تربية وتعليم

«قولوا انشالـله...»
إعداد: ريما سليم ضوميط

تقنيات المعلوماتية والإتصالات في المدارس الرسمية


لوحة الكترونية لكل تلميذ

 

في إطار تطوير أساليب التعليم في المدارس الرسمية، وتحويل الطالب من عنصر متلقّ الى مشارك فاعل في العملية التعليمية، باشرت وزارة التربية تنفيذ المرحلة التجريبية من مشروع «اللوحة الإلكترونية لكل متعلم» في المدارس الرسمية، والتي تشمل ما يزيد عن 300 تلميذ من 14 مدرسة رسمية من مختلف المناطق اللبنانية.

 

الخطة
عن محتوى المشروع وأهدافه تحدثت مديرة مشروع المعلوماتية والتطوير المؤسساتي في وزارة التربية السيدة بوليت عسّاف، فأوضحت أن الفكرة انطلقت من أهمية إدخال التكنولوجيا في البرنامج التربوي، وبناء على ذلك، تمّ تطوير الخطة الاستراتيجية لإدخال تقنيات المعلوماتية والإتصالات في العملية التعليمية في المدارس الرسمية، وباشرت وزارة التربية العمل على مشروع نموذجي يشمل استخدام اللوحة الالكترونية في الصف، وتحويل أسلوب التعليم الى أسلوب تفاعلي.

 

إختيار المدارس المشاركة
عن كيفية الإعداد للمشروع، أشارت عساف الى أن الخطوة الأولى بدأت بتحديد مدة زمنية للمرحلة التجريبية للمشروع، فتم الاتفاق على الفترة الممتدة من منتصف شباط 2012 وحتى ختام العام الدراسي في حزيران. وقد تبلّغت المدارس الرسمية في مختلف المناطق اللبنانية الخطة المطروحة، وتم اختيار 14 مدرسة من بين تلك التي أبدت استعدادًا لخوض التجربة، والتي يملك أساتذتها المقومات التي تساعد على نجاح العمل. ومن ثم تم الإتفاق مع ادارات المدارس على اختيار 25 تلميذًا من الصفّين العاشر والحادي عشر من كل مدرسة للمشاركة في التجربة.
وأضافت قائلة: في مرحلة ثانية، تم الإتصال بشركات من القطاع الخاص لتزويدنا العدد المطلوب من اللوحات الإلكترونية (حوالى 300 لوحة)، فتمكنّا من الحصول على دعم ست من الشركات الفاعلة في مجال الأجهزة الرقمية، وقد تبرّعت بالقسم الأكبر من العدد المطلوب من دون بدل مادي، وما زلنا نتوقّع اتمام العدد الكامل مجانًا في مدة قريبة.
في موازاة عملية التجهيز، قام مركز البحوث والإنماء التابع لوزارة التربية بتحويل منهاج الصفّين العاشر والحادي عشر الى محتوى رقمي (e text book) تم تحميله على اللوحات الالكترونية، كما تم تزويد اللوحات المذكورة مواد تعليمية داعمة (e supportive materials)  في مواد الفيزياء والكيمياء وعلم الحياة (تقدمة من شركات خاصة تعنى ببرامج الكمبيوتر)، تساعد بشكل فعّال في تسهيل عملية التعليم.

 

الترجمة التقنية للمشروع
في شرح مبسّط للناحية التقنية من «المشروع النموذجي»، أوضح مدير قسم المعلوماتية في وزارة التربية السيد توفيق كرم كيفية التطبيق العملي للتجربة، فأشار الى أن خطة العمل تشمل ثلاثة أجزاء، أولها تزويد التلامذة والأساتذة الأجهزة الرقمية مع تجهيز الصفوف بوسائل التعليم الجديدة، والثاني تحميل الأجهزة بالمحتوى الرقمي المطلوب (e content)، أما الثالث فيشمل تدريب الأساتذة على الأجهزة الخاصة بهم.
وفي ما خص الجزء الأول، أشار السيد كرم الى أن كل تلميذ في المدارس الرسمية سيزوّد جهازًا رقميًا يمكن أن يكون لوحة الكترونية أو كمبيوترًا محمولًا أو أي جهاز رقمي سهل الإستعمال، ولا يحتاج التلميذ الى جهد في تعلّم استخدامه.
الى جانب الجهاز المذكور سيكون هناك جهاز خاص بالمدرّس يمكن من خلاله مراقبة أجهزة التلامذة والتحكّم بها. كما سيزوّد كل صف بلوح تفاعلي (interactive board) يحل مكان اللوح التقليدي.
على صعيد المحتوى، أوضح كرم أنه بعد أن حوّل المركز التربوي للبحوث والإنماء منهاج الصفين العاشر والحادي عشر الى محتوى رقمي بصيغة الـ pdf، تهدف خطة الوزارة الى تحويل المناهج الى محتوى رقمي تفاعلي مع تأمين مواد داعمة  (e supportive materials) هي عبارة عن صور بيانية أو فيديوهات تعليمية، أو أي تمارين عملية تساهم في ترسيخ الدروس في أذهان التلامذة من خلال نظام تفاعلي، يصبح التلميذ بموجبه مشاركًا بشكل فاعل في عملية التعلّم (active learner) وليس مجرد متلق للمعلومات (receiver).
وأشار كرم الى أن تأمين المحتوى الرقمي المذكور سيتم من خلال شركات خاصة بإشراف المركز التربوي للبحوث والإنماء، وذلك للتأكد من عدم تحوير المحتوى أو المسّ بجوهره.

 

تدريب وتقييم
عن الجزء الثالث من المشروع والمتعلّق بتدريب الأساتذة، أوضح كرم أن هذا الجزء هو الأصعب نسبيًا، ذلك أن تغيير الطرق التقليدية في التعليم ليس بالأمر السهل، لا سيما أن متوسط العمر لدى أساتذة المدارس الرسمية يناهز الخمسين عامًا. وأضاف أن عملية التدريب ستتم من قبل الشركات الخاصة بإشراف وزارة التربية.
وأشار كرم الى أن المرحلة التجريبية ستختتم بعملية تقييم شاملة تجري بإشراف وزارة التربية وبمساعدة الشركات المساهمة، حيث سيشكل لهذه الغاية فريق يضم أشخاصًا متخصصين في المجال التربوي - التقني وخبراء عالميين من ذوي الأسماء المعروفة في تكنولوجيا المعلوماتية، ومعظمهم الّف كتبًا قيّمة في هذا المجال، وأنه في حال حصلنا على النتائج المرجوّة سيتم تعميم التجربة على جميع المدارس الرسمية.