من هنا وهناك

«أحاديث الأربعاء» لسلوى الأمين
إعداد: جان دارك أبي ياغي

حول كتاب «أحاديث الأربعاء في الزمن الصعب» للدكتورة سلوى الخليل الأمين، كان اللقاء في قصر الأونيسكو، في حضور الرئيس حسين الحسيني والدكتور محمد علي موسى ممثلاً الرئيس الدكتور سليم الحص، وحشد من المثقفين وأصدقاء المحتفى بها. البداية مع النشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة مدير «دار نلسن للنشر» سليمان بختي الذي أدار الندوة وقدّمها: «كتابها أحاديث مأخوذة بالحب، بالطيب، بصحوة الأمل، بالصلاح والحكمة والجمال، والتي هي من أهداف الحضارة».
ثم شكر رئيس اتحاد الصحافيين في سوريا الياس مراد الأمين على مساهماتها الغنية وكتاباتها في الصحافة السورية، خصوصًا في صحيفة «البعث» التي يعود تاريخ صدور عددها الأول إلى العام 1946.
بعد ذلك تلا الإعلامي بختي رسالة تهنئة من الدكتور اسكندر لوقا مدير مكتب الرئيس بشار الأسد إلى الدكتورة سلوى الخليل الأمين.
ثم تحدث القاضي المتقاعد منيف حمدان فقال: « كُتب على الأدباء والشعراء والمفكرين أن يكونوا خمائر الأمة ومنائرها وقمحها الصليبي وبذارها المؤصل».
وأضاف: «عرفت الدكتورة سلوى الخليل الأمين قبل أن أعرفها، فيا طيب من عرفت، فتشرفت وطيب ما اكتشفت من جواهر في فكرها ومواقفها والأدب، فاكتنزت واغتنيت ورحت أتشاوف بهذا الفوز المبين. وعرفتها من خلال ما سطّرت من كتب شعرًا ونثرًا، وما ألقت من محاضرات وما قدّمت من مداخلات في تكريم».
أما المحامي كريم بقرادوني فقال: «إحترت في أمر الدكتورة الأمين وتساءلت في سري: هل هي شاعرة أم أنها أديبة ومفكرة؟ وهل هي شاعرة وأديبة ومفكرة أم أنها ملتزمة في شعرها وأدبها وفكرها؟ وهل هي شاعرة وأديبة ومفكرة ملتزمة أم هي أيضًا ناشطة في قضايا الوطن والأمة من الجنوب إلى الجولان مرورًا بغزة والقدس؟ وكان جوابي لنفسي: إنها تجمع في شخصها كل هذه الأمور وأكثر».
ثم كانت كلمة النائب نقولا فتوش: «أقول في سلوى إنها فاجأتني كيف تتسلَّل من خفايا النفس والأحلام إلى الحقيقة الراسخة كالطود، ثم هي لا تنسى أو تتناسى أنها الشاعرة ذات الملامح الملائكية، فيفيض الشعر من نثرها كلما آثرت انقباضًا ويوقع على ألحان عذاب كلما هتفت أو استشعرت للحرية معنى آخر غير الحب».
الختام مع كلمة الأمين التي أوضحت أن كتابها «حمالة الصوت الصاعد من فجوات النفس التي ما عرفت الإطمئنان لحظة فوق مساحات الجنوب العاملي حيث طفولتي المنسيَّة لم تعرف إلا الخوف والقلق، والهروب من لسعات القنابل الإسرائيلية، ونارها الحارقة القاتلة الحاملة في رؤوسها الحقد والسموم وكل الإجرام المبيت، وحيث أحلام العذارى الوردية، اختفت في طيَّات حضارة معلَّبة ومزيَّفة جعلت فروضنا اليومية مترعة بالقهر وانحباس الفرح... أعترف بأنني وجدت في جريدة البعث السورية مساحة الحرية التي أعطتني إياها الصحف والمجلات والدوريات ووسائل الإعلام اللبنانية، وكنت سعيدة جداً بذاك الكمّ من القرّاء الذين أدهشوني بتواصلهم معي عبر البريد الالكتروني، وهذا ما أشعرني بالأمل الوردي الذي لم تمحه من ذاكرتي مقولة «الشعب العربي لايقرأ».
بعد الندوة، وقَّّعت الدكتورة سلوى الخليل الأمين الكتاب للحاضرين.

 

«صاحب الغبطة والسلطان» عمل مسرحي جديد
«صاحب الغبطة والسلطان » هو عنوان العمل المسرحي الجديد الذي تقدِّمه إذاعة «صوت المحبة» على مسرح «سنتر نايف وماري» في المعاملتين.
مَن يتابع العمل يجد جهودًا إضافية أضفت لمسات جديدة ومميَّزة عن أعمال سابقة قدَّمها الأب فادي تابت مخرج العمل وبطله ومؤلفه.
المسرحية تقدم أكثر من رسالة على الصعيد الوطني والإنساني وهي لا تتوجَّه وحسب إلى المؤمنين، بل إلى القيِّمين على الكنيسة، إذ في عز الحاجة إلى القمح والطحين خلع البطريرك صليبه الذهب وأعطاه للثوار ليبيعوه ويتصرفوا بثمنه. «بإمكان البطريرك أن يلبس صليبًا خشبًا، المهم أن يكون قلبه من ذهب».
مسرحية تاريخية، استعراضية، وطنية تستمدّ أحداثها من التاريخ في حقبات متعدِّدة، هدفها التعلّم من أخطاء الماضي والتطلع الى مستقبل أفضل.
وكما يتضِّح من عنوان المسرحية، حرص الأب تابت على عدم ربط عمله باسم ما أو بوجه معيَّن. فقد استلهم شخصية بطريرك وشخصية حاكم. في الأولى، إستند إلى شخصية البطريركين موسى العكاري وحجولا. وفي الثانية، إلى السلطان سليم الأول ومن جاء بعده. وثمة وجه آخر للعنوان بحيث يمكن أن يعني أن «صاحب الغبطة له أيضًا السلطان».
إستغرق التحضير للعمل 8 أشهر وشارك فيه 50 شخصًا.
البطولة لجوزف بو نصار، يوسف الخال، كارول عون، وليم حسواني، بول سليمان، سعد حمدان، ونوال كامل، والتأليف والتوزيع الموسيقي لشارل شلالا.

 

«إلياس عطوي بأقلامهم...»
«الياس عطوي بأقلامهم» كتاب جديد صدر في بيروت جامعًا في صفحاته كل ما كتب عن الشاعر عطوي في الصحف وما قيل في شعره، خلال مناسبات، إلى مقابلات أجريت معه.
يقول جان سالمة في مقدمة الكتاب إن الياس عطوي شاعر الحب والقبل المترفة، وعناوين قصائده هي من وحي العاطفة الجيَّاشة، والعشق المجنون، وهي أيضًا دليل ساطع على السيرة التي ارتضاها لنفسه، لفت إليه الإنتباه منذ بداياته الأدبية وانطلاقته الشعرية الأولى، أي منذ صدور كتابه البكر (نارانا) العام 1962. وقد صدر له سبعة دواوين وستلحقها خمسة جديدة وكلها من عيون الشعر، الشعر الملهم المحلق.
أما مغدوشة بلدته الغالية المرصودة لديه على الجمال والمجد أكثر ما تكون، فلا تكاد تمر مناسبة إلا وتراه يتغنَّى بها، هي الحبيبة الثانية أو ربما هي الحبيبة الأولى، مغدوشة التي ينظم فيها أحلى شعره وأرقه لحنًا.
ومع اجتياز الشاعر عتبة خريف العمر، يكتسب شعره عمقًا جديدًا ويزداد رقة وعذوبة، فتطالعك فيه مسحة الغروب ونظرة الوداع الدامعة، حيث نرى العاطفة المشبوبة والشوق المبرح إلى أفراح الضيعة، وإلى أيام الشباب.
وفي هذا يقول:«الناي يبكي بدمع العين منسكبا
يا بسمة العيد فيها دمعتي شجنٌ
والعيد يبسم بالأضواء منطربا
كيف العزاء وقد ولى الشباب صبا»

 

«حبر لأوراق الذاكرة» للشاعر جوزف أبي ضاهر

احتفلت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) بصدور الكتاب الثامن في سلسلة منشوراتها الجامعية: «حبر لأوراق الذاكرة» للشاعر جوزف أبي ضاهر، وفيه إضاءات على أعلام من لبنان.
شارك في الندوة نقيب الصحافة محمد البعلبكي الذي نوّه بـ «جهد الزميل أبي ضاهر في استذكار صحافيين كبار كانت لهم بصماتهم في تاريخ الصحافة اللبنانية. وهو بهذا الجهد يؤرّخ لحقبة مباركة من مسيرة صحافتنا».
تلته الأديبة إميلي نصرالله وفي كلمتها «... هذا الشاعر الذي عرفناه متسلّلاً بين نبض الحروف، متفانيًا في حُبّ الوطن، يطلّ في كتابه الجديد ساكبًا حبره فوق الأوراق، لعلّ حفيفها يوقظ الذاكرة ويعيد نبض الحياة إلى وجوه غابت، وكان لغياب كل فرد بينها افتقاد ووحشة. وهذا الكتاب اختيار محبة لما علق في الذاكرة من أنوار وجوه الذين أناروا ظلمة ليالينا بفكرهم وإبداعهم في كل حقل».
بعدها كانت كلمة الوزير إدمون رزق الذي اعتبر الكتاب باقة معلومات موثّقة تظهر خصوصيات وتلفت إلى شمائل ميّزت رعيلاً جسّد قيمًا واحتلّ مكانة. وجوزف أبي ضاهر أحيا في النفس زمنًا مُحببًا، وأيقظ مشاعر، فبدّل التنائي تدانيًا والانقطاع تواصلاً».
الكلمة الأخيرة كانت للدكتورة إلهام كلاّب البساط وفيها «إنه كتاب التناقضات المتآلفة، يستدعي الأسى بترانيم أجراس الفرح، وينير ممرات الحزن الداخلي في شعلة الخالدين. يمسك بعروق القلب فنقرأُهُ برعشات الروح، على الأقل في جيلنا الذي يتقلّب بين أمنيات وخيبات».
وختم المحتفى به أبي ضاهر: «الكتاب في الضوء. الكتاب لكم. ما كتبته نقلته بأمانة ومحبة. وأشحت فيه عن ضعف هو الغبار فوق مرآة. الزمن يحمل ممحاة. أتمنى أن أُعطى من العمر والوقت ما يسمح لي بتتمّة».
في نهاية اللقاء قدّمت رئيسة الجامعة هيام صقر درع الجامعة إلى المؤلف وميدالية الجامعة إلى الخطباء مع المجموعة الكاملة من منشورات الجامعة.
وختامًـا وقّع الشاعر أبي ضاهر على نُسخ كتابه الذي قدّمته الجامعة هدية للحاضرين.

 

«مركز التراث اللبناني» يتذكّر كرم ملحم كرم
الإختفاء يقرأه الحاضر إحتفاء. فما من غياب. ولأن التذكّر وحده يتيح معانقة طويلة مع الماضي، شاء «مركز التراث اللبناني» في الجامعة اللبنانية - الأميركية وفي إطار سلسلة الأنشطة الدورية للسنة الجامعية 2010 – 2011، أن يعانق ذكرى كرم ملحم كرم، بيدين اثنتين: معرض لصحفه ومؤلفاته ومخطوطاته، وكلام يحيّي ويحيي. هو الذي أصدر ألف ليلة وليلتين من مجلته القصصية «ألف ليلة وليلة»، وله ما يزيد على المئة رواية وقصة. وقد حضر الإحتفال حشد من الشخصيات الفكرية والأدبية والفنية والعسكرية.
بعد النشيد الوطني اللبناني، البداية كانت مع مدير المركز الشاعر هنري زغيب الذي قال: «كان في ظني أن هذه الليلة نحتفي بذكرى مرور 50 عامًا على مهرجان الذكرى في قصر الأونيسكو، ولكنني فوجئت لتوي بأننا نحتفل أيضًا بمئوية صدور جريدة البيرق».
محاولة حفر في فكر كرم ملحم كرم (1903 – 1959) وأدبه، قام بها السيد محمد حسن الأمين الذي أسر إلى الحاضرين: «يخيّل لي أن النصف الأول من القرن العشرين لو لم يشهد حياة هذا الكبير لكان زمنًا ناقصًا وخاليًا من تلك النكهة الآسرة التي يتذوَّقها قارئو أدبه والباحثون في فكره ورؤيته للكون والحياة والإنسان». وتوقّف عند الحداثة التي وسمت أدبه ناقلة إياه إلى ضفة التميّز والرياضة، فـ «كتب بغزارة وإتقان». أدبه «تأسيس لعصر الحداثة الأدبية والفكرية التي قامت في ما بعد». وخلص الأمين الى أن «صورة لبنان التي نتطلَّع الى انبثاقها قائمة في سيرة كرم وفي أدبه الخالد لأنه إنسانيّ النزعة».
في «العاصفة الأدبية» لكرم، وقف المحامي إدمون رزق قائلاً: «ها هو ماثل في اللحظة والمدى، حي ولو قيل قضى، حاضر ولو خُيّل مضى». وأضاف: «في المقالات فرادى، والمجلدات جمعًا، اعتنق الوطنية، امتشق الكرامة والعنفوان، رفض المذهبية والطائفية». وعن الصحافة التي عقد عليها كرم قرانه قال رزق: «اختار الصحافة منطلقًا، اقتحمها والتزمها، أنجبها ولدًا وحفدة، موقنًا أن قدر الإنسان الشهادة، ونذر الأقلام الحقيقة».
أما الأستاذ محمد السماك فتحدَّث عن «المثقف المسيحي اللبناني» في كرم ملحم كرم: «لعل كرم وأمثاله من الأدباء المسيحيين العرب كان في ذهن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وفي أذهان مساعديه عندما عملوا على صوغ وثيقة الإرشاد الرسولي». فكان «من خلال كتاباته من الذين أقاموا حوارًا صادقًا وعميقًا مع المسلمين في لبنان وفي البلدان العربية». وختم: «هو في إنتاجه الفكري صاحب رسالة تدعو، ولا تزال، إلى ما أراد البابا أن يعمل اللبنانيون المسيحيون عليه اليوم وغدًا وباستمرار، وهو تعزيز القاعدة التي تقوم عليها ثقافة العيش المشترك».
«حدّثني أبي»، هكذا استعاد الابن، نقيب المحامين السابق عصام كرم، حديث والده إليه «بعد اثنتين وخمسين سنة على موته بتلطّف شغوف يمازجه حنين التذكار».
وأضاف: «كان يحكي معنا كل يوم. وكان يشرف على درسنا. فيسمّن، بكتب من مكتبته، تعليم المعلمين في مدرسة الحكمة». وباللغة أوصاهم: «كونوا بررة باللغة. بكل لغة. لغتكم أولاً». وردَّد الإبن أقوالاً لوالده تردَّدت على ألسنة الأيام: «الصحافة مثل الأدب، خدينة الأفق الحق. أفق أبعد من التاريخ. وأعرض من الرؤيا. كلهم خافوا من الصحافة. أهل المعتقدات وأهل العقائد. فعلى الصحافة أن تخاف على نفسها من نفسها إذا كانت تريد أن تبرأ من الخوف».

 

من أقوال كرم ملحم كرم
«أَيُّها المسيحيّ، أَيُّها المسلم، أَيّها الدّرزيّ: لا كرامةَ لكم ولا قوةَ ولا شأنَ إلاّ يوم يَنسى المسيحيُّ أنه مسيحيّ، والمسلمُ أنه مسلم، والدرزيُّ أنه درزيّ، لتُحسُّوا جميعاً أنّ لكم وطناً واحداً عليكم جَمعُ مشيئته، وإنقاذُه من شوك العصبية الطائفية. عندئذ يَحترمكم الأَجنبيّ، ويدركُ أنّ شعرةً من رؤوسكم لا تسقُط إلاّ بإرادتكم».