أمر اليوم

«أمر اليوم» في عيد الجيش

امضوا الى الغد واثقين أوفياء وثابروا على العمل بصمتكم المعهود

 

حافظوا على ما أنجزتم، وامضوا الى الغد بخطى واثقة، مجدّدين الوفاء للرسالة والقَسَم، ومقتفين مآثر رفاقكم الشهداء...
بهذه الكلمات توجّّه قائد الجيش العماد جان قهوجي الى العسكريين في «أمر اليوم» بمناسبة العيد الخامس والستين لتأسيس الجيش.
في ما يلي نص «أمر اليوم» الرقم 29.

 

أيها العسكريون
تهلّ الذكرى الخامسة والستون لتأسيس الجيش، ووطنكم يطلّ على العالم من جديد، واحة للاستقرار والازدهار، ومنبراً للحرية والديمقراطية، ونموذجاً للتنوّع الفكري والثقافي على أشكاله.
إن لكم في كل ذلك، حصة وافرة وبصمات واضحة، فهذه المكتسبات الوطنية لم تكن لتبصر النور، لولا وقفاتكم الشجاعة، وجهودكم المضنية خلال السنوات الفائتة، ولولا التفاف الشعب حولكم عند كل منعطف خطير، لذا حافظوا على ما أنجزتم، وامضوا إلى الغد بخطى واثقة، مجدّدين الوفاء للرسالة والقَسَم، ومقتفين مآثر رفاقكم الشهداء، الذين بذلوا أرواحهم رخيصة على مذبح الوطن، مدركين أنه بروح الالتزام والتضحية والإنتصار على الذات، تصونون إرث جيشكم الغالي، وتصنعون مجد لبنان القوي، العصي على الرياح والأخطار.

 

أيها العسكريون
إن ما تنعم به البلاد راهناً من استقرار واضح، يبقى عرضة للمصاعب والتحديات، التي يمثلها كلّ من العدو الإسرائيلي والإرهاب. فالأول يواصل احتلاله أجزاء من أرضنا، وتصعيد خروقاته وتهديداته ضد لبنان، وزرع أشواك العمالة في جسم الوطن، والتعبير جهاراً عن أطماعه بثرواتنا الوطنية. والثاني، يبقى خطراً قائماً، يطلّ برأسه من حين إلى حين، بهدف إرباك مسيرة الدولة، والنيل من وحدة الوطن وسلامة أبنائه.
لذا أنتم مدعوون إلى الاستعداد التام لمواجهة ما يبيّته العدو من نوايا خبيثة، مستندين إلى قدراتكم الذاتية وإلى طاقات شعبكم المقاوم، ومستفيدين من التعاون الوثيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، تنفيذاً للقرار 1701، واضعين نصب أعينكم وجوب التنسيق الدائم مع هذه القوات، وتعزيز علاقتها بالمواطنين، كذلك أنتم مدعوون إلى رصد الخلايا الإرهابية أينما كانت، والقضاء عليها في مهدها، كما التدخل بسرعة وحزم، لمنع أي إخلال بأمن الوطن والمواطن.

 

أيها العسكريون
اعلموا أن قوة الدولة هي من قوة الجيش، وقوة الجيش هي ثمرة وحدتكم وثقة الشعب بكم، والروح المعنوية العالية لديكم. فتمسّكوا بهذه القيمة الكبيرة، التي طالما تميّزتم بها، وشكّلت سلاحكم الأمضى في مواجهة التجارب القاسية، مع التأكيد بأنها لا تتحصن وتكتمل، إلاّ بتوفير المزيد من السلاح الحديث، الذي يتناسب مع إمكاناتكم، ويتيح لمؤسستكم تأمين مستلزمات الدفاع عن السيادة الوطنية.
في الأول من آب تشخص إليكم العيون من جديد، حماةً مخلصين لوطن سيد حرّ مستقل، فثابروا على العمل بصمتكم المعهود، ولا تترددوا في بذل المستحيل دفاعاً عن الأهل والتراب، إذ ذاك يشمخ بكم العَلم، وتحفظون شرف الرسالة.