نشرة توجيهية

«دور الجيش في الوضع الراهن»

نشرة توجيهية عممتها قيادة الجيش

التضحية في سبيل الوطن ليست واجب العسكريين وحدهم

 

تحت عنوان «دور الجيش في الوضع الراهن» عممت قيادة الجيش نشرة توجيهية ثمّنت اداء العسكريين الواعي والمتجرد، وسهرهم وجهودهم وتضحياتهم، واعتبرتها المثل الأعلى في كيفية صون الأوطان.
وأكدت النشرة التوجيهية ان تضحيات العسكريين لن تذهب هدراً، بل ستثمر امناً واستقراراً وستدفع بالمسؤولين كافة الى اقتراح الحلول. كما اعتبرت ان التضحية في سبيل الوطن ليست واجباً على العسكريين فحسب، بل هي واجب على ابنائه جميعهم، وتحديداً المرجعيات السياسية والروحية، لا سيما في اوقات الشدائد والأخطار.
هنا نص النشرة التوجيهية.

 

الكلمة المسؤولة الجامعة يجب ان تتعانق مع سواعد العسكريين وبنادقهم في سبيل إنقاذ لبنان

بعد مرور نحو أسبوع على التظاهرات والإعتصامات والتحركات الشعبية التي يشهدها لبنان، وعلى الرغم مما يرافقها أحياناً من حوادث وإشكالات بين الأفرقاء، تسببت بسقوط شهيد وعدد من الجرحى في صفوف المواطنين وإلحاق الضرر ببعض ممتلكاتهم، فقد كنتم أمناء على المسؤولية التي دعيتم بالأمس الى تحملها، جسدتموها من خلال أدائكم الواعي المتجرد، وسهركم وجهودكم المضنية وتضحياتكم الجسام، وإيمانكم المطلق بأن دوركم في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها الوطن، سيشكل خشبة الخلاص والدعامة الصلبة للعبور الى فجره المنشود.
لقد آليتم على أنفسكم أن تكونوا بلسم جراح هذا الوطن، وخيمته التي تقيه الفتن، فتجاوزتم الصعاب الاجتماعية والمادية، لتقدموا المثل الأعلى لأهلكم في كيفية صون الأوطان، وكنتم بحق، موضع احترامهم وثقتهم، وموضع تقدير المتابعين لدوركم. فبموازاة سهركم على حدود الوطن في الجنوب في مواجهة العدو الإسرائيلي، وقد أحبطتم بفضل وحدتكم مخططاته الهادفة الى شرذمة الصف الداخلي، تسهرون اليوم على الأمن والاستقرار في الداخل، حيث تمكّنتم بسرعة قياسية من توقيف بعض مسببي الحوادث الأخيرة التي أدت الى إصابة بعض المواطنين واستشهاد أحدهم، فيما تواصلون ملاحقة المشاركين بها الذين لن يفلتوا أبداً من يد العدالة.
أثبتم من خلال جهوزيتكم العالية،وصبركم على تحمّل الصعاب، وعزمكم اللامحدود على تنفيذ المهام بكل دقة وأمانة، إلى جانب حضوركم الفاعل والحازم بين أهلكم ومواطنيكم، معارضين وموالين، أنكم حماة السلم الأهلي وحصن الوطن المنيع وضمانة وحدة شعبه، التي لم ولن تنال منها العصبيات والتشنجات الفئوية الضيقة مهما بلغت، مما سيكفل لاحقاً عودة الجميع الى حضن الوطن وإرادة أبنائه الجامعة.

 

الجيش آل على نفسه بلسمة جراح هذا الوطن  فكان خيمته التي تقيه الفتن وقدّم المثل الأعلى في كيفية صون الأوطان
ثقوا بأن تضحياتكم لن تذهب هدراً بل ستثمر أمناً واستقراراً وسلاماً على مساحة الوطن، وستدفع بالمسؤولين في مواقعهم كافة وعلى مختلف المستويات، بما يمثلونه في ضمير هذا الشعب الملتف حولكم، الى اجتراح الحلول والإنعتاق من سجن المواقف المسبقة، والمبادرة الى إطلاق أفكار خلاقة مبدعة، تنبع من حجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم ومن دروس التجارب الماضية، والرؤية السليمة الصائبة التي تصون البلاد وترعى مستقبل الأجيال الصاعدة، فالتراجع عن الموقف الشخصي او السعي لإيجاد حل في سبيل المصلحة العامة هو تضحية وشجاعة، وترفّع وكبر، وليس هزيمة أبداً، وميزان الخسارة والربح يسقط امام المعايير الوطنية، ومهما كبرت خسارة الفرد، فإنها لا تعادل شيئاً أمام مصلحة لبنان وشعبه. كما ان التضحية في سبيل الوطن ليست واجباً على العسكريين فحسب، بل هي واجب على أبنائه جميعاً وتحديداً مرجعياتهم السياسية والروحية، لا سيما في أوقات الشدائد والأخطار المحدقة.

 

الجميع مدعوون للتضحية وتحمل المسؤولية الوطنية
أدعوكم الى مزيد من اليقظة والوعي والتمسك بسلاح الموقف، وتجنب الإنفعال مع الأحداث، والابتعاد عن التجاذبات السياسية القائمة، والتعالي عما يبثه بعض وسائل الإعلام من أحاديث وشعارات وأخبار ذات طبيعة ظرفية متغيرة، والتي عن قصد أو عن غير قصد، قد تدغدغ مشاعر المواطنين وتؤثر سلباً على وحدتهم الوطنية، فيما مبادئكم ثابتة وراسخة، تنبع من المصلحة العليا للبلاد فقط. وإذا كنتم من خلال جهوزيتكم العالية، واستعدادكم الدائم للبذل والعطاء، وتفانيكم في القيام بالواجب الذي أقسمتم عليه يمين الولاء، توفرون الأمن والطمأنينة للجميع، فإن المواطنين على اختلاف انتماءاتهم مدعوون أيضاً الى التزام ضبط النفس، والتقيد بالأنظمة والقوانين، والتعليمات المعطاة لهم من قبل القوى الأمنية، كما أن أصحاب الرأي والكلمة مدعوون أيضاً الى تحمل المسؤولية الوطنية والمهنية، وانتقاء الكلمة المسؤولة الجامعة القادرة على توحيد الصفوف والابتعاد عن كل ما يؤدي الى التشرذم والانقسام، لتتعانق هذه الكلمة مع سواعدكم وبنادقكم في سبيل إنقاذ لبنان.

 

نعاهد المواطنين بأن الجيش سيظل قوياً متماسكاً ومظلة للحرية والأمان
باسمكم وباسم صرخة اللبنانيين، أعاهد أبناء الوطن جميعاً بأن الجيش سيبقى على قدر ثقتهم الغالية، قوياً متماسكاً، يجسّد الأمل والمرتجى والملاذ، حامياً للسيادة والاستقلال، حافظاً للأمن والاستقرار، ومظلة للحرية والأمان. وهو لن يسمح بأي شكل من الأشكال لأيادي الفتنة المجرمة أن تعبث بمصير الوطن وتهدد سلامة شعبه، لن تثنيه صعاب، ولن يبخل بأي جهد في سبيل أمن المواطنين وأمانهم.