مؤتمرات ومعارض

«سـمـيـس» في نسخته الثانية
إعداد: باسكال معوض بو مارون

مزيد من النجاح والمهتمون كثر


استقطب معرض SMES 2011 في نسخته الثانية عددًا كبيرًا من المهتمين الذين توافدوا إلى مركز بيروت للمعارض (Biel) على مدى ثلاثة أيام، حيث أتيح لهم في الوقت عينه متابعة أعمال مؤتمر الأمن في الشرق الأوسط، والإطلاع على جديد التكنولوجيا العسكرية والأمنية المتطورة في المعرض الذي كان في مقدم زواره رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الدفاع وقائد الجيش.

 

المؤتمر: محاضرات ناقشت قضايا الأمن من زوايا مختلفة
أقيمت في بيروت أعمال مؤتمر الأمن في الشرق الأوسط (SMES 2011) في دورته الثانية والذي نظمته مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري بالتعاون مع قيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بمشاركة 10 دول عربية وأجنبية.
حضر المؤتمر ممثل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الوزير بانوس منجيان وممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن الطيّار ماجد كرامه، ورئيس لجنة الدفاع والأمن النيابية اللبنانية النائب سمير الجسر، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، العقيد الركن رؤوف سكرية ممثلاً المدير العام لأمن الدولة، العقيد رياض طه ممثلاً المدير العام للأمن العام، العميد ريمون خطّار مدير عام الدفاع المدني، المدير العام للجمارك بالوكالة السيد شفيق مرعي، وزير داخلية إقليم كردستان في العراق كريم سنجاري، أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان، رئيس مؤسسة «INEGMA» اللواء الطيار خالد البوعينين، ومديرها العام السيّد رياض قهوجي، وعدد من القيادات والوزراء والسفراء العرب وشخصيات عسكرية ودبلوماسية ووفود رسمية عربية ودولية وكبار ضباط الجيش وقوى الأمن الداخلي.
إفتتاحًا النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيب وشكر ألقاها المدير العام لمؤسسة «INEGMA» السيد قهوجي الذي قال: «إن هذا الحدث المهم يأتي في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تحوّلات تاريخية ستكون تداعياتها كبيرة على عدّة مستويات خصوصًا الأمنية منها، وأشار الى أن معرض سميس 2011 يتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري «INEGMA» وأعلن أن هذه المؤسسة مستعدّة لتنظيم مجموعة من المؤتمرات في السنة المقبلة ولنشر المزيد من الدراسات الأمنية والدفاعية.
وألقى الوزير منجيان كلمة الرئيس ميقاتي، فاعتبر أن انعقاد «سميس» 2011 في دورته الثانية، يؤكد وجه لبنان الحضاري، بلد الفينيق الذي يتخطّى الصعاب والمحن ليكون الجامع لكل الأطياف والحاضن للقدرات.
ولفت إلى أن الحكومة مواظبة على العمل لتحقيق مستلزمات الأمن لشعبنا ومجتمعنا؛ كما نقل عن رئيس الحكومة تعهده بتطوير أي جهد لأي رؤية لبنانية في مجال التصنيع العسكري والأمني، ودعمه أي جهد مماثل لتشجيع القطاع الخاص اللبناني في إنتاج وتطوير الصناعات الأمنية.

 

تجارب إقليمية
ناقشت الجلسة الأولى موضوع «حفظ الأمن والنظام في تجارب إقليمية»، ترأسها الأستاذ رياض قهوجي، وألقى المحاضرة الأولى الوزير كريم سنجاري حول «تجربة كردستان العراق في مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن»، فشدّد على أن هذا المؤتمر يأتي في الوقت المناسب مع التغييرات السريعة وغير المتوقعة التي تحدث في المنطقة خلال الآونة الاخيرة، معتبرًا أنه من الضروري أن نراقب الوضع الأمني ونتفهّم الأحداث والتغييرات في الوقت نفسه. وركّز على النجاحات التي أحرزتها القوات الأمنية في كردستان، موضحًا أنّ «هناك سببين رئيسين مكّنانا من بناء الوضع الأمني الجيد في كردستان العراق: الأول هو الاستفادة من السنوات التي كنا خلالها نحكم منطقتنا بأنفسنا قبل التحرير العام 2003، حيث قمنا في تلك السنوات ببناء وتطوير قوات أمنية متخصصة ومخلصة وذات خبرة؛ والسبب الثاني هو المساعدة التي نتلقاها من المواطنيين. واعتبر أن في كردستان نموذجًا ناجحًا هو النموذج نفسه الذي يسمى في الغرب «حفظ الأمن بمساعدة من المجتمع».
وألقى المحاضرة الثانية الدكتور محمد بن علي كومان حول «دور الإعلام الأمني في توجيه المجتمع»، فقال: «أصبح الإعلام بوسائله المختلفة مكونًا أساسيًا من مكونات الحياة المعاصرة، وهو العامل الحاسم في تشكيل الرأي العام وتوجيهه. وليس أدلّ على دور الإعلام من التحولات المتسارعة التي شهدتها المنطقة العربية أخيرًا، والتي كان العامل الأساسي وراء نجاحها وسائل الإعلام، خصوصًا الإلكترونية منها.
وأكد أنه «من البدهي أن تسعى الأجهزة الأمنية إلى الاستفادة من التأثير الذي يتركه الإعلام لإيصال الرسالة والوقاية من الجريمة ومكافحتها»، موضحًا أن «الإعلام الأمني يعمل على التوعية من خلال إنتاج مواد إعلامية وملصقات وكتيبات تكشف خطورة الجريمة أو تركز على جرائم معينة أو على سلوكيات من شأنها أن تعرض الفرد والمجتمع للخطر».

 

في الإعلام الأمني
في الجلسة الثانية ألقى اللواء ريفي محاضرة عن «التقنيات الحديثة في الإعلام الأمني»، حيث تحدّث عن الإستعلام الأمني، ماهيته ودوره في مكافحة الجريمة، مشيرًا إلى أن الغاية الأساسية هي تحقيق الأمن، سواء كان ذلك من خلال منظومة الأمن الوقائي أو الردعي، أو من خلال التصدّي للجريمة بعد وقوعها وملاحقة مرتكبيها وتوقيفهم؛ لذا تنشط المؤسسات الشرطية في تفعيل عملية الاستعلام الأمني وتطوير إمكاناتها في هذا المجال. وأوضح أن الاستعلام الأمني يتمحور بشكل أساسي حول تلقي المعلومات من مصادرها المختلفة وجمعها وتحليلها، تمهيدًا لاستثمارها من أجل منع حصول جريمة يتمّ التحضير لها أو من أجل التصدّي لها بعد وقوعها وملاحقة الضالعين وتوقيفهم؛ على أن تبقى على الدوام مقيدة بضوابط قانونية وقضائية، ينفّذها عنصر بشري متخصّص ومحترف يستخدم تقنيات ومعدات متطوّرة.
أما في ما يتعلق بدور التقنيات الحديثة في تطوير قدرات العمل الشرطي في الإستعلام الأمني، فقد رأى ريفي أنها تسهم بشكل كبير وأساسي في تطوير قدرات العمل الشرطي وتزيد من فاعلية المهمات المتعلقة بالاستعلام الأمني، وتساعد على الاكتشاف المبكر للمخاطر الأمنية، وإحباط وقوعها. وأشار إلى ضرورة العمل على إعداد برامج تدريبية متقدمة وعنصر بشري كفوء يلتزم السريَّة في العمل، وقادر على استخدام هذه التقنيات وتشغيلها وصيانتها.
كما تطرّق إلى الموازنة بين مقتضيات الأمن والحرية الشخصية خلال الإستعلام الأمني، مؤكدًا أنه لم يعد جائزًا أو مقبولاً أن نقيم الأمن على حساب حياة المواطنين وكراماتهم، وانتهاك حريتهم تحت حجّة أولوية الأمن وأهميته، فالتقدم التكنولوجي قد أعفانا من وسائل العمل البالية والبدائيّة، وأتاح لنا تحقيق مهماتنا من دون التعرّض لكرامة الإنسان من خلال وسائل الإثبات العلمية المتقدمة، وغير ذلك من التقنيات.

 

التجربة اللبنانية
ثم كانت المحاضرة الثانية للعميد الركن دريد زهر الدين من قيادة الجيش اللبناني تحت عنوان «لبنان، واقع جيو - استراتيجي في مواجهة تحديات الإرهاب»، استهلّها بملخّص عام عن واقع لبنان السياسي والديموغرافي والجغرافي وتميّزه عن محيطه، لافتًا إلى أن سياسة الدفاع والأمن القومي تشمل تعزيز المصلحة الوطنية، وتوعية الرأي العام حول شؤون الأمن القومي وكسب دعمه ومشاركته، والحفاظ على قوة عسكرية قادرة على ردع التهديدات الخارجية والداخلية، مع احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي. ورأى أنّ لبنان يواجه تحديات من الخارج تتضمّن التجاذب السياسي والمصالح الفئوية والتي تسهّل تغلغل الأجهزة المعادية بهدف زيادة الشرخ وتأجيج الخلافات، وتحديات من الداخل تتلخّص بخصائص النظام اللبناني التعدّدي بتناقضاته الحادة والذي يؤدّي بالبلاد إلى حالة من عدم الإستقرار، إضافة إلى وجود مجموعات مشبوهة ومتطرّفة مسلّحة لذا لا بد من وضع خطط استراتيجية وعملانية تتضمّن تأمين الحدود البرية والبحرية والجوية، وحماية المرافق والمرافئ العامة والخاصة وحماية البنى التحتية والنقاط المهمة، وتوطيد العلاقة مع وسائل الاعلام، وتحصين الرأي العام ونشر الوعي بين المواطنين وبين أجهزة الدولة، وحماية المساجين من عملية تطويعهم في خلايا مستقبلية، وصيانة الوحدة الوطنية في مواجهة الإرهاب».
وأشار العميد زهر الدين إلى أن المصالح الوطنية الحيوية تشمل الدفاع عن سيادة الدولة وتعزيز مكانتهـا الإجتماعية والإقتصادية وحماية الموارد الوطنية الاستراتيجية إضافة إلى الإهتمامات الوطنية من تطوير للدولة تحت سقف النظام مع حماية الدستور وتحقيق علاقات وديّة مع الدول الصديقة. وشرح المحاضر واقع الإرهاب وأنواعه من عقائدي وديني وعرقي وإتني، وأساليبه المختلفة التي تراوح بين الإختطاف والإغتيال والعمليات الإنتحارية، كمـا تناول أسس المنظومة الإرهابية من الأيدولوجيا والأشخاص مرورًا بالتمويل والعمق الجغرافي وصولاً إلى الأسلحة والمعدّات وجهاز المعلومات، وتحدّث عن التهديدات المحتملة في لبنان وطرق مكافحة الإرهاب...
وأوضح المحاضر أن استخدام القوى المسلحة يهدف إلى توجيه ضربات إستباقية لمنع هجمات الإرهابيين وتنفيذ عمليات عسكرية خاصة وحماية المواقع والأشخاص المعرّضين لأعمال عنف، مشدّدًا على «ضرورة تحضير الجيش وتجهيزه وتدريبه ليكون جاهزًا، وهذا يقتضي: درجة عالية من التدريب للإستعداد القتالي بمختلف أنواعه ومواجهة الحالات والمواقف الحرجة والمفاجئة، وتوفير قوات خاصة ذات طبيعة وتدريب خاصين لتنفيذ مهمات خاصّة، والحصول على معدات وعتاد حديث، وتنسيق العمليات العسكرية بين مختلف القوى والأجهزة الأمنية، والقدرة على منع الإرهابيين من السيطرة أو النفوذ في أي منطقة أو بقعة جغرافية».

 

مساهمات الشركات الخاصة
الكلمة الاخيرة كانت للعميد المتقاعد بيار جورجيو، مدير عام شركة «بروزيك» حول مساهمات الشركات الأمنية في حفظ الأمن والنظام، وقد أشار إلى أن فكرة الشركات الأمنية الخاصة في لبنان نشأت خلال الحرب الأهلية بسبب حاجة بعض المؤسسات الخاصة إلى حماية منشآتها؛ في حينها وافق رئيس الجمهورية على السماح بإنشاء شركات أمنية خاصة. وقال إن التجربة الميدانية أثبتت أن الشركات الأمنية بوجودها وانتشارها على الأراضي اللبنانية تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في أمن المجتمع.
وأعرب جورجيو عن اعتقاده أن دعم الدولة يزيد فعالية هذه المؤسسات عبر السماح بإنشاء مدارس خاصة للتدريب وصولاً إلى الاحتراف. آمِلاً من القيّمين على هذا القطاع في المؤسسات الرسمية، المساعدة على إيجاد قانون عصري ومتطور يحدّد واجبات الشركات والمدارس الخاصة الأمنية، ومسؤولياتها وذلك لإعطاء أفضل النتائج وإرساء الثقة بين الجانبين. وفي ختام المؤتمر تم تسليم دروع تذكارية  للمشاركين فيه عربون تقدير من الشركة المنظّمة.

 

المعرض: لبنان يدخل عالم الصناعة الأمنية وبعض المنتجات يعرض للمرة الأولى
ضمّت أجنحة المعرض أكثر من 180 شركة أمنيـة لـبنانيـة وأجنبيـة عرضـت الأنظـمـة والأجهزة العسكرية والأمنية الخاصة بأمن الوطن وأمن الحدود والمنشآت والمطارات، وقوات العمليات الخاصة ومحاربة الإرهاب والدعم اللوجستي والتدريب والأجهزة العسكرية والأمنية. وضمّ المعرض أيضًا مختلف انواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والألبسة وأجهزة الإنذار وكاميرات المراقبة والسيارات الرباعية الدفع وناقلات الجند وغيرها من الأنظمة والمعدات العسكريّة الحديثة.

 

زوار رسميون وعروض قتالية
رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، زاروا المعرض في يومه الثاني وجالوا في مختلف أرجائه. وقد أكد الرئيس سليمان أهمية المعرض الكبيرة للقوات المسلحة اللبنانية والقوى الأمنية، وللمدنيين. كما أشاد بالصناعات الأمنية والدفاعية اللبنانية، ودعا إلى تشجيعها لأنها تملأ الفراغ وتسدّ حاجات القوات المسلحة والقوى الأمنية.
في تلك الأثناء نفّذت فرق من القوات الجويّة وفوج المغاوير والدفاع المدني، عروضًا حيّة، حضرها إضافة إلى رئيس الجمهورية وقائد الجيش، وزيرا الداخلية والدفاع في كردستان العراق كريم سنجاري والشيخ علي مصطفى جعفر، وعدد كبير من كبار الضباط وجمع من الجمهور اللبناني الذي حضر المعرض.
القوات الجوية و الدفاع المدني نفّذا مناورة إنقاذ ركّاب زورق محترق، بينما قدّم مغاوير الجيش عرضًا قتاليًّا تخلّله زحف على الأسلاك المعلقة في الهواء، نُشر خلالها العلم اللبناني عاليًا، ونفّذت قفزات حرّة من الأبراج، وعروض قتال فردي أظهر فيها الجنود براعتهم وكفاءتهم في مواجهة الصعوبات والمشاكل التي تعترضهم خلال تأديتهم الخدمة.
رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي كان الضيف الأبرز للمعرض في يومه الثالث، وقد جال في أرجائه مبديًا إعجابه بالمعروضات، لا سيما الصناعات اللبنانية التي أعرب عن دعمه وتشجيعه لها. ورأى الرئيس ميقاتي أن إقامة المعرض مشروع متكامل يحقق فاعلية كبيرة ويمثّل إنجازًا مهمًا بالرغم من أنه ما زال في نسخته الثانية، مؤكدًا  تعاونه مع المنظّمين.
في فترة بعد الظهر شهد المعرض عرضًا لقوى الأمن الداخلي بحضور مديرها العام اللواء أشرف ريفي، وممثل مدير عام الأمن العام العقيد رياض طه وممثل مدير عام أمن الدولة العقيد الركن رؤوف سكرية،  والرئيس التنفيذي لمؤسسة «إينيغما» الأستاذ رياض قهوجي.
بدأ العرض بأداء لفرقة الخيالة، حيث استعـــرض الفرسان قدراتهم والإنضباط العالي لخيولهم القادرة على تلبية الأوامر بدقة. ثم استعرضت فرقة من الفهود مهاراتها في الرماية في أثناء التحرك، ومطاردة عصابة هاربة في سيارة مدنية، برفقة عناصر من وحدة الكلاب البوليسية.
وفجأة هزّ المكان إنفجار كبير تلاه اقتحام لعربات الفهود في ملاحقة باصٍ يحمل عددًا من الإرهابيين، وتمّت المناورة بدقة وسرعة عالية وبمؤازرة الكلاب البوليسية.
في اليوم الثالث والأخير كان حضور لافت لأهل الاختصاص والأمنيين والعسكريين، وقد بات واضحاً أن النظم والأجهزة الأمنية أصبحت من مقتضيات الحياة اليومية الأساسية للإنسان المعاصر في وجه هجمة عالمية غير مسبوقة للمفاهيم المتطرفة التي يُبتغى مواجهتها والتعامل مع كل تطبيقاتها وممارساتها وملحقاتها.

 

منصّة الجيش
في القسم المخصّص له داخل المعرض، عرض الجيش اللبناني أوّل علم لبناني قدّمه الرئيس بشارة الخوري لقائد الجيش اللواء فؤاد شهاب العام 1945. كما عُرِضت خزانة اللواء شهاب التي ضمّت بزّة الفروسية الرسمية الخاصة به وبعضًا من عتاده.
بالإضافة إلى ذلك، عرض في جناح الجيش أسلحة قديمة من حجر الصوان و«دك» البارود، إلى أوّل سلاح على الفتيل، ومجسّم لجنديين يعملان في كشف الألغام والقنابل العنقودية، ولطيار «هوكر هانتر» وبجانبه القذيفتان اللتان استعملتا في معركة نهر البارد.
وفي السياق نفسه ضمّ هذا القسم عربات «هامفي» مجهـزة برشاش حربي وناقــلات جند «M113» وأخرى «AIFV» بلجيكية الصنع، إلى جانب طائرة إطفاء الحرائق «سيكورسكي» ومدفع «هاوتزر» 198 ملم ومروحتَي «بوما» و«غازيل».
تولى كل من المؤهل الأول الياس عبدالله والرقيب الأول سامر فرحات مهمة تعريف الزائرين إلى هذه الأسلحة، كما جرى عرض تلفزيوني لأبرز مهمات الجيش اللبناني، وعرضت المطبوعات التي تصدر عن مديرية التوجيه، كذلك عرّف المؤهل عباس درويش الزائرين إلى موقع الجيش على شبكة الإنترنت.
صمّم ديكور الجناح ونفّذه المعاون الأول المتقاعد أندريه معيقل عاونه المعاون الأول نصري الشامي.

 

أوكتاغون
جناح شركة «أوكتاغون» (Octagon) اللبنانية لاقى إقبالاً كبيرًا في المعرض، خصوصًا وأنها درّعت في وقت سابق آلية هندسية (جارفة من نوع D9) تابعة للجيش اللبناني.
وعرضت منصّة الشركة سيارات ومركبات مدرّعة مخصّصة للقوات العسكرية والأمنية ولشركات الحماية والحراسة. وتعتمد الشركة في تصفيحها تكنولوجيا تتمثّل بأنواع وطبقات حماية متنوعة حسب الطلب، بدءًا من الفولاذ والزجاج المقوى وصولًا إلى الألياف والمواد التركيبية. والجدير بالذكر أن «أوكتاغون» تعتمد في صناعتهـا على الخبرات الكولومبية، من خـلال التجارب التي اكتسبتهــا بلدان أميركا اللاتينية منذ الخمسينيات في هذا المجال بسبب المشاكل والمواجهات التي تتعرض لها السيارات والمركبات في تلك المنطقة من العالم منذ سنــوات طويلــة، حتى غــدت مرجعًا في تصفيـح السيارات والمركبات والعمل المتكـامل لناحيـتي الأداء والذوق الفني.

 

بروسك
هي من الموردين المعروفين للنظم العسكرية والأمنية المتطورة في لبنان والمنطقة، وعرضت عدة أنظمة منها نظام التنصت ذي التكنولوجيا المبتكرة، «فوكسلوكس» (Voxlux) الفرنسي الصنع، الذي يعتبر نظام رصد ضوئيًا يستطيع تحقيق عمليات التنصت الاستخباري الصوتي، حيث يرصد الأصوات وينقلها عبر الموجات الضوئية. وهو معدّ لمهمات الأمن الوطني ومقاومة الإرهاب، ويعتمد على تكنولوجيا فرنسية جديدة تستخدم موجات الضوء لرصد الأصوات، وذلك عبر تسليط وحدة الرصد باتجاه الضوء الذي يوجد عنده أو قربه أناس يتحادثون مع بعضهم، إن عبر النوافذ أو أي مكان آخر.
وعلى المنصّة كاميرا تستطيع كشف وجه فرد مشتبه به عن بعد، من بين 360 وجهاً آخر خلال ثانية واحدة، وذلك بواسطة تكنولوجيا تحليلية تستخدم نظام التعرف إلى الوجوه كقاعدة لعملها، معززة بسرعة التحليل الكمبيوترية للوجوه الكثيرة.

 

أونيتّي
تجمع شركة «أونيتّي»  (ONETI) فروعًا ثلاثة هي «آسيات»  (ASIAT للبحوث والتطوير) و«آيسار» (ISAR للبحث والإنقاذ) و«ايه ايه كوادرانت» (AA QUADRANT للتصميم ودمج الأنظمة والمعدات التضمينية). تعمل الشركة على صنع منصّات تضمينية تتغير في غضون 3 إلى 5 دقائق لتتناسب مع المهمة المطلوبة، فتتحول العربة إلى ناقلة جنود أو عربة هجوم أو قيادة أو دعم طبي أو غيرها، بالإضافة إلى إيجاد منصّات جديدة دوّارة 360 درجة للأسلحة الرشاشة على متن العربات الخفيفة، والتي تمكّن الجندي من اتخاذ مواقع أفضل في أثناء الاشتباك أو الانسحاب. وتنوي أونيتي إنشاء مشروع مشترك مع شركة «ميكاس» (Mekas) لإنتاج مختلف أنواع عربات الـ«ATV» لا سيما العسكرية منها.
كذلك تعدّ الشركة لإطلاق عربة خفيفة للإستطلاع والإنقاذ والهجوم السريع من طراز «ميشن» (Mission) سيتم الانتهاء من تجربتها في حزيران 2013، وهي صناعة لبنانية مئة بالمئة.

 

غارديان سيستمز
على منصّة الشركة يلفتك جهاز Explore الشخصي الذي يستخدم لتصوير وتسجيل رجال الأمن وتحركاتهم، من أجل المراجعات اللاحقة واستكمال كل عناصر الملاحقات القانونية بالدليل المسجّل. ويتولّى الجهاز عمل مسح على جواز السفر ووثيقة الهوية مباشرة في أي مكان،  ويحدد إن كان للشخص المشبوه سوابق جرمية، وذلك استنادًا إلى قاعدة البيانات التي يحتويها.
كما يستطيع إقامة الإتصال مع مركز الشرطة ونقل البيانات مباشرة لتوسيع عملية تقصّي المعلومات أو استقدامها مباشرة من المركز للوقوف على مجمل الحقائق. والجدير بالذكر أنّه مزوّد كاميرا صغيرة جدًا في جزئه الأعلى مهمتها التصوير والتسجيل لحظة بلحظة.

 

مجموعة الحمراء
عرضت مجموعة الحمراء الإماراتية عدة منتجات تكنولوجية مهمة، ومنها المتعلقة بأجهزة المراقبة والمراقبة المضادة وحجب الترددات اللاسلكية. وهي أجهزة مصممة بشكل أساسي لوكالات تطبيق القانون، وللعمليات العسكرية في مختلف أنحاء العالم.
تقوم أجهزة «إسكان» للمراقبة المضادة بالكشف عن أي خروقات أمنية محتملة من دون إثارة انتباه المراقبين السريين. وبإمكان أجهزة المسح المتطورة جدًا أن تتعرف إلى الشوائب الأمنية غير المعروفة سابقًا، من خلال أجهزة كشف محمولة بالجسم أو يدوية أو ثابتة؛ ومنها الجهاز اليدوي الخفيف «Palldium G12» المخصص لعمليات المراقبة المضادة، وهو سهل الحمل في الجيب، يتولى مسح المكتب او الموقع الذي يكون فيه مستخدمه للتأكد من عدم وجود أجهزة رصد لاسلكية مخفية في المكان، وهو يسمح بعملية مسح صامت من دون ان ينتبه المتنصتون إلى ذلك. ويعتبر هذا الجهاز الأحدث من بين مجموعة مبتكرة ومتطورة من أجهزة الكشف المحمولة يدويًا الصغيرة الحجم.
كذلك تعرض الشركة جهاز Palladium M1 اليدوي المخصص لكشف الهواتف المحمولة. صمم بشكل اساسي لوكالات حماية القانون والوكالات العسكرية، يكشف موجات «GSM» و« 3G» النشطة، وذلك لمنع تسرب المعلومات السرية والحماية من أنظمة التتبع والمراقبة. ويمكن لهذا الجهاز أن يشتغل جنبًا إلى جنب مع جهاز تشويش ليتم التعامل مع أي انكشاف حاصل بشكل مباشر.

 

غالاغر النيوزيلندية
شركة «غالاغر» من نيوزيلندا الرائدة في أنظمة الإنذار والمراقبة عرضت عدة أنظمة أمنية خاصة بالتحكم بالولوج مع أجهزة الإنـذار الخاصة بها، وتكنولوجيا مراكز التحكم، والتي يمكن دمجها مع أنظمة كاميرات المراقبة وحماية المصاعد ومواقف السيارات.
أما نظام السياج الكهربائي الذي عرضته الشركة فيستعمل للمراقبة وكرادع للمتسللين، ويتميز بعدم إعطائه إنذارًا زائفًا، لأنّه يطلق الإنذار بعد المحاولة الثانية للتسلل، أي لدى وجود تعمّد لتخطيه، كما أنه نظام آمن إذ إن قوته الكهربائية غير قاتلة، وهو مضاد للصدأ، وفعّال في جميع الأحوال الجوية ويتم تركيبه حول المباني والسجون وعلى السطوح، وهو مقسّم إلكترونيًا إلى وحدات تمكّن من تحديد موقع محاولة الاختراق بدقة.

 

فلير الأميركية
مع شركة «فلير» الأميركية المتخصّصة بصناعة كاميرات المراقبة الحرارية يجري الإعداد لمشروع بناء سياج حراري مكهرب لمطار بيروت الدولي، مهمته الإنذار عند اكتشاف أي حركة من خلال نظام مدمج ومتكامل لكاميرات حرارية من طراز «PT 60» المتعددة المستشعرات، والقادرة على الرؤية لمسافات تراوح بين 500 م و22 كلم في مختلف الأحوال الجوية، وبجودة عالية حتى في الظلام.
عند إطلاق الإنذار تقوم الكاميرات المتحركة بتتبع الهدف وتحديده ومراقبته، وهي مرتبطة بنظام إمرة وتحكّم بإشراف السلطات الأمنية الخاصة. وكانت الشركة العارضة قد جهّزت البحرية اللبنانية وضمن مشروع حماية الساحل اللبناني بتسع كاميرات من طراز «فاروس»، تتميّز بمداها الطويل الذي يصل إلى 15 كلم وهي مدمجة برادارات مع أجهزة إتصال وُضعت 6 منها على الساحل، و3 على متن قوارب البحرية اللبنانية. كما زُوِّدت مروحيات الـ«غازيل» التابعة لسلاح الجو اللبناني كاميرات «تالون» ذات النظام المتعدد المستشعرات للرؤية النهارية وأخرى حرارية، بالإضافة إلى مهدّف ليزر.

 

سايتك وبروكر
عرضت شركتا «سايتك» و«بروكر» تقنياتهما الخاصة بالكشف عن المواد النووية المشعة، والتي تبدي الدول حاليًا، ومنها لبنان اهتمامها بها، حيث تعاقدت «سايتك» مع الجمارك اللبنانية، لتزويدها معـدات ضخمـة للتدقيق في حمولات الشاحنـات، وتقدم الشركة منصّات مختلفة وفق احتياجات الزبون، فمن الكاشفـات الكبيـرة إلى معـدات الشرطـة وفرق الإطفاء والجامعات، وصولاً إلى السفن والغواصات والمطارات والمرافئ. وتقـدم خدمات صيانة أنظمة مراقبة الإشعاعات وكشفها في مجالات الأمن النووي، وإدارة المخاطر الكيميائية والبيولوجية، وتقنيات مراقبــة الحــدود والجمــارك، والإدارة البيئيــة.

 

Xiaolong
من شركة «تشياولونغ» (Xiaolong) الصينية عربة «اكس ال-تي بي» (XL-TB) وهي آلية جديدة من نوعها تعرض للمرة الأولى في المعارض، وتمثّل ثورة في قدرة الحرب التكتيكية, حيث تعمل كمنصّة لمدفعية من عياري 105ملم و122ملم.
هي تعتبر آلية فريدة لأنها تحوّل القوات المدفعية إلى قوات حركية قادرة على المناورة بما يتناسب مع مقتضيات ساحة المعركة الحديثة خصوصًا في جيوش الدول التي تملك إمكانات مادية محدودة. وقد أثبتت العربة فعاليتها في العمل في مختلف الأحوال الجوية وعلى تضاريس مختلفة، وهي قابلة للتطويروالتعديل لتناسب المهمة المطلوبة منها، كما يمكن تحميل أي سلاح عليها لا يتجاوز وزنه 3.5 طن، بحيث يتحوّل من سلاح ثابت أو مقطور إلى سلاح حركي.
المعرض الحدث استقبل على مدى أيامه الثلاثة أعدادًا غير مسبوقة من المهتمين الذين رأوا أنه يشكّل قيمة حقيقية على المستوى الوطني، ويزيد من ثقة العالم بلبنان وقدراته الإقتصادية والأمنية والصناعية والسياحية ويثبت أقدامه في عالم الصناعة الأمنية والدفاعية التكنولوجية.