مسرح

«المعاز» يجاري الموضة في كوميديا جميلة
إعداد: جان دارك أبي ياغي

منذ صغره، تأثّر صاحب شخصية «اسماعين» بحياة الفلاحين، وتعرّف إلى عاداتهم. هكذا تعلّم العزف على الناي والربابة، كما تعلّم من والدته الحداء وندب الموتى.
في مسرحيته الجديدة «المعّاز» (إخراج ابنته رنا كسرواني)، يؤدي منير كسرواني دور البطولة، ويقدّم العرض بالإشتراك مع «فرقة شادي أيوب للفنون الشعبية»، وكل من عبدو بيطار، رشا عكوش، غسان الحداد، رنيم ريمان، شانيل يمين. العرض الأول كان برعاية وزير الثقافة كابي ليون على مسرح قصر الأونيسكو، لتبدأ المسرحية من ثم تجوالها.
تقع الأحداث في إحدى القرى الجنوبيّة، وتتحدث عن راعٍ لا يفهم في السياسة، لكنه قرّر أن يجاري الموضة ويعطي نظرياته فيها. يسمع الأخبار ويتفاعل معها، فيتحدّث عن تخصيب اليورانيوم وقانون الستين وقانون الألفين... في قالب كوميدي عوّدنا إياه صاحب العمل.
في التفاصيل تدور أحداث الكوميديا بين راعي الماعز «اسماعين» وزوجته القوية «أم خضر» (رنيم ريمان) وابنته عبلة (رشا عكوش) التي تقع في حب أستاذ المدرسة صافي (غسّان الحدّاد). يملك الراعي قطيعًا من الماعز، ولأنه سمع بأن الربيع العربي هو صناعة إسرائيليّة، فكّر في أن يأخذ «العنزات» إلى ليبيا، ثم قرر أن يستقرب ويرعاها في فلسطين المحتلة.. وفجأة تصل إلى الضيعة إعلامية (شانيل يمين) لنقل إنطباعات الناس عن مرحلة ما بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث تلتقي المعّاز.
اسماعين الذي يرفض زواج ابنته من أستاذ المدرسة وانتقالها إلى العيش معه في بيروت، يقتنع أخيرًا بمنطق زميله «المعّاز» أبو ابراهيم ويسمح بالزواج.
باختصار، تصوّر المسرحيّة الأبعاد الفكريّة والنفسيّة والمعيشيّة لحياة الريف وحياة المدينة، حيث تتقاطع حياة الرعي والبريّة مع تكنولوجيا الإنترنت. وتتعارض الشخصيات في صراع مرير، ما يجعل العرض مشوقًا وقريبًا. كما يطرح النص موضوعات إنسانيّة كالحب والتعلّق بالأرض وخراب البيئة ومناهضة العدو. وتأتي دبكات فرقة «الوعر» الفولكلورية والفيلم السينمائي القصير منبثقة انبثاقًا حتميًا من العمل المسرحي الجميل والطريف، المميز بلغته البسيطة ومفرداته المختارة.
نشير إلى أن منير كسرواني عمل مع نخبة من المخرجين منهم: ريمون جباره، فاروجان خيديشيان، نقولا دانيال، الأخوان رحباني، موريس معلوف، الياس الرحباني، زياد أبو عبسي، كريم أبو شقرا وغيرهم... أسس فرقة مسرحية خاصة، قدّمت أعمالًا صفّق لها جمهور المسرح في بيروت والعالم العربي، وبلاد الإغتراب. وشكّل مع الفنانة ميراي بانوسيان «أم طعّان» والفنان هادي خليل، ثلاثيًا مسرحيًا ناجحًا في أعمال منها: «وزارة للهوارة» و«فلت الملق» و«فوق الدكِّه» و«الله يهدِّك يا إسرائيل»... وهو أستاذ سابق في معهد الفنون الجميلة - قسم المسرح، الجامعة اللبنانية.