الجيش والمجتمع

«كون مغوار لنهار»
إعداد: الرقيب سامر حميدو

في سباق من تنظيم اتحاد بلديات جزين

في غابة بكاسين أيضًا


«...مغوار لنهار» الذي رسم مساره بين أرز تنورين وأرز الرب، حلّ في الجنوب، وتحديدًا في بلدة بكاسين، وفي غابتها التي تعتبر إحدى أكبر محميات الصنوبر في الشرق الأوسط.
فمن قلب الغابة التي كان للجيش منذ سنوات خلت الأيادي البيضاء في تشذيب أشجارها وتنظيف ممراتها، كان انطلاق المتسابقين الذين ساروا نحو 13 كلم وسط طبيعة ولا أروع، ليصلوا إلى ساحة بلدية جزين مفعمين بالحماسة والاندفاع، معربين عن فرحهم وفخرهم بمشاركة الجيش نشاطًا رياضيًا بيئيًا، منطلقاته وطنية.


السباق
برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلًا بالعقيد الركن وليد السيد، نظّم اتحاد بلديات جزين وفوج المغاوير، سباقًا مسافته 13 كلم، شارك فيه نحو 800 متسابق وذلك في حضور العميد الركن شامل روكز قائد فوج المغاوير، ورؤساء بلديات منطقة جزين ومخاتيرها، إلى عدد كبير من الإعلاميين ومن أعضاء جمعية أنصار الوطن وكشافة التربية الوطنية.
سباق المشي «Racewalking» الذي نفّذ تحت عنوان «كون مغوار لنهار»، هو سباق رياضي لمسافات طويلة ويختلف عن المشي العادي في كونه يقتضي أن تبقى قدم واحدة على اتصال بالأرض في جميع الأوقات.

 

في الغابة
تجمّع المتسابقون في غابة بكاسين إحدى أكبر محميات الصنوبر في الشرق الأوسط، وكان في استقبالهم رئيس بلدية جزين السيد خليل حرفوش الذي رحّب بهم معربًا عن فرحه باستضافتهم.
ممثل قائد الجيش العقيد الركن وليد السيد، وبعد النشيد الوطني، كانت له كلمة اعتبر فيها أن إيجابيات هذا النشاط المميز لا تقتصر على الناحية الرياضية فحسب بل تتعداها إلى النواحي السياحية والاجتماعية.
وقال: «من هنا من مدينة جزين، مدينة الصنوبر والتراث العريق، نؤكد مجددًا تمسك أبناء الوطن بجناحيه المقيم والمغترب بوحدتهم الوطنية وهويتهم وإيمانهم بجيشهم الذي قدّم ولا يزال، دروسًا في البطولة والإستشهاد ذودًا عن الأهل والتراب ودفاعًا عن السيادة والاستقلال.
وختم كلمته مقدمًا الشكر باسم قائد الجيش، إلى رئيس اتحاد بلديات منطقة جزين وإلى كل من ساهم وشارك في هذا النشاط.

 

الإنطلاق
قبل انطلاق المشاركين، الذين بلغ عددهم زهاء الـ800 شخص من جميع المناطق اللبنانية ومن مختلف الأعمار، قدّم رئيس بلدية بكاسين النقيب المتقاعد حبيب فارس شرحًا حول السبـاق والمسلك وشروط السلامة، متمنيًا لهم وقتًا ممتعًا في ربوع غابات لبنان وجباله.
انطلق المشاركون من غابة بكاسين، مرورًا بجبل الرمانة ومنطقة جبل تورة على تخوم جبل نيحا وصولًا إلى ساحة بلدية جزين، مجتازين مسافة تقارب الـ13 كلم.
عسكريو المغاوير المشاركون في السباق «دوزنوا» خطواتهم وفق الوتيرة التي سار بها المدنيون لتحفيزهم ومساعدتهم في حال حدوث أي أمر طارئ. ففي النهاية ليس الهدف من السباق تسجيل نتائج وإحراز كأس، بل ان أهدافه تتصل بالتعرف إلى طبيعة لبنان وجباله وثرواته البيئية، وتقريب المسافات وتعزيز روح المشاركة بين الجيش وأهله، وجمع اللبنانيين من مختلف الطوائف والمناطق وتأكيد العيش المشترك.

 

منهم... ولهم
هذه الأهداف بلورها وجود مواطنين من جميع المناطق، الشمال، الجنوب البقاع وبيروت، أتوا ليشاركوا المغاوير «نمور» الجيش اللبناني في يوم مميز. وهذه ليست المرة الأولى، فالمغاوير اعتادوا أن يحتضنوا أبناء الوطن في نشاطات مماثلة، وقائد الفوج شارك المتسابقين بالسير على طول المسلك داعمًا إياهم ومؤكدًا أن الجيش منهم ولهم.
مايكل حداد الرياضي المعروف الذي لم تمنعه إعاقته من المشاركة في هذا النشاط، وهو الشخص الذي تحدى الإعاقة متسلقًا صخرة الروشة بسواعد مليئة بالعزيمة والثقة بالنفس، قال: «شعوري لا يوصف اليوم وأنا مع نمور الجيش شرف هذا الوطن. الرياضة شيء جميل، ولكن الأجمل إني عم شوف كل اللبنانيين يد واحدة مع الجيش».
جيسيكا، من جمعية أنصار الوطن، أبدت سعادتها للمشاركة بالسير إلى جانب عناصر المغاوير وقالت، «هذه ليست المرة الأولى التي أشارك فيها، وأنا أشكر الجيش لأنه ساعدنا على التعرف إلى مناطق بلدنا الحبيب لبنان، جزين منطقة رائعة، ولبنان هو جنة ربنا عالأرض، الله يحمي الجيش حامي أرز لبنان».
أما رودولف إبن الـ15 ربيعًا الذي تحضّر قبل أسبوع وانتظر هذا النهار بفارغ الصبر فعندما بادرناه بالقول «بدك تمشي 13 كلم مش صعبة عليك؟». قال: «لما بتكون عم تمشي مع المغاوير بالجيش ما بيهم إذا كان المشي بالجبال أو بالوديان أو بالسما أو بالبحر، ولو الجيش بيعمل سبق بالمريخ بدّي شارك، لأنو هيدا جيش لبنان هيدا كل لبنان».

 

آخر المشوار
بعد ساعات من المشي، بدأ المشاركون بالوصول إلى ساحة بلدية جزين، حيث كان في استقبالهم رئيسها الذي رحب بهم مرة جديدة وقال: «بدنا نرحب فيكن مرة  جديدة بجزين في أول مارش بالمنطقة، ولنا كل الفخر أن نمشي مع مغاوير الجيش اللبناني، هؤلاء الشرفاء الذين ضحوا بأرواحهم وحاربوا الإرهاب لكي نعيش بأمان وسلام». وشكر كل من ساهم بنجاح هذا النشاط وخصوصًا النقيب رودولف عقل الذي كان له جهد مميز في إنجاح السباق، والأندية والجمعيات، كما خصّ بجزيل الشكر قيادة الجيش والعميد روكز «رمز الرجولة والشجاعة والعنفوان».
في الختام، قدّم رئيس بلدية جزين إلى كل من ممثل قائد الجيش وقائد فوج المغاوير، سيفًا جزينيًا، وميدالية اتحاد بلديات جزين، ودعي الجميع إلى حفل غداء.