محاربون قدامى

«المحاربون القدامى» التقوا بعد طول غياب
إعداد: ندين البلعة خيرالله

غداء لدورة معسكر خدمة العلم 1983

 

جمعهم حبّهم للوطن، فساروا «درب العسكرية» بكل خطواتها... في العام 1983 تخرّجوا باسم «دورة معسكر خدمة العلم»، دورة الرتباء الوحيدة التي تخرّجت في ملعب الكلّية الحربيّة.
عاصروا العديد من القادة، وتدرّب على أيديهم ألوف المجنّدين... التزموا واجبهم ورسالتهم عشرات السنوات، فرّقتهم الأيام (ظروف الخدمة والتشكيلات والتقاعد...) ولكنّ التواصل ظلّ قائمًا بين عددٍ منهم، فكان نشر صورة واحدة على الـ«فيسبوك»، كفيلاً بإيقاظ الحنين ولمّ الشمل...

 

روابط لا يقوى عليها الزمن
تُرسي رفقة السلاح روابط لا يقوى عليها الزمن ولا تبدّدها الظروف وإن باعدت بين الرفاق. وها هي «دورة معسكر خدمة العلم» تستعيد ذكريات أوقات جميلة على صعوبتها، ويعاهد أفرادها بعضهم بعضًا على التواصل واللقاء. صورة على الـ«فيسبوك» أيقظت الحنين، ليتكفّل الـ«واتس آب» بالباقي. الـ«غروب» الذي ضمّ ثمانين شخصًا من الرفاق القدامى أعاد نسج العلاقات بينهم، فكانت لقاءات جميلة ومن ثم فكرة ترتيب «جَمعَة» في كنف المؤسسة. وهكذا تمّ الاتفاق على غداء في نادي الرتباء المركزي- الفياضية.
76 شخصًا من بينهم العميد المتقاعد محمد مرتضى وعدد من الضباط، إلى الرتباء المتقاعدين من الدورة نفسها، التقوا مجدّدًا: تعانقوا، تحادثوا، حدّق كل منهم في الآخرين متأملاً ما أصبحت عليه أحوالهم. ما شاء الله بعدك مشبشب يقول أحدهم لرفيق لم يره منذ ثلاثة عقود... ويضحك الجميع. استهلّوا لقاءهم بالنشيد الوطني اللبناني، وبالوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء الجيش ومن بينهم شهداء دورتهم، ثم شربوا نخب قيادة الجيش التي ما زالوا يلتزمون توجيهاتها حتى بعد تقاعدهم.

 

على العهد باقون
العميد مرتضى ألقى كلمة في المناسبة عبّر فيها عن أهمية هذا اللقاء الذي جمع أخوة السلاح، كانطلاقة لاستعادة التواصل بين رفاق تعارفوا في مقتبل العمر، توحّدوا في ظلّ المؤسسة العسكرية، فتقاسموا لقمة العيش والعرق والدم والسهر والتعب...
وقال: كما أقسمنا يوم كنّا فتيانًا بالله العظيم أن نذود عن لبنان... ها نحن نجدّد قسم الولاء للمؤسسة الجامعة الضامنة لوحدة لبنان ولكرامته: أنا فرد، أنا رتيب، أنا ضابط في جيش لبنان المفدّى. وتابع قائلاً: إنه شعور بالعرفان تجاه المؤسّسة والدورة، وأيضًا، المبادرة التي أثمرت هذا اللقاء، ودائمًا تجاه القيادة التي أتاحته وسهّلته وشجّعت على تنظيمه...
وكانت كلمات أخرى ملؤها المشاعر والذكريات، فغداء، ووعد بالتواصل والتلاقي...