لبنان يحتفل بجيشه

«تيلي لوميار» أحيت العيد
إعداد: جان دارك أبي ياغي

أمسية شعر وفن

في إطار الإحتفالات التي عمّت المناطق إحياء لعيد الجيش الثالث والستين، وجرياً على عادته في كل عام، نظّم تلفزيون «تيلي لوميار وفضائيته «نور سات» احتفالاً بالمناسبة في مجمّع الرمال السياحي - ذوق مصبح حضره العميد الركن ميشال نحاس ممثلاً قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري، مدير عام «تيلي لوميار» ورئيس مجلس إدارة «نورسات» الأستاذ جاك كلاسي وعدد من ضباط الجيش وعائلاتهم، وكان من إعداد الزميلة جان دارك أبي ياغي وتقديمها وإخراج داني الياس أنطون.
إفتتحت موسيقى الجيش الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني عزفاً وغناءً، ثم ألقت الزميلة جان دارك أبي ياغي كلمة الإفتتاح التي جاء فيها: «وفي السنة الثالثة من العقد السادس من عمر الجيش اللبناني، كانت قيامة للبنان بعد جلجلة قاسية.
فالعيد الحادي والستون للجيش مرّ ولبنان بشعبه الجبار، جيشاً باسلاً ومقاومة، يحطم أسطورة الجيش الإسرائيلي ويخرّب مخططات العدو لزرع بذور الفتنة والشقاق بين اللبنانيين.
وحلّ العيد الثاني والستون والجيش، ومن ورائه أبناء وطن اللقاء والقداسة، يعلق حجر الرحى في عنق الإرهاب المتطرّف ويغرقه في لجّة نهر البارد، مقدماً على مذابح الوطن نخبة من جنوده قرابين طاهرة، وباذلاً عند أقدام الأرز دماءً غزيرة ذكية سالت من جرحاه الكثر الكثر».
وتابعت قائلة: «وها العيد الثالث والستون يهلّ وقد انشقت حجب الظلام والفراغ، ليبزغ فجر جديد على لبنان: أسرى ظلام السجون الإسرائيلية والتراب الفلسطيني يعودون الى وطنهم يتنعّمون ويهنأون.
والقصر الجمهوري في بعبدا، أسير الفراغ الدستوري لأكثر من ستة أشهر، يعود اليه سيّده، كما في كل مرة، تكاد عاصفة الفرقة تودي بالوطن الأخضر، قائد الجيش رئيساً توافقياً يلمّ شمل البلاد والعباد، فتربّع العماد ميشال سليمان على سدة الرئاسة.
ثلاث وستون سنة وما فتئ الجيش حاملاً رسالته في أبهى معانيها: شرف، تضحية، وفاء من أجل لبنان...
ثلاث وستون سنة، ما كان حظ محطتنا منها إلا عقد ونيّف نكرّم فيها جيشنا الباسل وقلبنا يهتف بكل فرح ومحبة: إمض جيشنا... كلنا جنود.
وفي الختام قدّمت لممثل قائد الجيش بالنيابة وللضباط والرتباء والأفراد والمدنيين التهاني بالعيد، متمنية دوام العزّة لجيشنا الباسل والإستقرار والسلام للبناننا الحبيب ليعود كما كان في التاريخ وأكثر، منارة للحضارة، ونبعاً للقداسة، ومنبتاً للرجال.

 

كلمة كلاسي
كانت كلمة مدير عام «تيلي لوميار» ورئيس مجلس إدارة «نور سات» الأستاذ جاك كلاسي جاء فيها:
«التاريخ علّمنا أن من يناضل للحقيقة لا بد أن ينتصر ولو بعد حين...
فكيف إذا كان جيش بكامله يناضل لا بل يستشهد من أجل الحق والحقيقة ولبنان...
الجندية على مثال «تيلي لوميار» رسالة، رسالة نضال من أجل بناء السلام وصون القيم وحفظ كرامة الإنسان.
رسالة الجيش: شرف تضحية وفاء.
رسالة تيلي لوميار: سلام ومحبة وتلاق.
صحيح أن حياتنا اليومية تختلف بطرق كثيرة لكن رسالتنا تلتقي حول حماية الإنسان والوطن.
وأضاف قائلاً:
في عيدكم لبنان يفتخر بكم ويقدّر تضحياتكم ولن ينسى العذاب والقهر والسهر والتعب والدم والعرق الذي بذلتموه في سبيل هذا الوطن.
تضحياتكم لم ولن تهدر
تضحياتكم لا يمكن إلا أن تثمر أمناً وسلاماً.
تضحياتكم صارت مثَلاً لكل مؤسساتنا الوطنية.
الوطن لا يمكن أن ينتصر إلا بالجهود الجبارة...
يسوع المسيح قدّم دمه على مذبح الإنسانية ليرجع الخطأة والضّالين الى طريق الخلاص، والرسول النبي تعرّض مرات ومرات للموت خلال المعارك التي خاضها ليجعل من عصر الجاهلية وعبادة الأوثان عصر حضارة وتوحيد.
والجيش اليوم ضحّى بالأرواح والدماء ليبقى لبنان ويتمتّع الإنسان بالحرية والسلام...».
وأردف قائلاً:
«للبنان تاريخ طويل من التعاون بين كل الديانات والمذاهب وفي كل قطاعات حياتنا العامة.
نعمل معاً للخير العام ونتضامن في القضايا المصيرية... رسالة الجندية ورسالة «تيلي لوميار» ليس فقط المحافظة على هذه التقاليد وحمايتها وإنما تغذيتها...».
وخاطب العسكريين قائلاً:
«الرجل العظيم هو الذي يرفع رأسه وقت الشدائد. أنتم رجال وفي أصعب الأوقات رؤوسكم بقيت مرفوعة الى فوق.
ومن بركة من هو فوق حقّقتم فرقاً كبيراً وحافظتم على أمن لبنان.
الوطن ما زال بحاجة الى حماية كلمة الحق والعدالة، والشر ينتصر عندما يتنحّى الخير جانباً، ونحن نعلم أنكم حاضرون لمجابهة الظلم والطغيان بإيمان وقناعة وقوة...
لكن إعرفوا أن كل شعب بلدكم معكم، فاشمخوا برؤوسكم».
وختم بالقول: «في هذه المناسبة، نقف بإجلال وإكبار أمام أرواح شهدائنا الذين استشهدوا لتبقى شعلة نور لبنان مضاءة بضمير كل واحد منا..».
نقف ايضاً باحترام أمام المعوقين الشهداء الأحياء الذين افتدوا بأجزاء غالية من أجسادهم تراب الوطن... أمام هذه الشجاعة بالتضحيات... هذا التفاني بالسهر... هذا الالتزام بالقضية.. لا يسعنا إلا القول: نعتز بكم ونحن مطمئنون الى مستقبل بلادنا وأولادنا».

 

موسيقى وقصائد
وقد أحيا الإحتفال عدد من الفنانين الذين غنّوا الوطن والجيش بأصواتهم الشجية فصدحت حناجرهم مرة تناجي الخالق ليحفظ جيشنا من كل شرّ، ومرة تشكره على عطايا هذا الجيش الذي يبذل الغالي والنفيس في سبيل الوطن والمواطن. ومن بين هؤلاء: جومانا مدوّر، ليال نعمة، رانيا يونس، جوزف أبو ملهب، جوني عواد والفنانة كساندرا.
كما كان للشاعر موريس عواد إطلالة مميّزة «وحكي غير شكل» أضفت رونقاً على الاحتفال. أما الشاعر الدكتور ميشال جحا فألقى قصيدة بعنوان «الجيش» ألهبت حماس الحاضرين فصفقوا له مقاطعين عدة مرات.
الفنان ناصر مخول، وعلى رأس بناته الآلات الموسيقية التاريخية، جال سائحاً في التراث الموسيقي للمناطق اللبنانية لتنطق بمكنوناتها.
فرقة موسيقى الجيش قدّمت بقيادة المقدم جورج حرو، أغانٍ وطنية وعسكرية ألهبت المشاعر وأرتنا أن للجيش وجهاً آخر غير عشق الشهادة والموت، له عقل يبدع، وله إصبع تضغط على ريشة وإزميل تزرع الجمال تماثيل ولوحات، وله صوت يصدح شعراً وغناءً متمثلاً بفرقته الموسيقية التي اقتحمت عالم الموسيقى ليس العسكرية وحسب، وإنما العالمية منها والفولكلورية، فأبدعت وجعلت النحاس يذوب ألحاناً شجية.
وفي الختام، قدّم مدير عام التلفزيون جاك كلاسي الى ممثل قائد الجيش العميد الركن ميشال نحاس درعاً تذكارياً عربون محبة ووفاء وتقديراً للتضحيات الجسام التي يقدّمها الجيش يومياً، في سبيل الوطن والمواطن.

 

الدكتور ميشال جحا

وحدهُ الصائغُ النفوسَ جواهر                                 مثلما الضوءُ للعلى في المحابر!!
وحدهُ الصانعُ الرجالَ بصدق                                 وطنيٍّ... يجلو جيوش الدياجر!!
وحدهُ في ظلاله الشعبُ يغفو                                  وهو العمرَ كالحقيقة ساهر!!
فهو السيفُ حدّهُ النصرُ يحدو                                 وهو الدرع في ازدحام البواتر
مثلما فخرُ الدين يطوي الأعادي                               جيشنا!! فاعمري سنىً يا بيادر!!
لا يبالي جحافلَ الغزوِ مهما                                   حشدت من أوغادِها والسماسر!!
إن جيشاً موحداً بعمادٍ                                         لمثالٌ به الزمانُ يفاخر!!
إن جيشاً عمادُهُ نسر طودٍ                                     عزّ أن تدنو من حماهُ الكواسر!!

 

جيشنا جيشُ كل لبنانَ فعلاً                                    أيُّ دارٍ ما جندت من عساكر؟!؟
أيُّ دارٍ ما عمدت بسخاءٍ                                      أرضَ أجدادنا بنبض مكابر؟!؟
كلُّ جنديّ من بلادي أنا أنت                                  ومن روحه الى الأرز نادر!!
هو صوتٌ من فوق يبري الصخورَ                           الصمَّ... يبني الهنا بنور المحاجر!!
هو نجلُ الشعب الأبيّ الذي نحن                              صداهُ والوعدُ ما الوعيُ ساهر
مذ وُجدنا ونحن ندفع أرواحاً                                  فداء الكيان والدم ثائر
كم دخيلٍ ومستبدٍ غريبٍ                                       ذلّ في أرضنا وذاق المرائر
فانتزعنا استقلالنا بدمانا                                       وصبغنا البنودَ زهرَ الأزاهر
نحن من علّم الشهادة للكونِ                                  وشدنا للسلم أسمى المنائر
ليس موتاً بعزةٍ إن قضينا                                     إنما الموتُ حين تفنى الضمائر

 

خسئ المعتدون مهما تمادوا                                  فمن الشمس قد سبكنا الأساور
نحن شعبٌ تعوّد العيشَ حراً                                  وسنبقى مهما ادلهمت مخاطر
وسنبني على الجماجم برجاً                                  عند أقدامه تخرُ البرابر!!
كم أرادوا اقتلاعنا فنسوا                                     تُقتلع الدنيا لو هوى جنحُ طائر
قد خُلقنا هنا وعشنا هنا بل                                   وسنبقى هنا!! أمطري يا دوائر
قل لهم لبنانُ العظيُم بأنّا                                      وطنٌ قدسٌ قد بنته الجبابر

 

كرّموا الجيشَ فهو                                           يستأهل التكريم بل دائماً بكل المحاضر
مَن يكرِّم جيشَ البلادِ يُكرَّمُ                                   حسبه الفخر أن يلبي الأوامر!!
جيشنا رمزُ كلُّ مجدٍ عظيمٍ                                   أبداً للرموزِ تسعى البصائر