لقاء أمل

«أمل» لإدارة المساعدة الإنسانية
إعداد: ندين البلعة خيرالله

استقبلت قيادة الجيش في قاعة العماد نجيم في اليرزة، سفراء الدول الشقيقة والصديقة وممثليها، وممثلين عن المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة والتي قدّمت مساعدات للبنان إثر الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من آب، وذلك عربون شكر لمساعيهم.

بعد النشيد الوطني اللبناني، وقف الجميع دقيقة صمت عن أرواح شهداء الانفجار، ثم قدّم رئيس قسم الصحافة والعلاقات العامة في مديرية التوجيه العقيد الركن الياس عاد شرحًا مفصّلًا عن عملية «أمل» لإدارة المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى بيروت، والتي تولّى الجيش تنفيذها.

شرح العقيد عاد بدايةً الوضع العام للكارثة، وما نجم عنها من خسائر بشرية ومادية، فضلًا عن تشريد حوالى ٣٠٠ ألف شخص.

 

خطة القيادة

على أثر هذه الكارثة وضخامة تداعياتها، عبّرت العديد من الدول الصديقة عن تعازيها وتضامنها وتحرّكت على عجل وقدمت مساعدات متعددة: أطعمة ومعدات ومؤونات طبية وملاجئ مؤقتة. وأعلنت الحكومة اللبنانية بيروت مدينة منكوبة، كما أعلنت حالة الطوارئ، فتسلّم الجيش اللبناني مهمة إدارة عمليات الإنقاذ ووضع خطة ارتكزت على الخطوات الآتية:

- استلام المساعدات من خلال مطار رفيق الحريري الدولي:

نظرًا إلى الحركة الجوية الكثيفة الناجمة عن التدفق المتواصل للطائرات على المدارج المحددة، برزت الحاجة لتنسيق عمل الأجهزة المتعددة: الجمارك، جهاز مراقبة الملاحة الجوية، شركة طيران الشرق الأوسط (MEA)، الأجهزة اللوجستية، أمن المطار، الدبلوماسيون...

عيّنت قيادة الجيش اللبناني ضابط ارتباط لكل بلد من البلدان التي قدمت مساعدات، ولتنسيق وصول الطائرات ومعاينة المساعدات وعملية توزيعها. بعدها بدأ الجيش اللبناني والصليب الأحمر اللبناني والمنظمات الأخرى باستلام الهبات مباشرة من خلال الضابط اللوجستي المسؤول.

- الفرز والنقل والتخزين:

مع وصول ما يعادل ٢٠ طائرة يوميًا، تم تخزين المساعدات بالشكل المناسب (معدات طبية وأدوية وأطعمة)، وتمّ تسليم المساعدات الأخرى مباشرة إلى المتضررين بناءً على طلب الجهات المانحة.

- توضيب الحصص الغذائية:

أنشأ الجيش اللبناني مركزًا في البيال - فرن الشباك، حيث عمل الجنود والمتطوعون المدنيون على مدار الساعة لتحضير الحصص الغذائية وتسليمها للأشخاص المتضررين.

- توزيع المساعدات للمتضررين:

بدأت هذه الخطوة عبر تحديد الأشخاص والمنظمات التي تحتاج إلى مساعدة بالتعاون مع السلطات المحلية في المناطق المتضررة. في وقت لاحق، بدأت مديرية التعاون العسكري - المدني المزوّدة لوائح مفصّلة وبالتنسيق مع غرفة الطوارئ المتقدمة، بعمليات توزيع المساعدات في مواقع محددة سلفًا في المناطق المتضررة. ثم تم تعديل الآلية وبات الجيش يوصل المساعدات إلى المنازل.

إلى ما سبق، أوضح العقيد عاد أنّ توزيع المساعدات الطبية يجري بالتنسيق بين وزارتي الدفاع والصحة، إذ يتمّ تحديد احتياجات المستشفيات من المواد والمستلزمات الطبية والأدوية، ويتمّ تسليمها وفق هذه الاحتياجات. كما شرح دور غرفة الطوارئ المتقدمة التي تضمّ ضباطًا من مختلف الجهات الحكومية، في التنسيق بين مختلف الجهات الراغبة بالمساعدة، وفي التواصل مع كل من يحتاج إلى مساعدة.

وقد عبّر الحاضرون عن تقديرهم لجهود الجيش في هذه العملية، وتمّت الإجابة على الأسئلة والاستفسارات التي طرحوها عن تفاصيل إضافية تخصّ هذه العملية، وعن حاجات الجيش الخاصة لمعالجة الأضرار التي أصابت بعض المواقع العسكرية من جرّاء الانفجار.

وفي الختام توجّه العقيد عاد باسم العماد قائد الجيش بالشكر الجزيل لجميع الدول والمنظمات والهيئات التي سارعت إلى دعم لبنان والوقوف إلى جانبه في الكارثة التي ألمّت به، مؤكّدًا أنّ الجيش اللبناني، وعلى الرغم من الخسائر البشرية التي تكبّدها من الشهداء والجرحى، وحاجاته والأضرار التي ألمّت بمراكزه، يضع في سلّم أولوياته في الوقت الحالي، مساعدة المدنيين والاستجابة لحاجاتهم ومتابعة مهمّات حماية منطقة الانفجار، والبحث والإنقاذ لخدمة الشعب. وهو لن يوفر أي جهد للتخفيف من معاناة الأشخاص المتضررين، مع الأمل بأن تبدأ مرحلة إعادة الإعمار في المستقبل القريب.