مناورة

«الأرز الأزرق»
إعداد: باسكال معوض بو مارون

مناورة لبنانية - فرنسية قبالة الشاطئ

نفّذ الجيش اللبناني والجيش الفرنسي تمرينًا بحريًا تكتيًا مشتركًا قبالة شاطىء المعاملتين بعنوان «الأرز الأزرق 2013» بحضور عدد من كبار ضباط الجيش وأركان القيادة وأجهزتها وقادة الوحدات الكبرى، والسفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي، والملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين في لبنان وضباط من قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية وبعض الشخصيات المدنية والروحية، إضافة إلى رؤساء بلديات ومخاتير وهيئات المجتمع المدني.
تمحورت المناورة القتالية حول عملية إبرار ومهاجمة مجموعة إرهابية قوامها 45 مسلحًا والتصدّي لها في محيط منطقة المعاملتين، تمكّنت المجموعة من الاحتجاب في الوادي المؤدي إلى بلدة غزير بانتظار وسيلة لإخلائها بحرًا إلى مكان تعتبره آمنًا.
وشاركت في المناورة وحدات من القوات البريّة والبحرية والجوية، إلى جانب وحدات من القوات البريّة والبحرية الفرنسية من ضمن مجموعة السفن الحربية الفرنسية «جان دارك».


تفاصيل المهمة
سبق التمرين تقديم إيجاز في صالة سينما «لاسيتيه» - جونيه، استهله مدير التمرين العميد الركن جورج نادر قائد الفوج المجوقل بالترحيب بالحاضرين، وتبيان أهمية التعاون بين الجيشين اللبناني والفرنسي، ومستوى التنسيق بين الوحدات المشاركة.
وأشار العميد الركن نادر إلى أن «التمرين عبارة عن عملية عسكرية ضد الإرهاب، هذا العدو المشترك للأمم الحرّة التي تتشارك القيم والمفاهيم الديموقراطية». وأضاف: «ستلاحظون الوحدات المجوقلة في القوات الخاصة اللبنانية في الوقت ذاته مع قوات الفرقة الفرنسية تنزل من المراكب البحرية، وتهاجم أهدافًا متقاربة، وذلك على درجة عالية من التنسيق وسرعة التحرك ودقة الرمي مع استخدام الذخيرة الحيّة».
ثم قدم رئيس الفرع الثاني في الفوج المجوقل المقدم ناجي جديداني شرحًا حول «وضع العدو الذي هو عبارة عن مجموعة سجناء إرهابيين فرّوا من سجن روميه بمساعدة مجموعات إرهابية من خارجه، متخفين في منطقة المعاملتين بانتظار هروبهم بواسطة البحر إلى مناطق يعتبرونها آمنة، وهم مسلحون ببنادق فردية ورشاشات وبعض المتفجرات بالإضافة الى أجهزة الإتصال».
من جهته، شرح رئيس الفرع الثالث في الفوج المقدم مارون أبو هلون سير العملية حيث ستقوم سرية معززة من الفوج المجوقل وسرية من الفوج الفرنسي بالإبرار على شاطىء المعاملتين بواسطة المراكب البحرية التابعة لكل من البحريتين اللبنانية والفرنسية، ومن ثم تهاجم كل سرية الأهداف المحددة لها قرب الكازينو وفي محيط جسر المعاملتين. ويتم اقتراب المراكب أو الطوافات بحماية فصيلة الاستطلاع من الفوج المجوقل التي تمركزت في محيط الهدف المقرر مهاجمته، ومن ثم عرض المقدم أبو هلون تعليمات التنسيق بين السريتين المهاجمتين لتنفيذ المهمة بالدقة اللازمة.
بعدها عرض الملازم الأول الطيّار يوسف الحاج ضابط الارتباط الجوّي مهمة القوات الجويّة اللبنانية التي تتلخص بتأمين الدعم الناري للقوى المهاجمة طوال فترة العملية وذلك بواسطة طوافات «الغازيل»، وتحميل فصيلة قتال مجوقلة وإنزالها في نقاط محيطة بالأهداف المقرر مهاجمتها لتأمين حركة القوى المهاجمة، الأمر الذي يتطلّب تنسيقًا دقيقًا مع طياري الطوافات في القوات الفرنسية لجهة تواقيت التحميل والتحليق وتأمين الدعم الناري وإنزال القوى».
من جهته لخّص النقيب البحري رفيق أبو رجيلي مهمة القوات البحرية اللبنانية: «تحميل سرية الفوج المجوقل وإنزالها على شاطىء المعاملتين وتأمين الدعم الناري للسريتين المهاجمتين ومنع فرار المسلحين عن طريق البحر وذلك بتنسيق دقيق مع قوات البحرية الفرنسية».
بعد ذلك عرض النقيب سركيس معوض آمر مجموعة المراكب الثانية في فوج مغاوير البحر مهمة الفوج والتي تقضي «بتأمين الشاطىء قبيل اقتراب المراكب لإنزال القوى، وحماية رأس الجسر لتسهيل مهمة القوات المهاجمة».
أما الملازم الأول محمد طهماز آمر سرية القتال المجوقلة الخامسة فمهمة سريته قضت بتحميل الملالات في مرفأ جونيه على متن المركب «صور» التابع للقوات البحرية اللبنانية، ومن ثم إنزالها على شاطىء المعاملتين لمهاجمة الأهداف المقررة لها بالتزامن مع إبرار القوات الفرنسية بواسطة المراكب الفرنسية.
ولخّص المقدم ميلاد رفول من فوج المدرعات مهمته بعزل البقعة التي يوجد فيها العناصر الإرهابيون لمنعهم من الإفلات بالتنسيق مع قيادة الفوج المجوقل.
فيما شرح الرائد الفرنسي أنطوان راميه مهمة القوات البرية والبحرية الفرنسية التي تقضي بتأمين حركة المراكب الفرنسية بواسطة طوافات «الغازيل» الفرنسية بالتنسيق مع القوات الجوية والبحرية اللبنانية، وإبرار سرية المقاتلين الثانية على الشاطىء بالتزامن مع إنزال المجوقل ومهاجمة الأهداف المحددة لها.

 

أهداف التمرين
يهدف هذا التمرين التكتي إلى تمرّس أركان الفوج في قيادة العمليات بتضافر الجهودالمشتركة مع جيوش حليفة، ما يؤدي إلى تمرّس آمري السرايا في إعداد العمليات الخاصة وتنفيذها، خصوصًا تلك التي تتطلّب تحضيرًا وتنفيذًا سريعين مع وجوب التنسيق الدقيق مع وحدات مشاركة أخرى. كذلك يخوض عسكريو القطع تجربة جديدة من خلال العمل مع قوّات أجنبية حليفة وتنفيذ عملية إبرار تسبق تنفيذ المهمة، فيما يتمرّس عناصر فصيلة الإستطلاع في الانتقال والتخفّي في أراضٍ وطأها العدو قبلهم مع وجوب توفير المعطيات الإستعلاميّة الضرورية لقيادة الفوج ضمن مهلة زمنية قصيرة وتحقيق التماس بالنار عند الضرورة.

 

القوى المشاركة
شاركت في التمرين وحدات من الجيش اللبناني قوامها: مركب الإنزال «صور» و6 ملالات مع زوارق اعتراض، وطوّافات نوع  «يو أتش» و«غازيل» و«بوما» وطائرة استطلاع «سيسنا»  التي نقلت صورة حيّة ومباشرة للمناورة من الجوّ، وسرية القتال الخامسة من الفوج المجوقل، وسرية زوارق القتال الثانية من فوج مغاوير البحر، ولفيف مشاة مؤلل من فوج المدرّعات الأول، وفصيلتا الهندسة والاستطلاع في سرية الدعم إضافة إلى فصيلتي الإشارة والصحة.
أما القوى الفرنسية فتألّفت من سفينة الإنزال Tonnerre ومركبي إنزال EDAR وCTM وطوّافتي Gazelle وسرية مشاة مؤلّلة من القوات البريّة.

 

مراحل المناورة
بدأ التمرين بتطويق العدو من جهتي البر والبحر، باستطلاع طوافات الـ «غازيل» منطقة العمليات بالنار لتنفيذ إنزال مجموعة من مغاوير البحر من المركب Tonnerre على الشاطئ، كما اقتربت المراكب لمنع أي عمل ارهابي من ناحية البحر. وتم مسح الشاطئ وتفجير عوائق بغية احتلاله وتأمين حماية مجموعة الإبرار، فيما نفّذت فصيلة مجوقلة عملية إهباط لمسك النقاط التي تسمح بالسيطرة على مناطق تمركز العدو، بالتزامن مع احتلال سرية زوارق القتال الثانية لرأس الجسر على الشاطئ، حيث دهمت مجموعة الإرهابيين لمنعهم من الفرار خارج بقعة الأهداف. ووفرت المراكب والطوافات تغطية ناريّة باتجاه المجموعات الإرهابية لتأمين حماية زوارق القتال، ثم حصل اشتباك مع عناصر الفوج المجوقل الذين تصدّوا للإرهابيين واحكموا الطوق عليهم وصولاً إلى أسرهم.
تخللت المناورة عمليات تحميل زوارق وآليات ثقيلة ومراكب إنزال تابعة للجيش، بالإضافــة الى عمليات إنزال وإبرار وإهباط واستطــلاع جوّي مشتــرك واستخدام المتفجرات.
في الختام، أقيم حفل كوكتيل في المجمّع العسكري - جونيه تكريمــًا للضيوف، مع التأكيد على مواصلة التدريبات المشتركة بين الجانبين في المراحل المقبلة.