرفة العمليات في وزارة الصحة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان (2023-2024).
آليات الاستجابة والتنسيق
تناولت المحاضرة الرابعة آليات التأهب للطوارئ ودور التنسيق بين الجهات الصحية، مع التركيز على الدور الحيوي للمنظمات غير الحكومية، وتأثيرها السلبي على قدرة النظام الصحي على الصمود. وفي هذا السياق تطرّقت رئيسة قسم الصحة العامة في جامعة البلمند الدكتورة ميريام مراد إلى أزمة التغيّر المناخي climate change وتأثيرها على الإنسان، وبالتالي على القطاع الصحي. وأضاءت على دور المنظمات غير الحكومية في مواجهة التغيّر المناخي والأزمات الصحية التي مر بها لبنان. وأعلنت عن الجهود التي تقوم بها كلية الصحة - وحدة التغيّر المناخي في جامعة البلمند، للتخفيف من حدّة هذه الأزمة والتقليل من المخاطر الناتجة عن تغير المناخ، خصوصًا على الفئات السكانية الضعيفة والمرافق الصحية.
الهشاشة وهجرة الأدمغة
كان للكاتب والباحث البروفسور نسيم نيكولا طالب محاضرة مهمة، وهي الخامسة في المؤتمر تحدث فيها عن نظرية «الهشاشة» fragility و«مقاومة الهشاشة» Antifragility.
وأوضح طالب الفرق بين الهشاشة التي تنهار تحت الضغط، فيما تصمد الصلابة (resilience) دون تغيير، أما المضادّة للهشاشة فتزدهر وتقوى نتيجة الصدمات والتقلبات، وتستفيد من الفوضى، بدلاً من مجرد تحمّلها.
وندّد طالب بهجرة الأدمغة اللبنانية وانعكاساتها السلبية على المجتمع اللبناني، مشيرًا إلى أن النظام الصحي اللبناني مثل باقي الأنظمة، يمكن أن يعود أقوى بعد الأزمات التي شهدها لبنان.
الجلسة الحوارية الثانية
تطرّق المشاركون في الجلسة الحوارية الثانية إلى أهمية القرار السياسي، وتفعيل دور وزارة الصحة، وتحسين الحوكمة، وتعزيز دور الضمان الاجتماعي، إلى جانب التأكيد على ضرورة إصلاح بنيوي شامل يضع المواطن في صلب السياسة الصحية.
من جهته، أشار وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين إلى أنّ الصحة خيار سياسي، مستعرضًا آلية وضع استراتيجية صحية في لبنان مبنية على قاعدة معلومات تُسهم في تأمين الرعاية الصحية للجميع. ولفت إلى أنّ جوهر الأزمة الصحية في لبنان يكمن في غياب القرار السياسي الفاعل، لا في القوانين أو التشريعات، مشددًا على ضرورة إعادة الدور المحوري لوزارة الصحة كجهةٍ ناظمة للقطاع. كما أشار إلى الفارق بين موازنة وزارة الصحة التي لا تتجاوز 68 مليون دولار، وبين الكلفة الإجمالية للقطاع الصحي التي تقدّر بنحو 800 مليون دولار.
بدوره، أكّد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبدالله أنّ الإرادة السياسية هي السبب في تعثُّر القطاع الصحي في لبنان، موضحًا أهمية الحوكمة في هذا القطاع، لافتًا إلى الفوضى القائمة في عمل الصناديق الضامنة، ومنوّهًا من جهةٍ أخرى بأداء الطبابة العسكرية في الجيش اللبناني. كما دعا إلى تطبيق الاستراتيجية الصحية الصادرة في العام 2023.
أما ممثل وزير العمل حبيب حزقيال، فقد أضاء على المسؤولية الصحية المترتبة على وزارة العمل تجاه العمال الأجانب، مؤكدًا حجم التحديات الملقاة على كاهلها. ودعا إلى إعادة تفعيل الدور الأساسي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، منتقدًا التفاوت في الخدمات الصحية، ومشيرًا إلى العجز الكبير في الصندوق.
كما رأى ممثل وزيرة الشؤون الاجتماعية السيد روبين صغبيني أنّ القانون اللبناني لا ينصف المواطن صحيًا، ودعا إلى تأمين الطبابة للجميع من خلال البطاقة الصحية الشاملة.
خلاصة تجربة في مواجهة الأزمات
وعن تجربته في مواجهة الأزمات ووضع الحلول المناسبة لها، ألقى المدير التنفيذي السابق في شركات رينو، نيسان وميتسوبيتشي كارلوس غصن المحاضرة السادسة في المؤتمر، وأوضح فيها الاختلاف بين أنواع الأزمات، مستشهدًا بأزمات تسونامي، المصارف والأزمة العالمية التي سبّبتها جائحة كورونا... ولفت غصن إلى الضبابية والجهل لمعلومات كثيرة عن الأزمة إثر حدوثها، وكذلك إلى عدم معرفة حجم تداعياتها، مشدّدًا على أنّ الأولويات تكمن في الحلول المناسبة للأزمة، وفي القرارات السريعة المُتخذة. وتناول أهمية تحقيق الفرص خلال الأزمات، بحيث أنّ الناس تضاعف جهودها في هذه الفترة، وأضاء على أهمية دور الإعلام خلال الأزمات، لناحية نشر الوعي والمعرفة في المجتمع.
التوصيات
اختُتِم المؤتمر بعرض رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس الورّاق التوصيات التي توصّل إليها المشاركون، وجاءت على الشكل الآتي:
1- إنشاء هيكل مركزي لحوكمة الطوارئ بهدف توحيد التخطيط للطوارئ، واللوجستيات، والاستجابة متعددة القطاعات.
2- تطوير خطط استباقية للأزمات، إجراء تدريبات منتظمة، ورسم خريطة للاحتياجات الصحية من خلال نظام الخريطة الصحية (carte sanitaire).
3- تعزيز القدرات المحلية واللامركزية للاستجابة للطوارئ من خلال تمكين البلديات ومراكز الرعاية الصحية الأولية.
4- الاستثمار في القوى العاملة الصحية، تحسين التوظيف والاحتفاظ بالكفاءات، والتدريب، وتحسين جاهزية المرافق الصحية لتحمّل الأزمات والانقطاعات.
5- توسيع استخدام المنصات الرقمية لتتبع وتنسيق العمليات في الوقت الفعلي مثل PHENIX وMediTrack، بدلاً من الأنظمة الورقية.
6- تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص من خلال تحديد الأدوار بوضوح، والتواصل بشفافية، والمشاركة المجتمعية.
7- إعطاء الأولوية للمرونة المناخية في التخطيط الصحي لتقليل المخاطر الناتجة عن تغيّر المناخ، خصوصاً على الفئات السكانية الضعيفة والمرافق الصحية.
8- تعزيز جمع البيانات حول التأثيرات الصحية المرتبطة بالمناخ، خصوصاً ما يتعلق بتلوث الهواء، وموجات الحر، وانتشار الأمراض المعدية.
9- تجاوز الاستقرار الزائف أو المفروض من خلال تقبّل الضغوط الضرورية، وإنشاء نظام حوكمة ديناميكي ولامركزي قائم على التكيّف والمرونة في مواجهة التغيير.
10- تعبئة الإرادة السياسية والمساءلة في الاستعداد والاستجابة للأزمات من خلال تشريعات قائمة على البيانات، وتمويل مخصص، وقيادة مؤسّسية فعالة.
ملامح خارطة طريق إدارة الأزمات في القطاع الصحي
على هامش المؤتمر، أوضح رئيس الطبابة العسكرية العميد الإداري داني البشراوي في حديث لمجلة «الجيش» أنّ فكرة انعقاد المؤتمر الثاني للطبابة العسكرية «إدارة الأزمات في القطاع الصحي»، انطلقت من حاجة لبنان لإدارة قطاعه الصحي بشكلٍ مستدام ومتكافئ، في ظل ما يشهده من سوء تنظيم وغياب للرؤية الاستراتيجية. وأشار إلى أنّ المؤتمر يأتي استكمالًا لنجاح مؤتمر شباط 2023، الذي جمع أيضًا المعنيين بالشأن الصحي لتبادل الخبرات والخروج بتوصيات واقعية ترسم ملامح خارطة طريق القطاع الصحي في لبنان.
وأوضح العميد البشراوي أنّ المؤتمر حظي بدعم رئيس الجمهورية وقائد الجيش، واستغرقت عملية تنظيمه قرابة الأربعة أشهر. وقد ترأس اللجنة التنظيمية كل من رئيس المختبرات العسكرية في الطبابة العسكرية المقدم الصيدلي حبيب عبدو، ورئيسة قسم الصحة العامة في جامعة البلمند الدكتورة ميريام مراد.
وتطرّق إلى الاستراتيجية التي يعتمدها الجيش في إدارة الأزمات الصحية، لا سيّما لجهة تأمين الاحتياط، وإعادة توزيع الموارد، وترشيد المساعدات بما يضمن استدامتها. وأوضح أن المساعدات التي تلقّتها الطبابة العسكرية لم تتجاوز السبعة ملايين دولار، لكنها وُظّفت بأعلى درجات الكفاءة نتيجة الانضباط الذي أسهم في الاستفادة القصوى من هذه المساعدات.
وأشار العميد البشراوي إلى أنّ التوصيات التي صدرت عن المؤتمر جاءت ثمرة عمل مشترك بين جميع الأوراق التي قُدّمت خلال الجلسات. ولفت إلى أنّها برسم المعنيين، لافتًا إلى أنّ الطبابة العسكرية معنيّة بها أيضًا، وقد بدأت فعليًا تطبيق بعض توصيات مؤتمر 2023، وأبرزها اعتماد الرعاية الصحية الأولية. كما أعلن عن تجاوب وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين مع توصيات المؤتمر، مؤكّدًا وجود إرادة لتحسين أداء القطاع.











