فنون

«الغالبون» أضخم إنتاج درامي لبناني
إعداد: تريز منصور

مُسلسل «الغالبون» دراما لبنانية اجتماعية وإنسانية مشوقة... مستوحاة من البيئة الشعبية والجهادية للمقاومة في ولادتها وبداياتها المثقلة بالتعب والمعاناة. يعتبر مسلسل «الغالبون»، أضخم إنتاج درامي لبناني، شارك فيه أكثر من 150 ممثل وممثلة، يراوح عدد حلقاته بين 35 و37 حلقة تلفزيونية، وقد بدأ عرضه حصريًا على قناة «المنار» في شهر رمضان المبارك. المسلسل من تأليف وسيناريو السوري د. فتح الله عمر، ومن إخراج باسل الخطيب، وإنتاج مركز بيروت للإنتاج والتوزيع الفني.

تلفزيون «المنار» أطلق «الغالبون» خلال حفل كوكتيل جرى في قاعة فندق الكورال بيتش، في حضور عدد من النواب والوزراء وممثل عن قائد الجيش العميد عصام حميّة من الطبابة العسكرية، إضافة إلى حشد كبير من الممثلين أبطال المسلسل وأهل الفكر والثقافة.

بعد النشيد الوطني، ألقى المخرج باسل الخطيب كلمة قال فيها إن «الغالبون» يحكي تاريخ لُبنان المُعاصر، وهو من أهم وأضخم ما أنتج عربيًا على الإطلاق.

وأهدى الخطيب هذا العمل إلى أرواح الشهداء الذين بذلوا الدماء في سبيل تحرير الأرض، وتمنى لو يليق بالمقاومة الشريفة وبأبطالها.

ثم كانت الكلمة لمدير عام تلفزيون «المنار» الحاج عبد الله قصير، الذي أكدّ بدوره ضخامة هذا العمل الدرامي، وأشار إلى أن مُسلسل «الغالبون» يحكي  قضية المُقاومة وما قدمته في سبيل لُبنان من شُهداء ودماء. وشكر الجيش اللبناني البطل، الذي قدّم المُساندة من خلال الآليات والدعم اللوجستي والبشري  في  التصوير، كما شكر كُل من ساهم في إنتاج هذا العمل وإنجاحه.

«الغالبون» مستوحى من البيئة الشعبية والجهادية للمقاومة، ويروي وقائع عن حياة الجنوبيين مع بدايات الاجتياح الإسرائيلي العام 1982، وحتى العام 1985. تدور أحداث المسلسل حول فارس وعلي وهما شابان تجمعهما صداقة متينة، حصلا على منحة دراسية في فرنسا، لكن الاجتياح الإسرائيلي غيّر مسار حياتهما، فاختارا البقاء على أرض الوطن. وانخرط علي في العمل العسكري للمقاومة، من دون علم أقرب أصدقائه فارس الذي تشهد حياته تحولاً جذريّاً، الأمر الذي يدخله في صراعات اجتماعيّة صعبة ودقيقة.

تتشابك خطوط العمل الدرامية، فإلى جانب الحياة العسكرية التي يخوضها علي مع المقاومة، تجمعه قصة حب بابنة خالته زينب، بينما تجمع قصة حب أخرى فارس وبتول شقيقة علي، وتتوالى المشاكل بسبب غياب علي الدائم وملاحقة الاحتلال له، وبسبب التغيير الطارئ في تصرفات فارس.

صراعات الحب والبغض، الصمود والتضحية، الاحتلال والمقاومة، المجازر والعمليات النوعيّة، كلها خطوط درامية مترابطة ومتناسقة، تروي واقعًا تختلط فيه دموع الفرح والحزن، ومشاعر القوة والغضب.

سلّط المسلسل الضوء على أطماع العدو الإسرائيلية وأساليبه الهمجية، وأبرز نماذج من مخطّطاته لتفريق المجتمع واستدراج الناس نحو العمالة أو الاعتقال، كما أظهر عجز الأساليب التي اعتمدها الاحتلال، في كسر إرادة المقاومين الأبطال، وفي ثني الشيخ راغب حرب رجل الدين عن قيادة مقاومة شعبية عارمة، ترفض التطبيع والخضوع أمام الاحتلال.
توزّعت بطولة العمل الذي صوّر بين جنوب لبنان وبعلبك وبيروت، وشيّدت له مواقع تصوير خاصة في عدد من المناطق اللبنانيّة، على نخبة من النجوم اللبنانيين والسوريين، منهم: عبد المجيد مجذوب، عمّار شلق، أحمد الزين، مجدي مشموشي وفؤاد شرف الدين.