أمر اليوم

«أمر اليوم» في عيد الاستقلال

أمل يبشّر بحقبة واعدة

 

في «أمر اليوم» الذي وجّهه إلى العسكريين بالتزامن مع الاحتفال بعيد الاستقلال، اعتبر العماد قهوجي أنّ العيد يحضر هذا العام ويحضر معه الأمل... ليبشّر بحقبة واعدة في انتظام عمل مؤسسات الدولة...
في ما يلي النص كاملًا.

 

أيّها العسكريون
يحضر عيد الاستقلال هذا العام ويحضر معه الأمل الذي افتقدناه في سنوات الفراغ الرئاسي، ليبشّر بحقبةٍ واعدة في انتظام عمل مؤسسات الدولة وتكامل أدوارها، وليتعزّز الاستقرار الذي صنتموه طوال الفترة السابقة، ويمضي الوطن بزخمٍ في مسيرة النهوض والتطوير.
 
 

أيّها العسكريون
إنّ انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فتح صفحةً جديدة، وأعاد صياغة خطوط عريضة لواقع سياسي شهد ما شهده من انقسامات واصطفافات خلال المرحلة الماضية، وسيؤسّس من دون شكّ لانصهار وطني منشود، تحت عناوين سيادية تحصّن الداخل من مخاطر تحوطه، ما انفكّت تقرع طبول إرهابها على حدوده من أقصاها إلى أقصاها.
لقد عبرتم بالوطن في أدقّ الظروف وأقساها إلى ضفة استقرار طبيعي بواقعه الأمني وسلمه الأهلي، يشارككم في تحصينه من اليوم وصاعدًا مؤسسات دستورية تستعيد مكانتها، كان لكم الدور الكبير في حماية استحقاقاتها، وتتطلعون إليها بملء الثقة كي تستكمل خطوات تعزيز قدراتكم عتادًا متطورًا قادرًا على مواجهة التحديات.
 
 

أيّها العسكريون
ما ينغّص علينا فرحة العيد، استمرار الإرهابيين باختطاف بعض جنودنا الأبطال، الذين لن نألو جهدًا وفرصة في سبيل كشف مصيرهم وتحريرهم، وأيضًا فقدان شهدائنا الأبرار الذين افتدوا بأرواحهم وطننا وشعبنا من شرور لو تحققت، ما كنّا لنعرف نهاية لها.
وعلى الرغم من ذلك، كونوا فخورين بكلِّ ما أنجزتم؛ بصمودكم في مواجهة العدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية، وتعاونكم المثمر مع القوات الدولية تنفيذًا للقرار 1701، وبانتصاركم على الإرهاب وشبكاته التخريبية على الحدود وفي الداخل، كذلك بحمايتكم الاستقرار الأمني والسلم الأهلي، وتوفير مناخات استمرار عمل المؤسسات الدستورية التي كانت قائمة خلال فترة شغور موقع رئاسة الجمهورية، والأهمّ من بينها المساهمة بحسب دوركم في إنجاح إتمام الاستحقاق الرئاسي.
كونوا فخورين أنّه ببطولات شهدائكم وجرحاكم وبشجاعتكم على الرغم من إمكاناتكم المتواضعة، أثبتّم أنّكم الأكثر كفاءةً قتالية بين الجيوش، واستحقّيتم تنويهات أهم المدارس العسكرية العالمية. واعلموا أنّ هذه الثقة الكبيرة بمؤسستكم، هي التي شجعت الدول الصديقة على مدّ يد المساعدة لكم في الوقت الذي كان فيه الشلل ينخر في مفاصل مؤسساتنا وشرايينها على مدى سنوات الفراغ.

 

أيّها العسكريون
بمناعة مؤسستكم بقي الوطن، فتمسّكوا بعقيدتكم القتالية وبثقافتكم الوطنية التي أثبتّم من خلالها أنكم قوّة عصيّة على الاستهداف، ومحصّنة من أمراض التحريض السياسي والطائفي وسواهما.
جيشكم كان وسيبقى الوسادة الآمنة التي تغفو عليها جفون اللبنانيين، فاستعدّوا لأدوار تتطلبها المرحلة الجديدة، وبرهنوا كما أثبتّم دائمًا أنّكم الخيار الصائب والأمل الذي لا يخيب.