مناورات وتمارين

«شجرة العديسة» في وطى الجوز
إعداد: ندين البلعة

وسط جمع كبير من الحضور، أقام الفوج المجوقل مناورته التكتيّة السنويّة بالإشتراك مع القوات الجويّة، بعنوان «شجرة العديسة» في منطقة وطى الجوز - كسروان، يوم الثلاثاء 27/9/2011. حضر المناورة العميد الركن بولس مطر نائب رئيس الأركان للتخطيط ممثلاً العماد جان قهوجي قائد الجيش، إلى جانب العميد الركن عبد السلام سمحات من أركان الجيش للعمليات ورئيس لجنة تقويم الألوية والأفواج. كما حضر وفد من كبار ضباط القيادة ونواب رئيس الأركان، قادة الالوية والأفواج، العماد ابراهيم طنوس قائد الجيش الأسبق، اللواء المتقاعد محمود طي أبو ضرغم مؤسس الوحدات الخاصة، بالإضافة إلى ملحقين عسكريين ومدنيين من جمعية أصدقاء الجيش، رؤساء بلديات ورجال دين من الطوائف كافة، إلى ضباط الفوج المجوقل وعسكرييه، ضباط دورة آمر سرية وتلامذة ضباط السنة الثالثة.

 

أهداف
شاركت في هذا التمرين سرايا القتال المجوقلة، فصيلة الإستطلاع، فصيلة الصحة، وسرب من طوافات القوات الجوية، بالإضافة إلى عسكريين من سرية القيادة والخدمة لتمثيل العدو.
يهدف هذا التمرين إلى تمرّس أركان الأفواج في قيادة العمليات الخاصة في ظلّ ما تفرضه المعطيات الزمنيّة والمكانية والتقنية من قيود، إضافة إلى تمرّس آمري السرايا بإعداد العمليات الخاصة وإمرتها وتنفيذها والتنسيق مع وحدات أخرى مشاركة. كما يهدف إلى تآلف العسكريين من المستويات كافة مع الأخطار الناجمة عن رمي الذخيرة الحيّة وحثّهم على توخّي الدقة في الرمايات لتفادي النيران الصديقة، بالإضافة إلى تمرّس عناصر فصيلة الإستطلاع بما خص الإنتقال داخل أراضٍ وطأها العدو وتوفير المعطيات الإستعلامية الضرورية لقيادة الفوج، وتمرّس فصيلة الصحة والمسعفين الميدانيين في سرايا القتال بأعمال الإسعاف والإخلاء خلال العمليات القتالية... والهدف الأهم، تقويم العمل المشترك ونتائجه.

 

إيجاز
في البداية تابع الحضور ايجازًا عن التمرين واستهل العميد الركن جورج نادر قائد الفوج الكلام بشرح سبب اعتماد «شجرة العديسة» تسمية له، معتبرًا أن ما حصل هناك مثل واقعة تُسجَّل في تاريخ لبنان، حيث بادر الجيش اللبناني إلى إطلاق النار على العدو لأنه حاول المسّ بشجرة لبنانية وكبّده الخسائر. ثم عرض العوامل التي تقيّد تنفيذ المناورة بدقّة، كطبيعة الأرض والأماكن الآهلة المحيطة ببقعة التنفيذ والتشبيه بالعدو الإسرائيلي وغيرها، مشيرًا إلى أنّ عناصر الفوج قاموا ببناء هذه القرية النموذجية خصيصًا لتنفيذ التمرين.
آمرو المجموعات المشاركة في العملية شرحوا أدوار مجموعاتهم وفق الخطة الموضوعة من قبل قيادة الفوج. آمر فصيلة الإستطلاع شرح تسلسل الأعمال المنفّذة من قبل الفصيلة بعد تلقّي أمر من قيادة الفوج باستطلاع عدوٍّ في قرية مهجورة في عيون السيمان بدءًا باحتلال قاعدة دوريات ومهمة استطلاع، إرسال تقرير للقيادة عن هذا العدو وبقعة تمركزه، تحقيق التماس بالمراقبة والنظر مع العدو... وعند سماع صوت الطوافات، يقوم القناصون بتحقيق التماس بالنيران من خلال الرمي على الأهداف المتحرّكة.
من جهته شرح رئيس الفرع الثاني في الفوج، موقف العدو ومعنوياته وقدراته والنشاطات التي يُحتمل أن يقوم بها. ثم قدّم من بعده رئيس الفرع الثالث وقائد لفيف المهاجمة مقتطفاً عن أمر العمليات وتشكيل القوى بالإستناد إلى نسيخة وخرائط تفصيليّة للتموضع.
آمر سرية القتال المجوقلة الخامسة تحدث عن مهمة سريته في إحكام الطوق والعزل التي هي في أساس إنجاح مهمة الفوج بالتنسيق مع فصيلة الإستطلاع وسرايا القتال الأخرى. وتبعه آمر سرية القتال الثالثة الذي فصّل كيفيّة مهاجمة سريته الأهداف المحدّدة واحتلالها، وآمر سرية القتال الأولى شرح هجوم سريته المعزّزة بفصيلة دعم من السرية الرابعة.

 

الوضع
انتهى الإيجاز، وانتقل الحضور إلى منطقة وطى الجوز حيث تمّ تنفيذ التمرين.
• الوضع العام: احتمال أن يقوم العدو الإسرائيلي وبعض المنظمات الإرهابية وفي مقدّمها فتح الإسلام، باستغلال الوضع في لبنان للقيام بأعمال إرهابية تهدف إلى خلق فتنة طائفية. الجيش يتولّى منذ العام 1990 مهمة حفظ الأمن على الأراضي اللبنانية كافة وملاحقة المنظمات الإرهابية والقضاء عليها.
يتمركز الفوج المجوقل في ثكنتي غوسطا وعيون السيمان ضمن قطاع فوج المدرعات الأول، بمهمة احتياط لقيادة الجيش، وهو جاهز للتدخل حيث تدعو الحاجة.
• الوضع الخاص: أبلغت القيادة الفوج المجوقل أن مجموعات قتالية صغيرة قوامها الإجمالي نحو 50 عنصرًا تتمركز داخل قرية مهجورة في منطقة وطى الجوز، حيث يحضّرون بعض التحصينات على شكل أطمات في نقاط حساسة محيطة بالقرية ويستخدمونها كمخافر للحرس.
• المهمـة: يهاجـم الفـوج المجوقـل المجموعـة الإرهابيـة ويدمّرها لمنعها من تنفيذ مخطّطاتهـا.

 

التنفيذ
بغية تدمير المجموعة الإرهابية، انتقلت سرايا القتال المجوقلة بالطوافات من بقعة التحميل في ثكنة غوسطا إلى وطى الجوز، حيث نفّذت عملية إهباط على المرتفعات الحاكمة التي تؤمّن السيطرة بالنار على بقعة العمليات. وبعد عزل البقعة وإحكام الطوق عليها، قامت سريّتان مجوقلتان بالمهاجمة مع الإحتفاظ بسريّتي احتياط، وذلك وفق المراحل الآتية: مرحلة تحضيريّة تمثّلت بانتقال ثلاث سرايا قتال مجوقلة بواسطة الطوافات وإحكام سرية القتال المجوقلة الخامسة الطوق على الهدف، وتنفيذ سريتي القتال المجوقلتين الثانية والثالثة عملية إهباط في محيطه.
في المرحلة الأولى قامت السرية الثالثة بمهاجمة مجموعة الأهداف α وتدمير المجموعة الإرهابية المتمركزة فيها. وفي المرحلة الثانية قامت سرية القتال الأولى بمهاجمة الأهداف β وتدمير المجموعة الإرهابية المتمركزة فيها، لتتبعها المرحلة الثالثة حيث تمّت إعادة تنظيم بقعة العمليات وتسليمها لفوج المدرعات الأول. وخلال تنفيذ العملية احتفظ الفوج بسريّتَي القتال المجوقلتين الثانية والرابعة كاحتياط.
بعد الإنتهاء من مهاجمة الأهداف ومعالجتها بالرمايات القناصة و12,7 ملم و RPG وهاون مع دعم بنيران طوافات القتال «غازيل» واستخدام «مصفحات البنهارد» لفتح ثغرات في الجدران... قام أحد العناصر الإرهابيين بالفرار فطارده عناصر من الفوج بمؤازرة طوافة قتال، وتمّ ضمّه إلى باقي الأسرى الذين عاملهم الفوج وفق مقتضيات معاهدة جنيف. وقد سقط للفوج خلال تنفيذ العملية بعض الجرحى، الذين عولجوا ميدانيًا ليتمّ إخلاؤهم في ما بعد إلى أقرب نقطة إسعاف.

 

الختام
في ختام المناورة عبّر العماد ابراهيم طنّوس عن فخره وسروره مهنّئًا قائد الفوج وضباطه وعناصره على دقّة التنفيذ والمهارات العالية التي يتميّزون بها.
كما أبدى اللواء أبو ضرغم تأثره بهذه الدعوة التي «أعادتنا إلى الجو العسكري وذكّرتنا بالمعنويات التي كنا نشعر بها قبل تقاعدنا»، وحيّا الروح القياديّة وروح المغوار الموجودة في كل عنصر، لافتًا إلى أن «الجيش ليس سياج الوطن فحسب بل هو عموده... وإذا سقط هذا العمود، سقط السقف على الجميع من دون استثناء!».
من جهته هنّأ العميد الركن رفعت شكر نائب رئيس الأركان للعمليات العسكريين على هذه العملية المميّزة التي نفّذوها بدقّة والتزام تامّين، وأعطاهم بعض التوجيهات.
بعدها انتقل الجميع إلى ثكنة الفـوج في غوسطا حيث استبقاهـم قائده إلى مائدة الغداء.


تصوير: الجندي جو فرنسيس
روبير مرقص