اخبار ونشاطات

«إليك يا أبي» مهدى الى الجيش
إعداد: نينا عقل خليل

برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعقيد فادي سليمان، نظّمت الجمعية اللبنانية لتكريم الأب بالتعاون مع هيئة بيروت عاصمة عالمية للكتاب، حفلاً تكريمياً للمؤسسة العسكرية لمناسبة عيد الجيش تخلله توقيع كتاب «إليك يا أبي» (إصدار الجمعية للعام 2009)، وهو بمثابة تحية للأب الجندي لما يحمله هذا العيد من معاني الأبوة للإنسان والوطن.
أقيم الإحتفال في قاعة البطريرك الحويك لثانوية مار يوسف - جبيل، بحضور الرائد أديب الحاوي ممثلاً قائد الدرك العميد أنطوان شكور، المونسنيور جو معوض ممثلاً المطران بشارة الراعي، القائمقام حبيب كيروز، الرئيس السابق للجامعة اللبنانية الأميركية رياض نصار، نائب رئيس بلدية جبيل زخيا صليبا، رئيس المجلس الثقافي طنوس نصار وفعاليات. كما شاركت فيه موسيقى الجيش بقيادة العقيد جورج حرّو حيث قدّمت ريسيتالاً فنياً وباقة من الأغاني والأناشيد بمشاركة عدد من الفنانين.
بعد النشيد الوطني، عزفته موسيقى الجيش، ألقيت كلمات أشادت بدور الجيش من بينها كلمة رئيسة الجمعية الدكتورة نوال أبي شديد التي وجّهت «تحية إكبار وانحناءة تقدير وباقات من ورد الثناء الى كل جندي يرفع بندقية التحرير والإنقاذ والإنتصار».
وهنأ رئيس بلدية بلاط كمال القصيفي بعيد الجيش، معرباً عن «فخر اللبنانيين بهذا الجيش الذي أهدى لبنان رئيساً توافقياً يحتضن عائلة لبنان الكبيرة».
وقال رئيس بلدية إهمج نزيه سمعان إن «صمود المؤسسة العسكرية خلال المحن كان له الفضل الأول في الحفاظ على هذا الوطن».
وأبرز كيروز «دور الجيش في خدمة الوطن والحفاظ على مقدساته، وقد أنقذ البلاد من مخاطر عظيمة فكان صمام الأمان لشعبه ومصدر فخر بين الأمم».
ووجّه المونسنيور معوض تحية باسم أبرشية جبيل الى الرئيس سليمان والعماد قهوجي وجميع عناصر المؤسسة العسكرية للجهود التي تبذل والتضحيات التي تقدّم دفاعاً عن الوطن وشعبه وحفاظاً على الأمن والاستقرار وصموداً في وجه كل عدو معتد، وأنه بذلك يهيىء الأجواء والظروف لكي تأخذ الدورة الإقتصادية والإجتماعية والسياحية مجراها المثمر والمطمئن».
أما ممثل قائد الجيش فاعتبر «أن الجيش والأب صنوان متلازمان في الكثير من القيم والفضائل وكلاهما يعمل من دون ضجيج ويشكّل رمزاً للصمود والتضحية والتفاني ونكران الذات.
وقد جاء في كلمته ما يأتي:
«في جبيل مدينة الأشرعة والأرجوان، والحرف الذهبي الذي انطلق من شاطئها ذات يوم، يتراقص فوق الأمواج، ويشق عباب البحر متحدياً رياح المخاطر والمجهول، ليحط رحاله في آخر أصقاع الدنيا، محمّلاً بكنوز المعرفة والخير والجمال.
وفي جبيل مدينة الخلق والإبداع التي قدّمت للوطن وما تزال، خيرة أهل الفكر والفن والثقافة وكبار رجال الدولة.
وفي جبيل مدينة الوفاء، التي صانت عهدها مع الوطن وجيشه، كما حفظت حجارة قلعتها الأثرية وبيوتها العتيقة، وصخور شواطئها المنقوشة بالعناد، أمجاد تاريخ ناصع، عصي على التحول والنسيان.
في هذه المدينة العريقة نلتقي اليوم، بدعوة كريمة من الجمعية اللبنانية لتكريم الأب، التي أبت إلا أن توجّّه تحية للجيش في عيده، وتهدي الأب كتاب «إليك يا أبي»، المسطّر بحبر المحبة والتقدير والعرفان.
وحسناً فعلت الجمعية في مقارنتها الجيش بالأب، إذ أنهما صنوان متلازمان في الكثير من القيم والفضائل. فالأول، تقع على عاتقه مسؤولية حماية حدود الوطن من أي غادر طامع والسهر على سلامة كل مواطن. والثاني، هو الراعي المخلص لعائلته، يحمل فوق مناكبه أعباء تنشئتها، ويصونها باللحم الحي من أي عابث دخيل.
الأول، هو المزارع والعامل والمدرّس والموظف الذي يكرّس دقائق حياته من أجل سعادة عائلته ونهضة مجتمعه، والثاني هو الجندي المرابط عند تخوم الوطن، وفوق تلاله وسفوحه ووهاده، بين يديه سلاحه وفي مخيلته ترتسم صورة أهله ورفاقه الشهداء. وكلاهما في نهاية المطاف يعمل من دون ضجيج، ويشكّل رمزاً للصبر والتضحية والتفاني ونكران الذات.


أيها الحضور الكريم
يطل العيد هذا العام، واللبنانيون جميعاً يشخصون الى الجيش، واثقين بدوره، فخورين بأدائه، ومطمئنين الى خطواته، بعد أن حقّق إنجازات باهرة في حماية مسيرة السلم الأهلي، وفي تفكيك عشرات شبكات الإرهاب والعمالة، إضافة الى توفير أمن العملية الإنتخابية التي جرت مؤخراً في لبنان، بحيث تمكّن المواطنون من التعبير عن آرائهم وخياراتهم بحرية تامة، الأمر الذي كان موضع تقدير من الجميع للمؤسسة العسكرية، إزاء مواكبتها الفاعلة والمثمرة مختلف الإستحقاقات الوطنية.
وفي أجواء ذكرى عدوان تموز ومعركة نهر البارد، نتوجّّه بتحية إكبار وإجلال الى شهداء لبنان الذين سقطوا في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب وكل العابثين بأمن الوطن واستقراره. فمن كروم تضحيات هؤلاء الرجال الأبطال، نجني اليوم عناقيد الأمل، وندرك بهجة العيد ومعاني الحياة.
ختاماً، أتوجّّه باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي بخالص الشكر والإمتنان الى جمعية تكريم الأب رئيساً وأعضاء، والى أبناء مدينة جبيل وجوارها، وكل مَن أسهم في إقامة هذا الحفل وشارك في حضوره، متمنياً للجميع دوام السمو والتقدّم».