أمر اليوم

«أمر اليوم» بمناسبة عيد الجيش:

وحدة لبنان من وحدتكم فلا تهونوا أمام المخاطر والتحديات

بمناسبة الأول من آب وجّه قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري الى العسكريين «أمر اليوم»، مشدداً على أن وقفتهم الوطنية الشجاعة حالت دون الانزلاق نحو المجهول. كما أكد «أمر اليوم» أن وحدة لبنان هي من وحدة الجيش وقوة الوطن هي أيضاً من قوة الجيش.
في ما يلي نص «أمر اليوم»:

 

أيها العسكريون
عيد الجيش مناسبة وطنية جلل، نستذكر فيها بملء الفخر والاعتزاز، شهداءنا الأبرار الذين سقطوا على امتداد مسيرة الشرف والتضحية والوفاء، ونتوقف عند ما حققته المؤسسة من إنجازات، وما اعترضها من مصاعب وعقبات، فنستقي العبر والدروس، ونجدد العزم على متابعة المسيرة بخطىً واثقة، أوفياء للرسالة والقسم، معاهدين الله وأنفسنا على حفظ أمانة الأسلاف، وبذل التضحيات الجسام ذوداً عن الوطن، وصوناً لمستقبل الأجيال.


أيها العسكريون
لقد شهدت السنوات الأخيرة تطورات سياسية وأمنية خطيرة، كادت تهدد مقومات وجود الوطن ورسالته الحضارية الفريدة، لكن وقفتكم الوطنية الشجاعة حالت دون الانزلاق نحو المجهول، فإلى جانب قيامكم بواجب الدفاع عن الجنوب، وضبط الحدود البرية والبحرية بالتعاون مع قوات اليونيفيل، التزاماً تنفيذ القرار 1701، تصديتم للإرهاب بيد من حديد، وواجهتم بمنتهى المسؤولية والوعي والتجرد، نار الفتنة المتنقلة من منطقة إلى أخرى، فحافظتم على الوحدة الوطنية، وسلامة المؤسسات الدستورية، في أصعب الظروف وأدقها، كما أسهمت جهودكم المضنية في وضع حد للفراغ الرئاسي، بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية في ظل إجماع وطني وترحيب خارجي قلّ نظيرهما، وتشكيل حكومة الإرادة الوطنية الجامعة، بحيث انطلق عهد جديد، واعدٍ بالخير والنهوض والاستقرار.


أيها العسكريون
إن وحدة لبنان هي من وحدتكم، التي تشكل أصدق تعبير عن إرادة العيش المشترك بين أبنائه، كما أن قوة هذا الوطن هي من قوة الجيش الذي نتطلع باستمرار إلى تعزيز قدراته عديداً وسلاحاً، بما يتناسب مع حجم المهمات الملقاة على عاتقه والأخطار المحدقة بالبلاد. واعلموا أن ثقة الشعب بكم هي أسطع برهان على أهمية دوركم وحسن أدائكم، وهذه الثقة توجب عليكم التمسك أكثر من أي وقتٍ مضى، بالثوابت الوطنية والعسكرية التي أرسى دعائمها فخامة الرئيس، كما توجب عليكم الاستعداد لبذل أغلى التضحيات لمواكبة العهد الجديد بأفضل الظروف الممكنة، وللحفاظ على الإنجازات الوطنية الكبرى التي حققها الجيش والمقاومة والشعب، والتي أضيف إليها مؤخراً تحرير الأسرى اللبنانيين من سجون العدو الإسرائيلي، واستعادة رفات المقاومين الشهداء، وكلي أمل أن تتوج هذه الإنجازات في وقتٍ لاحق بتحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، واسترجاع كامل حقوقنا المشروعة.
لا تهونوا أمام المخاطر والتحديات، ولا تعبأوا بما يحيط بكم من مشاكل وتجاذبات على اختلافها، فبالإرادة والصبر والإيمان، تنجلي الصعاب وينتصر الوطن.