مسرح

«بنت الجبل» لروميو لحود
إعداد: جان دارك أبي ياغي

عودة المسرح الراقي

 

يعود زمن المسرح الراقي والممتع مع عودة مسرحية «بنت الجبل» للمرة الثالثة إنما بشخصيات جديدة: ألين لحود في دور والدتها الراحلة سلوى القطريب، وبديع أبو شقرا في دور أنطوان كرباج، وغبريال يمين في دور الياس الياس، وتؤدي الممثلة ماغي بدوي الدور نفسه للمرة الثالثة. كما يشارك في العمل نخبة من الممثلين الشباب نذكر منهم، عصام مرعب وماريلين حكيم وغيرهما...
أهمية مسرحية «بنت الجبل» تكمن في الرسالة التي تحملها، وكون التاريخ يعيد نفسه، تتحول هذه القصة برأي لحود إلى رواية صالحة لكل زمان ومكان. أحداث «بنت الجبل» تدور في حقبة ما قبل المسيح عندما التقى كاتب كبير بائعة زهور، أعجب بها، وقرّر أن يحولها خلال ثلاثة أشهر إلى امرأة مثقفة... وهنا تبدأ رحلة من نوع آخر تعكس فكرة انسلاخ المرء عن بيئته.


في النسخة الثالثة  للمسرحية، لم يتغير شيء في نص المسرحية أو أغانيها. إنما الذي تغيّر هو ضخامة الإنتاج، إذ إنّ «بنت الجبل» 2015 أضخم إنتاجيًا من النسختين الأولى والثانية، فجمهور اليوم غير جمهور الأمس، إضافة إلى أنّ من تابع العروض الأولى ينبغي أن يرى شيئًا جديدًا. ويرى لحود أنه ليس سهلاً إرضاء فئتين من الجمهور، «اشتغلنا كتير على الديكور (روميو لحود وسيرج برونست) والملابس (بابو لحود سعاده) وتصميم الرقص (جورجيت جباره وناي لحود مرعب)...».
أما الذي شجعه على تقديم المسرحية من جديد على الرغم من الوضع العام غير المشجع، يجيب: «كل عمري لحالي ما بدق باب حدا وما نطرت سبونسر أو بنك، ولهاللحظة أعمالي من إنتاجي». ويتابع: «في الحرب قدّمت 13 مسرحية وكنّا نواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى المسرح... واستمرّينا. معوّد إهجم... على اللبنانيين أن يقوموا بواجباتهم، ما فينا نتخبى، لبنان بيروح... من غير شي معظم شبابنا سافروا».
وإلى أي حدّ تغير الجمهور بين الأمس واليوم؟ يجيب بحرقة: «كتير تغيّر المشاهد... جمهور الأمس كان أقرب إلى الثقافة، أما جمهور اليوم فأقرب إلى التكنولوجيا...».
نشير إلى أن روميو لحود أعاد بناء «مسرح الفنون» في المعاملتين وترميمه، حيث تعرض المسرحية، ويرغب في تحويله إلى «حضن كبير يستقبل الفرق اللبنانية التي يمكن أن تقدّم أعمالاً استعراضية ومسرحية على مستوى عال من الجودة».
ويبقى حلم روميو لحود الكبير استمرار مسرحه، وعودة العز إلى المسرح اللبناني الذي عاش قبل الحرب فترة ذهبية مع الأعمال الضخمة التي كانت تُقدم على مسرح كازينو لبنان، والتي كانت توازي الأعمال العالمية على جميع المستويات.
إشارة إلى أن مسرحية «بنت الجبل» من روائع لحود، كانت قد انطلقت في العامين 1977 و1988 على مسرحي الإليزيه وكازينو لبنان، مع الراحلة سلوى القطريب وأنطوان كرباج وماغي بدوي والياس والياس وغيرهم... ويشير ناهي لحود والد ألين إلى أنّها في تأديتها الدور الذي لعبته والدتها، ستكون مختلفة وممهورة بشخصيتها الخاصة. ويضيف: أما أنا فلا يمكنني المقارنة بين ابنتي وزوجتي فلكلّ منهما شخصيتها المحببة على المسرح.