موضوع الغلاف

«شوف لبنان من فوق»...
إعداد: ندين البلعة خيرالله

«عبالَك تشوف لبنان... بَس من الجوّ؟»!

طوافات الجيش التي كنت تنظر إليها وهي تحلّق في السماء، وتتمنّى لو كان بإمكانك الصعود على متنها ستتحقق أمنيتك. ففي تجربةٍ هي الأولى من نوعها في لبنان: ستكون طوافات القوات الجوية في الجيش اللبناني جاهزةً لتحمل على متنها السياح في جولةٍ يستمتعون خلالها بمشاهدة المناطق اللبنانية من الجو!

 

هذا الجيش الذي لطالما خاض المعارك للدفاع عن الوطن وحماية السلم الأهلي، يجد نفسه اليوم في مواجهة حرب جديدة غير تقليدية هي الحرب الاقتصادية، سلاحه القدرات المتوافرة للحد من أضرارها. وها هي القوات الجوية تستثمر الطلعات الجوية بواسطة الطوافات بهدف تشجيع السياحة الداخلية... جوًّا!

 

هدف المشروع

المساهمة في مواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان من خلال تشجيع السياحة، هو الهدف الأساس لهذا المشروع، وذلك بطريقةٍ فريدة من نوعها من خلال إعطاء الفرصة لكل من يرغب، برؤية جمال لبنان بتضاريسه وألوانه، «من فوق». في المقابل، سوف يؤمن هذا المشروع ما يدعم القوات الجوية في متابعة صيانة قواعدها الجوية وبناها التحتية، ولو بشكل متواضع.

كلفة هذه الرحلة متدنية جدًا مقارنةً بالكلفة التي تستوفيها بلدان أخرى من المشروع عينه، وبالتالي فإنّ الغاية منه ليست تجارية، وقد تم تحديد تسعيرة خاصة بالعسكريين ومَن هم على العاتق.

خُصِّصت لهذا المشروع طوافة R44، وهي تُنفّذ عادة مهمتها الأساسية في تدريب التلامذة الضباط في السنة الأولى، وفي الأوقات المتبقية من ساعات الطيران ستلبّي الطلبات المدنيـة والعسكريـة التـي يُتوقـع أن تكـون كثيفة.

 

الصفحة الخاصة والمسارات

نجد على الموقع الإلكتروني للجيش اللبناني، صفحةً خاصة بهذا المشروع، يزورها كل راغب بالقيام بهذه التجربة لملء طلب، يتضمّن المعلومات الشخصية التي تتمّ دراستها للموافقة. بعدها يتلقى الشخص رسالة يتوجّه بموجبها إلى إحدى القواعد الجوية أو إلى قيادة القوات الجوية للحجز والدفع (على أن تصبح العملية أونلاين في المستقبل).

الرحلة كناية عن ربع ساعة من الوقت، وهي تتمّ وفق أربعة مسارات، وبالتالي أربع نقاط إقلاع وهبوط، يختار السائح أيّها يرغب:

في المرحلة الأولى ستبدأ الرحلات على المسارَين الآتيَين:

- رياق (خط أول من مطار رياق- نيحا- وادي العرايش/زحلة- رياق، وثانٍ من مطار رياق- نيحا- وادي العرايش/زحلة- شتورا- رياق، وثالث من مطار رياق- قلعة بعلبك- رياق).

- عمشيت/مغاوير البحر (عمشيت- قلعة جبيل- حالات- نهر ابراهيم- طبرجا والعودة، أو عمشيت باتجاه البترون- شكا والعودة).

وفي مرحلة ثانية:

- ثكنة بيت الدين (بيت الدين- وادي بسري- أرز الباروك والعودة).

- ثكنـة الأرز- بشـري (مدرسـة التزلـج- وادي قنوبين- إهدن والعـودة، أو مدرسـة التزلـج- وادي قنوبيـن- أرز تنوريـن والعودة).

 

مستوى وقائي عالٍ

قد نسأل عن المخاطر والتحديات التي قد تطرأ عادةً في مثل هذه الرحلات، ولكن من البديهي أن تكون ثقتنا بحامي الوطن عمياء. فقد قامت قيادة القوات الجوية بانتقاء الطيارين والفنيين من ذوي الخبرة للحفاظ على مستوى وقائيٍ عالٍ. وبالإضافة إلى الحرفية العالية والاحتراف لدى فنّييها، تملك القـوات الجويـة شهـادة فنية من الشركة الصانعة، مفادها أنّها (أي القوات الجوية) هي مركز مرخّص Certified Service Center لصيانة الطائرات أميركية الصنع، تُجدَّد سنويًا.

لم يبخَل الجيش على هذا الوطن بأي تضحية، وهو اليوم يؤدّي دورًا في تحريك العجلة الاقتصادية، من خلال دعـم السياحـة الداخليـة. ولمـن ملَّ الجولات البرية وزحمة الطرقــات، فرصـة من القـوات الجويـة لـ«تشـوف لبنـان من فوق»!